السجيني يسأل وزيرة التنمية المحلية عن الأثر الاجتماعي بمشروع الإيجار القديم.. والوزيرة: نسمع من حضراتكم لعمل الدراسة    إيران تنتظر موعد الجولة الرابعة لمفاوضات النووي مع واشنطن    ليفاندوفسكي يستهدف المئوية الأولى مع برشلونة    تقارير تكشف موعد سحب قرعة بطولتي كأس العرب ومونديال الناشئين    صحة المنيا: المرور على 778 منشأة غذائية.. وتحرير 528 محضرا للمخالفات خلال أبريل الماضي    أكاديمية الفنون تحتفل بحصولها على درع التميز في إبداع 13    تفعيل اتفاقية التعاون بين جامعتي عين شمس واسكس البريطانية في المجال القانوني    «المركزي» يطرح سندات خزانة ب3 مليارات جنيه    وكيل تعليم الجيزة يتفقد مدارس أوسيم ومنشأة القناطر ويشيد بالانضباط    الرئاسة الروسية: سننظر إلى أفعال المستشار الألماني الجديد    عازر تؤكد على أهمية الاعتراف بالعنف السيبراني كقضية مجتمعية    محافظ الدقهلية يكرم 50 عاملًا في احتفالية عيد العمال    قبل مواجهة الأهلي.. بوسكيتس: لسنا في مستوى يؤهلنا للمنافسة بمونديال الأندية    محترفو الفراعنة × أسبوع| خسارة كبيرة لصلاح.. فوز صعب لمرموش.. وهزيمة مصطفى محمد    حقيقة تعثر مفاوضات الزمالك مع كريم البركاوي (خاص)    قانون العمل.. حالات يحق فيها للمرأة إنهاء عقد العمل    حار نهارًا على أغلب الأنحاء.. الأرصاد تكشف حالة الطقس غدًا    ارتفاع سعر طن الحديد والأسمنت بسوق مواد البناء اليوم الإثنين 5 مايو 2025    بسبب سرقة لحن.. تأجيل محاكمة مطربي المهرجانات مسلم ونور التوت وآخرين    لمواعدة مثالية مع شريكك.. هذه الأبراج تفضل الأماكن الهادئة    بعد جنازته بمصر.. كارول سماحة تقيم عزاء زوجها في لبنان الخميس    وفاة الفنان نعيم عيسى بعد صراع مع المرض    رئيس الاتحاد الدولي للترايثلون: مصر تستحق تنظيم دورة الألعاب الأولمبية    إعلام إسرائيلي: الحكومة تقرر عدم تشكيل لجنة تحقيق في أحداث 7 أكتوبر    رئيسة البنك الأوروبي لإعادة الإعمار والتنمية: اقتصاد مصر سريع النمو وندعم برنامج الحكومة للإصلاح    لمدة 20 يوما.. علق كلي لمنزل كوبرى الأباجية إتجاه صلاح سالم بالقاهرة    «التحالف الوطني للعمل الأهلي التنموي» يشارك في معرض أبو ظبي للكتاب    منتدى الأعمال العُماني الروسي يوقع اتفاقيات تعزيز فرص التعاون التجاري والاستثماري    "قومي حقوق الإنسان" ينظّم دورتين تدريبيتين للجهاز الإداري في كفر الشيخ    مستشفى قنا العام تنجح في تنفيذ قسطرة مخية لمسنة    مستقبل الذكاء الاصطناعي ضمن مناقشات قصور الثقافة بالغربية    شام الذهبي: الغُناء بالنسبة لي طاقة وليس احتراف أو توجه مهني    صلاح سليمان: مؤمن سليمان الأجدر لقيادة الزمالك    محافظ الجيزة يوجه بصيانة مصعد فرع التأمين الصحي ب6 أكتوبر    بعد قضية ياسين.. إحالة أربعيني للمحاكمة الجنائية لاتهامه بهتك عرض صغيرة بكفر الشيخ    الإغاثة الطبية بغزة: وفاة 57 طفلا نتيجة سوء التغذية والجوع فى القطاع    العملات المشفرة تتراجع.. و"بيتكوين" تحت مستوى 95 ألف دولار    ترامب يرسل منظومتي باتريوت لأوكرانيا.. ونيويورك تايمز: أحدهما من إسرائيل    رئيس الوزراء يتابع خطوات تيسير إجراءات دخول السائحين بالمطارات والمنافذ المختلفة    إحالة المتهم بالتعدى على الطفلة مريم بشبين القناطر للجنايات    الهند تحبط مخططا إرهابيا بإقليم جامو وكشمير    وزارة الصحة تعلن نجاح جراحة دقيقة لإزالة ورم من فك مريضة بمستشفى زايد التخصصي    قطاع الرعاية الأساسية يتابع جودة الخدمات الصحية بوحدات طب الأسرة فى أسوان    "وُلدتا سويا وماتتا معا".. مصرع طفلتين شقيقتين وقع عليهما جدار في قنا    الدكتور أحمد الرخ: الحج استدعاء إلهي ورحلة قلبية إلى بيت الله    فيديو.. ترامب يكشف عن نيته بناء قاعة رقص عالمية في البيت الأبيض    شيخ الأزهر يستقبل والدة الطالب الأزهري محمد أحمد حسن    جوري بكر في بلاغها ضد طليقها: "نشب بيننا خلاف على مصروفات ابننا"    هيئة الرعاية الصحية: نهتم بمرضى الأورام ونمنحهم أحدث البروتوكولات العلاجية    الكرملين: بوتين لا يخطط لزيارة الشرق الأوسط في منتصف مايو    في موسمه ال13.. جامعة بنها تحقق مراكز متقدمة في مهرجان «إبداع» (صور)    جامعة مايو تفتح ندوتها "الانتماء وقيم المواطنة" بكلمة داليا عبد الرحيم.. صور    مقتل شاب على يد آخر في مشاجرة بالتبين    صدمة لجماهير الأهلي.. صفقة واعدة تبتعد    نتنياهو: خطة غزة الجديدة تشمل الانتقال من أسلوب الاقتحامات لاحتلال الأراضى    موعد وقفة عرفات وعيد الأضحى المبارك 2025 .. تعرف عليه    تكرار الحج والعمرة أم التصدق على الفقراء والمحتاجين أولى.. دار الإفتاء توضح    محظورات على النساء تجنبها أثناء الحج.. تعرف عليها    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النخالة: عدم الالتزام بما تم الاتفاق عليه في القاهرة سيذهب بنا إلى مواجهة جديدة
نشر في الفجر يوم 26 - 11 - 2014


