عاد مؤخرا من سوريا الدكتور "أسامة أبوطالب" رئيس البيت الفني للمسرح الأسبق والأستاذ بأكاديمية الفنون بعد حضوره مهرجان دمشق المسرحي بدعوة من "عماد جلول" رئيس المهرجان وقد شارك في فعاليات المهرجان والندوات الفكرية التي اقيمت عقب العروض. قال د. أسامة تناولت في ندوة آفاق ومشكلات المسرح في العالم العربي دور النقد ومسئولية الإعلام. وتطرق للحديث عن تجربته المسرحية كأستاذ ومسئول عن الحركة المسرحية في فترة سابقة وقد تناولها في كتابه "شاهد علي المسرح" وأكد علي تناقص العروض المسرحية الجادة وتحجيم المنطلقات الفنية المشروعة للمبدعين. أضاف: وفي لقاء آخر جمعني بعدد كبير من المسرحيين العرب تحدثت فيه عن تجربتي الشخصية وقمت بالرد علي الدعاوي التي أطلقها البعض وكأن المسرح بالنسبة لهم ارث. كما ادليت برأيي في غيبة الكاتب المسرحي العربي وندرته وتسلط أطر جاهزة ونماذج مثيرة وكيفية استحداث استنفار مسرحي عام من شأنه ان يضع المسرح ضرورة حضارية لاحداث التغيير الاجتماعي والفكري. ويشير كما تحدثت في الندوات عن دور المسرح وأهميته ذاكرا تجربتي التي قمت بها إبان رئاستي للمركز القومي للمسرح والموسيقي والفنون الشعبية ثم البيت الفني للمسرح ولخصتها في الزيارات الهامة والمدروسة بصحبة فنانين ومفكرين كبار بمختلف الجامعات مناقشا الطلاب عن أهمية المسرح ودوره ودوافعه وموقفه من قضية الحلال والحرام والتزمت والتطرف والاعتدال وقد شارك فيها الفنانون نور الشريف وعزت العلايلي وأشرف عبدالغفور وأحمد عبدالوارث وأثمرت عن زيارة 700 طالبة من كليات الأزهر لمشاهدة أكثر من عرض مسرحي ليخرجن وهن مطمئنات متأكدات إلي ان الشيء باستخدامه وان المسرح لا يكون مسرحا حقيقيا فعالا وبناء إلا إذا أردنا له ان يكون كذلك. وينتقل لمهرجان دمشق المسرحي قائلا: أنه يتميز بقدر عال من البساطة والانضباط وقدم به 35 عرضا مسرحيا علي 6 مسارح ما بين عربية وأجنبية كلها تتميز بتنوع شديد ومشاركة لأجيال متباينة من مخرجين مخضرمين وممثلين واعدين من الشباب. قال: تألقت عروض كثيرة منها عرض المخرج السوري "أيمن زيدان" واسمه "راجعين" وكذلك عرض "مكان ما في منتصف العالم" لبنما لفت نظر الحضور عرض مشروع تخرج طلاب السنة الرابعة بالمعهد العالي للفنون المسرحية بدمشق "سيلكون" وحظي بنسبة مشاهدة عالية وتقرر إعادة عرضه للهيئة العالمية لممثليه مما دعاني شخصيا وباجماع الكثيرين الي المناداة بضرورة عرضه بعواضم الوطن العربي وأوروبا. ** أسأله وماذا عن العرض المسرحي بالمهرجان ؟ شاركنا في المهرجان بعرض "الهواة" لمعهد جوتة مقابل الغياب الكامل لعروض البيت الفني للمسرح والقطاع الخاص رغم أننا لدينا عروض متميزة جدا قدمها مركز الإبداع الفني وورشته للمبدع خالد جلال إلا أن المسرح المصري لم يمثل بالمرة وتم الاكتفاء بعرض "الهواة" وهو عرض يحمل رغبة شديدة في الاجتهاد وتمت مناقشة ماذا يريد ان يقول رغم كراهيتي لهذه الجملة إلا أن السؤال الهام: من الذي فوض هذا العرض لتمثيل مصر؟ وعلي أي شيء أو قيمة أو معني ومضمون ذهب للمهرجان؟!