يشبه دون كورليوني (مارلون براندو) في فيلم "الأب الروحي".. يقف في ظهر المشير عبد الفتاح السيسي منذ أن كان مديرًا للمخابرات الحربية ثم وزيرًا للدفاع، الذي كان مديرًا لمكتبه في "المخابرات"، وظلَّ مديرًا لمكتبه في وزارة الدفاع بالعباسية. هو اللواء عباس كامل، كان رفيق "المشير" في لحظاته الصعبة دائمًا: عَزْل المشير طنطاوي، عَزْل "مرسي"، فضّ "رابعة"، وربما يظلّ رفيقه، ومدير مكتبه في قصر "الاتحادية" حين يصبح "السيسي" رئيسًا.
للمرة الأولى.. ظهر اسم اللواء عباس كامل.. حين سرَّبت شبكة "رصد" أجزاء من حوار "السيسي" مع الكاتب الصحفي ياسر رزق، وكان السؤال عن عدد القتلى في فض اعتصام "رابعة"، فردّ "المشير": أسألوا عباس !.
في الليلة التي قرر فيها المشير السيسي التراجع عن الترشح ل"الرئاسة"، كان اللواء عباس حاضرًا، وبعقلية رجل مخابرات عنده قدرة تنظيمية رهيبة عدّد له مجموعة احتمالات إذا لم يترشَّح. ما بين عودة "الإخوان"، ونجاح مرشح أمريكا، وغضب شعبي، وثورة ثالثة، ومن هنا اقتنع "المشير" بالترشح.
حملات شعبية تؤيد "السيسي" ل"الرئاسة" وكلها تعمل تحت إشراف اللواء عباس، الذي يتابعها وينسق بينها وتحت يده مجموعات عمل، ومن المنتظر أن تستقيل مجموعة من موظفي الحكومة من مناصبهم للاشتراك في حملة "السيسي"، وآخر ما قام به إنه طلب عبر وسيط من أعضاء اتحاد طلاب جامعة القاهرة أن يتولوا دعم "المشير" في القاهرة.
وكشف الكاتب الصحفي مصطفى بكري أنه فوجئ باللواء عباس كامل، حين كان ضابطًا بالمخابرات الحربية، يتصل به في اليوم التالي لاتهام الإعلامي توفيق عكاشة للواء عبد الفتاح السيسي، بأنه "إخواني"، وكذّب هذه المعلومة، وقال له: "ما أذيع يستهدف قطع الطريق أمام اللواء السيسي لتولي منصب وزير الدفاع الذي يرشحه له المشير طنطاوي".
ويقول الدكتور محمد الباز، الكاتب الصحفي وأستاذ مساعد بإعلام القاهرة، إن “هناك رغبة في تقليل الفترة التي تفصل بين السيسي وزيرا للدفاع والسيسي مرشحا رئاسيا، فهذا يقلل الاحتكاك بينه وبين القوى السياسية والمرشحين السياسيين والإعلام داخل مصر وخارجها، إنها محاولة لتخفيف الضغط عليه، وهى فكرة التقطها اللواء عباس كامل، ويتابع تنفيذها بدقة متناهية".
المعلومات عن اللواء عباس كامل قليلة جدًا، أقل من المعلومات المتوفرة عن المشير السيسي شخصيًا، لكن المؤشرات تؤكد إنه رجل المرحلة المقبلة.. الراجل اللي ورا الرئيس عبد الفتاح السيسي!