وكالات

* لم يحدد موعد جديد للمفاوضات غير المباشرة نتيجة لإغلاق معبر رفح بين مصر وقطاع غزة
* خطة سيري هي رؤية "إسرائيل" لإعادة الإعمار ولكن بإدارة دولية وتضفي شرعية دولية على الحصار
* ما يجري اليوم في القدس هي الإرهاصات الأولى لمعركتنا القادمة في الضفة الغربية
* المقاومة أكثر قوة وأكثر إمكانات من قبل عدوان 2014 ولله الحمد
* الحرب فتحت عيوننا على العدو أكثر وفهمناه أكثر، وعبدت بداية طريق الانتصارات القادمة
* فلسطين كانت وستبقى أم القضايا،والحرب والسلام في العالم مرتبط بفلسطين

أكد نائب الأمين العام لحركة الجهاد الإسلامي في فلسطين الأستاذ زياد النخالة أن عدم الالتزام بما تم الاتفاق عليه في القاهرة سيذهب بنا إلى مواجهة جديدة مع "إسرائيل"
وأشار النخالة في مقابلة أجرتها معه وكالة فلسطين اليوم الى أن المقاومة باتت أكثر قوة وأكثر إمكانات من قبل عدوان 2014 ولله الحمد.. الحرب فتحت عيوننا على العدو أكثر وفهمناه أكثر، وعبدت بداية طريق الانتصارات القادمة
وقال أن ما يجري اليوم في القدس هي الإرهاصات الأولى لمعركتنا القادمة في الضفة الغربية مؤكدا انه ليس أمام الفلسطينيين سوى أن يتوحدوا جميعاً في مواجهة العدوان الصهيوني على القدس والمسجد الأقصى، وأن نستنهض العرب والمسلمين ليكونوا معنا في هذه المعركة، بدلاً من الاستمرار في الرهان على وهم وسراب السلام الكاذب مع العدو.
وبيّن النخالة أن خطة سيري هي رؤية إسرائيل لإعادة الإعمار ولكن بإدارة دولية وتضفي شرعية دولية على الحصار المفروض على قطاع غزة منذ سبع سنوات، ولذلك نحن نرفض هذه الخطة من حيث المبدأ، وكافة الفصائل الفلسطينية اتخذت الموقف نفسه
وفيما يخص العلاقة مع مصر أوضح نائب الأمين العام أن العلاقة بين مصر وفلسطين هي ليست لحظة تاريخية عابرة، العلاقة مرتبطة بالدين وبالتاريخ والجغرافيا، ولا أحد يستطيع أن ينهي هذه العلاقة مهما كان حجمه ومهما كان وزنه ودعا لفتح معبر رفح أمام المرضى والجرحى والمسافرين والعالقين باعتباره الممر الوحيد أمام غزة وأمام عمقها العربي.
وفيما يلي نص المقابلة كاملة:
س/ حدث اختراق للمنطقة العازلة، اختراق للأميال البحرية، تشديد للحصار، واليوم شهيد بنيران الاحتلال شمال غزة..(الخ) ما هو مصير التهدئة في حال استمرت الخروقات الإسرائيلية؟
النخالة: سياسة إسرائيل معروفة تجاه الشعب الفلسطيني والمقاومة، وهي تحاول دوماً أن تفرض سياستها رغم أنها تعرف تماماً مدى حجم إمكانات وإرادة المقاومة وما يمكن أن يحدث نتيجة هذه السياسات، فعدم الالتزام بما تم الاتفاق عليه سيذهب بنا إلى مواجهة جديدة وخاصة إذا ما تكررت الخروقات، وصمود المقاومة والشعب الفلسطيني في مواجهة عدوان 2014 ليس بعيداً، وبالتأكيد المقاومة استخلصت الكثير من النتائج في هذه الحرب التي تمكنها من التعامل مع أي عدوان جديد بطريقة أفضل.

