افتتح مساء أمس الجمعة فى دار الأوبرا فى دمشق مهرجان دمشق المسرحى الرابع عشر الذى تنتظر مسارح دمشق أيامه الثمانية كل سنتين لتكسر برد صالاتها التى ستشهد فى هذه الدورة أكثر من أربعين عرضاً من 17 دولة. وقال مدير المهرجان مدير المسارح والموسيقى فى سوريا عجاج سليم فى حديث, إن التركيز فى دورة المهرجان الحالية كان على اختيار العروض التى تحمل قيمة فنية عالية، وتمثل نظرة جديدة فى المسرح، سواء التجارب المتميزة فى الإخراج أو غيرها. ولا يخفى مدير المهرجان ابتعاد الدورة الحالية منه عن تبنى صيغة "الترشيح الرسمى" كأساس لانتقاء العروض المشاركة, ويقول حاولنا ألا نكرر ما يقدم من عروض, وخصوصاً العروض التى تسوق للمهرجانات عبر الترشيح الرسمى. ويضيف اخترنا العروض بناء على مشاهداتنا وعلى ما كتب عنها فى مهرجانات المسرح، وعلى رأى مخرجين ونقاد، ودعونا فرقاً غير رسمية. وافتتح المهرجان الذى يستمر حتى 20 ديسمبر الجارى مدير وزير الثقافة رياض نعسان آغا, الذى أكد أن الانتقادات التى يتلقاها المسئولون عن مؤسسات الثقافة والمسرح ومنها "مات المسرح أو أنه غير موجود" هى انتقادات تسرنا لأنها تحفزنا، وأشار إلى ضرورة تركيز الاهتمام على القدس العاصمة القادمة للثقافة العربية بعد دمشق 2008، داعيا المؤلفين والمخرجين والفنانين إلى أن يفكروا كيف يمكن للأمة التعبير عن القدس وحضورها فى الوجدان العربى. أما عرض الافتتاح، الذى قدمته فرقة مديرية المسارح والموسيقى للمسرح الراقص، فحاول ابتكار نقطة لقاء فكرى بين الشرق والغرب والحوار بينهما عبر استحضار شخصية الشاعر الفارسى فريد الدين العطار والساحر "فاوست" بطل مسرحية غوته الشهير، وتلتقى هاتان الشخصيتان لأنهما حاولتا كل على طريقته، امتلاك حقيقة الحياة وأسبابها، عبر طرح أسئلة وجودية عن ماهية الروح والجسد وأدوارهما. هذا الاستحضار يأتى على خلفية مشهد معاصر لفتاة ألمانية وشاب عربى يلتقيان عبر الإنترنت، ويحاول الأخير استحضار الشواهد الشرقية التى تقابل تجارب غربية مماثلة، ليوضح وجهة نظره, التى تؤكد أن الشرق أكثر من فكرة رومانسية وروحانية، كما يُصور فى الغرب. ويعول المهرجان هذا العام على تحقيق "نقلة نوعية"، فإضافة إلى عروضه، سيشمل ندوة مركزية عن "الدراماتورجيا"، المصطلح الذى برز فى تجارب المسرح العربى فى السنوات الأخيرة، يشارك فيها على مدار أيام ثلاثة أكثر من ثلاثين باحثاً ومسرحياً عربياً وأجنبياً. وستوثق هذه الندوة فى كتاب يصدر لاحقاً، وعلى أشرطة فيديو، ويوضح مدير المهرجان. أن هناك دائما رؤى وتجارب ومدارس جديدة فى العالم وأى فن لا ينفتح عليها يحكم على نفسه بالموت. وكرم المهرجان فى افتتاحه عدداً من الشخصيات المسرحية العربية والأجنبية, وينعقد المهرجان الذى توقف نحو 16 عاماً قبل أن يعود عام 2004، وسط تساؤلات فى الوسط المسرحى السورى عن دوره وجدواه، ومطالبات البعض بإلغائه واستخدام ميزانيته لدعم العاملين فى المسرح، وهذا ما عكسه المؤتمر الصحفى الذى أقيم لمناقشة المهرجان مطلع الشهر الحالى، وتشهد عروض المهرجان مشاركة سورية كثيفة، بلغت عشرين عرضاً تقريباً من أصل 42 عرضاً من أغلب الدول العربية، بمشاركة بارزة للمسرح التونسى وعروض من هولندا وقبرص وألمانيا, وهو ما يطرح أسئلة على المهرجان الذى يعتبر فرصة أمام تجارب مختلفة ومتنوعة. بدوره أرجع مدير المهرجان تغيب بعض الدول العربية، مثل الجزائر والبحرين والسودان عن المشاركة بعروض مسرحية إلى تأخر بعض العروض وضعف أخرى. ويقيم المهرجان ندوة تكريمية لحاكم الشارقة والمسرحى الإماراتى الشيخ سلطان بن محمد القاسمى المسرحى العربى الثانى الذى خصه المركز الدولى للمسرح بكتابة كلمة يوم المسرح العالمى بعد الكاتب المسرحى السورى الراحل سعد الله ونوس.