هل من المفترض الآن أن أذرف الدموع علي أهل القدس وأكيل السباب للإسرائيليين بعد تجاوزاتهم الدينية والأخلاقية في المسجد الأقصى خلال الأيام الأخيرة ؟؟؟ ..هل يتحتم عليّ أن ألعن البجاحة الصهيونية والتواطؤ الدولي الصامت علي محاولات تهويد القدس وتفريغ الضفة الغربية من أهلها ؟؟؟... فوفقا لسياسة قطعان "الحنجوري " التي أنهكتنا خلال سنوات طويلة لم نفعل شيئا سوي العويل علي ثاني القبلتين ومسري رسول الله "ص" الذي ينتهك حرمته الإسرائيليون بصفة مستمرة عبر عقود دون أن يجدوا منا إلا الشجب والإدانة والتظاهرات الجوفاء !!!! حاولت أن أشارك في حفلات الشجب والتنديد، إلا أنني لم أستطع فماذا يمكن أن أقول وسط ما نعيشه في عالمنا العربي من كابوس الربيع الإرهابي اللي فتح في جناين عدد من بلداننا فحولها لأنهار من الدماء نتيجة القتل العشوائي غير المنطقي أو المبرر....مدمرا في طريقه الهوية والحضارة والتاريخ ...كيف يمكن أن أهاجم إسرائيل بعد أن صار عداؤنا لأنفسنا ولبعضنا البعض أشد من عداء إسرائيل لنا!!!! كيف أندد بالانتهاكات الإسرائيلية ضد أهل القدس وهي تبدو انتهاكات "كي جي وان" إذا ما قورنت بما يفعله داعش في مسلمي ومسيحي العراقوسوريا وليبيا....ممارسات شيطانية تتم باسم الإسلام والثورات... وسط تأييد ودعم وتمويل بعض الدول العربية!!! يريد المحتلون تهويد القدس وتزييف تاريخها العربي فهل هذا أكثر فداحة مما يفعله الدواعش الذين يمحون بكل تجبر التاريخ والجغرافيا والدين بل والوجود للدول التي يعيثون فيها فسادا. ظلت فلسطين لعقود قضية العرب الأولي والإسرائيليون هم ألد أعدائنا والسؤال: وماذا عن الوضع الآن فهل فلسطين أهم من باقي الدول التي لا تتعرض لاحتلال أراضيها فقط بل لعملية إزالة منظمة وممنهجة من علي الوجود وتغيير كامل لملامحها الإنسانية ؟؟؟؟ وإذا كانت إسرائيل العدو الألد فماذا عن الدواعش والاخوان وجميع تنظيمات الفاشية الدينية ...ماذا عن الصراع الوهمي بين السنة والشيعة ... ماذا عمن يمولون سيناريوهات هدم الجيوش العربية جميعا ؟؟؟ أليسوا أعداء لإرادة الشعوب العربية الراغبة في العيش الآمن ..أليس من باع نفسه لإسرائيل وأمريكا من العرب أشد عداء للعرب من إسرائيل !!! إسرائيل محتل واضح ...مغتصب ظاهر لأراضينا لا تخطئه العين لم يدع أنه ثائر ولم يبشر الفلسطينيين يوما بثورات تحرير وحرية لهم ولأراضيهم علي يديه ...واجهناه في أربعة حروب تقليدية كعدو معلن ...أما اليوم فنحن نواجه عدوا منا...يعيش بيننا يتحدث لغتنا ويقرأ قرآننا.. نقتل بعضنا والقاتل والمقتول لا يعرفان ما النهاية وكثير منا نسي كيف بدأ هذا القتال ولماذا؟؟ إلاسرائيليون يتوحدون في كل مكان في الأرض ويستخدمون ملايين الألاعيب الشيطانية والنفوذ الاقتصادي والسياسي لليهود في العالم ليفرضوا علينا واقعا جديدا بفلسطين في الوقت الذي نعيش فيه نحن حالة من الشتات داخل بلداننا بعد أن سلم بعضنا أمرنا لأعدائنا وتآمر معهم علينا ... نحن ننعت إسرائيل في كل مناسبة بعدوة العرب فماذا عن قطر وتركيا؟؟؟... وما الفرق بين الحاخامات الذين يدنسون الأقصى هم ومريدوهم وبين القرضاوي الذي دنس الدول العربية بفتاويه المجرمة التي أباحت سفك دماء الأشقاء لبعضهم وقارب عدد ضحايا هذه الفتاوى حتى الآن على النصف مليون!!!!!! كيف نملك هذه الازدواجية نصرخ ونلطم الخدود في فضائيات الجزيرة وغيرها من بؤر التقيح الإعلامي الاخواني العربي علي الأفعال الإسرائيلية الحقيرة ونرقص ونغنى للأعمال الإرهابية في الدول العربية وكأننا لا يشغلنا لا الأرض ولا الأرواح كل القضية أن الفاعل هنا إسرائيلي والفاعل هنا عربي!!!! فالقضية تبدو للبعض إن قتل الإسرائيليين للعرب حرام وقتل العرب لبعضهم لبعض حلال طالما اتفق ذلك مع مصالحهم والدليل أن أحدا لم يشجب التدخل التركي في الأراضي السورية أكثر من مرة علي اعتبار أننا "أسرة مع بعضينا ...مسلمين وكده" !!! عفوا فلسطين لم يعد في عيني دموع من أجلك وأعتذر منك يا أقصي فلا وقت عند أحد الان لحمايتك والدفاع عنك - حتى بالكلمات - فلك ربنا يحميك ...لأننا مشغولون بتصفية بعضنا البعض وتدمير أنفسنا وبعض اهلك من الحمساويين يشاركون بهمة في هدم مصر وسوريا بدلا من الدفاع عنك ... هذا الدفاع الذي سيوقعنا في حرج مع الإسرائيليين الذين صرنا نخجل من رفع أعيننا في أعينهم بعد أن تحولنا لحثالة العالم الكل يعبث بنا وبأقدارنا ومصائر أجيالنا الحالية والقادمة ونحن بلا حول ولا قوة ...في الوقت الذي يتكاتفون هم لتحقيق حلمهم الأعظم بتحويل حلم إسرائيل الكبرى لواقع!!!! فماذا يمكن أن نقول للإسرائيليين كعرب لا تقتلوا الفلسطينيين ...للأسف سيكون شكلنا مضحكا، فنحن نطلق في بلادنا علي القتل وإبادة المختلفين معنا ثورات وعلي الفوضى حرية وعلي الخيانة وجهة نظر...سنصفهم بالمجرمين المحتلين كيف يمكننا ذلك ونحن نسمي أعداء بلادنا وعملاء الغرب بالثوار الأطهار اللي هيكملوا المشوار ونقول علي الدواعش أنهم مؤمنون !!! أيضا لا يمكننا أن نحدثهم عن انتهاء الاحتلال من العالم وضرورة استرداد فلسطين حريتها لأننا نرسخ لاحتلال أنظمة للحكم في بعض بلداننا دون موافقة أهلها...هل يجرؤ احد أن ينهرهم علي صفع أو قتل الفلسطينيات...هذا سيكون أمرا مثيرا للغثيان بعد أن صمت بعضنا عن استباحة الدواعش لنسائنا وتعامى عن جهاد النكاح وسبي حرائر سورياوالعراق وعرضهن للبيع ولم يحركوا ساكنا عند اغتصاب الايزيديات والتمثيل بجثث الكرديات!!! سنصدر للعالم صورا لأطفال فلسطين سيردون علينا بصور ايلان ومئات الآلاف من أطفال العرب الذين يعيشون في الخيام حول العالم ومئات الآلاف غيرهم ممن لقوا حتفهم جوعا وعطشا أو فرارا من الإرهاب ...سنقول لهم توفقوا عما تفعلوا، أخشي أن يرد عليّ متطرف صهيوني بأن الثورة مستمرة!!!!