تعقيبا على الزيارة المرتقبة للرئيس عبد الفتاح السيسى إلى منظمة الأممالمتحدة نهاية الشهر الجارى لالقاء كلمة مصر امام الجمعية العامة، قال اللواء محمد الغباشى الخبير العسكرى وعضو الهيئة العليا لحزب حماة الوطن، أن التحديات الأمنية التى تواجه مصر والمنطقة العربية يجب أن تكون فى صدر الكلمة التى سيلقيها الرئيس نظرا لخطورة الوضع الذى بات يهدد ليس فقط المنطقة العربية بل المجتمع الدولى بأثره. وأضاف الغباشى فى تصريحات "للفجر": أن الظرف الدولى الآن اصبح اكثر ملائمة لحشد الجهود الدولية لمجابهة تلك الجماعات الإرهابية وعلى رأسها داعش وذلك لما اتخذه مجلس الأمن من قرارات مؤخرا ضد هذه الجماعات سواء داعش أو جبهة النصرة أو الجماعات التى تنتشر فى ليبيا وتقرير عقوبات على الدول الممولة لتلك الجماعات، مؤكدا على أن المجتمع الدولى بات اكثر ادراكا لخطورة الجماعات الإرهابية خاصا بعد تنامى ظاهرة مشاركة الأوروبيين ضمن هذه الجماعات و تنامى اعداد المسافرين إلى سوريا للمشاركة فى الحرب ضد الجيش الوطنى مما اثار حفيظة اوروبا على وجه الخصوص من عودة هؤلاء الإرهابيين إلى بلدانهم الأصلية ومن ثم القيام بعمليات إرهابية.
واكد اللواء الغباشى أن منظمة الأممالمتحدة ومجلس الأمن اتخذا خطوات اكثر جدية لمكافحة الإرهاب الدولى وذلك عقب احداث الحادى عشر من سبتمبر 2001 بقرارات الزمت الدول الأعضاء بالتعاون اللوجستى والاستخبراتى من اجل مكافحة الإرهاب وتجفيف مصادر التمويل والقاء القبض على المتورطين كما وضعت المحكمة الجنائية الدولية الخاصة بلنان تعريفا قانونيا محددا لكلمة الارهاب وبالتالى اصبح الظرف الدولى الآن مختلفا عن ما سبق واصبح هناك من الآليات القانونية والمسالك الدبلوماسية ما تساعد مصر على التعبير عن حقها المشروع فى الدفاع عن مصالحها الحيوية المهددة بسبب تنامى الظاهرة الإرهابية ووضع المجتمع الدولى امام مسئولياته القانونية فى معاقبة الدول التى لازلت تقوم بتمويل الجماعات الإرهابية وتقدم لهم الدعم اللوجستى وذلك طبقا للقرارات الصادرة مؤخرا عن مجلس الأمن بموجب الفصل السابع من ميثاق الأممالمتحدة.
وأوضح أن الزيارة المرتقبة للرئيس السيسى ليست إلى الولاياتالمتحدة كما هو متداول بل إلى منظمة الأممالمتحدة وذلك لأن الولاياتالمتحدة هى مجرد دولة مقر وذلك بموجب اتفاقية المقر المبرمة عام 1946 التى نظمت العلاقة القانونية بين المنظمة الأمميةوالولاياتالمتحدة وقد كفلت تلك الاتفاقية كامل استقلال المنظمة عن دولة المقر كما كفلت الحصانة الدبلوماسية للوفود الرسمية للدول الأعضاء
واختتم اللواء الغباشى حديثه، قائلا: أن ما تتعرض له مصر والمنطقة العربية من تحديات أمنية ومشاكل مصيرية تستوجب بذل الجهود من أجل حشد المجتمع الدولى للقيام بمسئولياته القانونية لمساعدة مصر التى تخوض حربا ضروسا ضد الإرهاب نيابة عن كثير من الدول الراعية له والتى لابد وأن يأتى عليها يوم تتجرع فيه ذات الكأس كما يجب أن تكون كلمة الرئيس السيسى قوية و حاسمة تجاه الدول التى لازلت تدعم الإرهاب على الرغم من صدور قرار من مجلس الأمن بتقرير عقوبات على الدول الممولة لداعش وجبهة النصرة وأن تتضمن رسالة تحذيرية إلى العالم الذى لا زال يعتقد أن بامكانه حماية نفسه من خطر الجماعات الإرهابية التى خلقها بيديه وكفل لها ولازال من الرعاية والحضانة ما يجعلعها تترعرع بهذا الشكل ويعتقد وهما أنها ستظل تحت السيطرة وذلك لأن التاريخ علمنا مبدأ خطيرا وهو إذا آويت الذئب فى دارك فلابد وأن يعقرك.