كما قال المخرج الفرنسى فرانسوا تروف: «إن من يحب السينما يحب الحياة»، طبقت مدينة وهران تلك المقولة بحذافيرها، ففى مهرجان السينما العربية الذى نظمته المدينة واختتم فعالياته يوم الجمعة الماضى شارك ما يقرب من 12 فيلماً فى المسابقة الرسمية، كان القاسم المشترك بينهم جرأة الطرح واختراق الأماكن الشائكة، اجتماعياً ودينياً، منها الفيلم القصير الذى يحمل اسم «نسيبى»، لا تتجاوز مدته 22 دقيقة، يحاول فيه المخرج حسان بلعيد كشف المستور عن ظاهرة «التخنث» التى أصبحت بازرة فى المجتمع العربى والعالم على حد سواء، واللافت أن الفيلم تطرق للقضية دون أى حرج أو محاذير، ربما تكون هذه هى المرة الأولى فى الجزائر، ورغم أن المخرج لم يكن مباشراً فى التناول، لكنه تعمق فى حياة الرجل المتشبه بالمرأة وطريقة الزينة والباروكة الصفراء وهو يعانق زوج أخته ويأخذان نفس الطريق. وبسؤال مخرج الفيلم عن سر تطرقه لهذا الموضوع قال: مازالت صورة أحد المخنثين عالقة فى ذهنى حينما كنت طفلاً وكان يرتدى ملابس أنثوية وهو رجل ما جعل لدى حيرة طوال طفولتى ولم يحل هذا اللغز سوى بعد أن كبر». أما مسابقة الأفلام الروائية الطويلة وكان هناك الفيلم السورى «الرابعة بتوقيت الفردوس» للمخرج محمد عبدالعزيز الذى انتزع آهات وأوجاع الجمهور إبان عرضه فى صالة سينما المغرب بحضور صناعه، والفيلم يطرح بجرأة دون ما يفعله النظام السورى فى دمشق، كذلك المعارضة، وما سوف يضيع الوطن، ورغم أن الفيلم إنتاج الدولة السورية متمثلة فى المؤسسة العامة للسينما لكن يدين النظام والمعارضة. و فى أحد مشاهد الفيلم طرح المخرج محمد عبدالعزيز رسالة مباشرة لوقف العنف والعدوان من خلال 4 فتيات سوريات يقفن فى منتصف أحد شوارع دمشق يرفعن لافتات مكتوباً عليها «من أجل الإنسان السورى بيكفى»، وأعلن المخرج السورى محمد عبدالعزيز قائلا: لقد خرجت فى تظاهرات فى بداية «الحراك الشعبى»، قبل أن أتراجع لأننى ضد التغيير المتطرف والمبنى على العنف. يشار إلى أن المهرجان اختتم فعالياته الجمعة الماضية 12 يونيو الجارى بعد أن تنافس على جوائز الوهر العربى 12 فيلما فى فئة الأفلام الروائية الطويلة وحصل الفنان نور الشريف على جائزة أفضل ممثل عن دوره فى فيلم «بتوقيت القاهرة» من إخراج أمير رمسيس. بينما فازت السورية صباح الجزائرى بجائزة أفضل ممثلة عن فيلم «الأم» للمخرج باسل الخطيب، فى حين فاز بجائزة أفضل سيناريو المصرى أمير رمسيس عن فيلم «بتوقيت القاهرة» أيضاً. وفى فئة الأفلام القصيرة التى شارك بها 14 فيلما ذهبت جائزة أفضل فيلم إلى «وتزوج روميو« للمخرجة التونسية هند بوجمعة، أما فى فئة الأفلام الوثائقية التى شارك بها 12 فيلماً ذهبت جائزة أفضل فيلم إلى «أنا مع العروسة» للمخرج الفلسطينى خالد السيلمان الناصرى. ورغم أن الأفلام التى حصدت جوائز تستحق بجدارة هناك أفلام أكثر تستحق المشاهدة منها فيلم «اسمى خديجة وأنا مطلقة فى العاشرة» ضمن الأفلام المتنافسة فى المهرجان وأيضاً الفيلم الأردنى «ذيب»، وفيلم «المتطرف» إضافة إلى فيلم «عيون الحرامية» لخالد أبوالنجا وسعاد ماسى والفيلم الإماراتى «من الألف إلى الياء» وأفلام أخرى. واللفتة الجميلة فى الحقيقة كانت بتكريم فاتن حمامة وآسيا جبار وفتيحة بربار واختارت إدارة المهرجان أسماء فنية لامعة قدمت الكثير للفن السابع، من بينها الفنانة فاتن حمامة التى عرض لها فيلم تسجيلى بعنوان «الفاتنة»، والفنانة الجزائرية القديرة فتيحة بربار وقصى صالح درويش.