س/ هل حُدد الموعد القادم للمفاوضات غير المباشرة؟ وهل الوضع الفلسطيني في ظل الخلاف بين حماس وفتح مؤهل لخوض الجولة الثانية؟
النخالة: لم يحدد موعد جديد للمفاوضات غير المباشرة نتيجة لإغلاق معبر رفح بين مصر وقطاع غزة، الأمر الذي منع جزءاً كبيراً ومهم من الأخوة أعضاء الوفد، أما الخلافات بين فتح وحماس بالتأكيد سيكون لها تأثير، ولكن ليس بالقدر الذي يمنع الوفد الفلسطيني الموحد بالقيام بدوره.
س/ خطة مبعوث الأمم المتحدة للشرق الأوسط "روبرت سيري" أحكمت الحصار على قطاع غزة، وأضفت على الحصار صبغة دولية.. ما موقفكم من الآلية التي لم تقدم شيئاً للفلسطينيين في غزة حتى اللحظة؟ وهل يمكن التعديل عليها؟ وفي حال استمرت عرقلة إعمار غزة ما موقف الحركة من ذلك؟
النخالة: ما سميَّ بخطة سيري هي في الحقيقة رؤية إسرائيل لإعادة الإعمار ولكن بإدارة دولية، وهي إضافة لذلك تضفي شرعية دولية على الحصار المفروض على قطاع غزة منذ سبع سنوات، ولذلك نحن نرفض هذه الخطة من حيث المبدأ، وكافة الفصائل الفلسطينية اتخذت الموقف نفسه، وهنا لا بد من التأكيد على موقفنا بضرورة إنهاء الحصار بالكامل واستمرار الحرب لأكثر من خمسين يوماً كان يهدف لإنهاء الحصار، وفي كل الأحوال إذا ما استمر الحصار والتعامل مع الإعمار بهذه الطريقة التي تهدف إلى إذلال الشعب الفلسطيني، فإن المقاومة لديها من القدرة والجهوزية لأن تبذل كل ما يمكنها من أجل إنهاء الحصار حتى لو اضطرت للذهاب لمواجهة جديدة، حيث لا يعقل أن يبقى الوضع كما هو عليه، وإسرائيل تدرك أكثر من غيرها أن استمرارها بحصار غزة لا يمكن أن يعطيها الحد الأدنى من الأمن كما يقول بعض سياسييها.

س/ المحتلون الصهاينة يفرضون إجراءات عقابية مشددة على المقدسيين في أعقاب العمليات الأخيرة كالتفكير في سحب الجنسية من المقدسيين، والتشديد في تراخيص البناء، واستخدام أسلوب الهدم كعقاب، هل تنجح تلك العقوبات في إجهاض الانتفاضة الثالثة بالقدس؟ وفي حال تصاعدت الاعتداءات الإسرائيلية على القدس، هل غزة بمنأى عن تطورات الأحداث الميدانية فيها؟.
النخالة: "إسرائيل" لم تتوقف يوماً عن سياسة القمع والقهر ضد الشعب الفلسطيني في القدس، عمليات التهويد مستمرة وهدم البيوت وإخراج الناس منها بالقوة بأعذار مختلفة، وعمليات الاستيطان وتدنيس المسجد الأقصى، وأخيراً التهديد بسحب الجنسية الإسرائيلية التي لن يبكي عليها أحد من المقدسيين، فكل هذه الإجراءات وغيرها لن تغير من حقيقة أن القدس هي عاصمتنا الأبدية، وأنها جزء من عقيدتنا، وأن إرادة الفلسطينيين لن تنكسر في الدفاع عنها مهما طال الزمن، وبالتأكيد غزة وغيرها من المدن الفلسطينية ليست بمنأى عن القدس، الشعب الفلسطيني كله والعرب والمسلمون أيضاً، لا خيار لهم أن يتركوا القدس تدنسها بقايا العنصرية الصهيونية.

س/ حركة الجهاد دعت على لسان الأمين العام د. رمضان شلّح (أبو عبدالله) إلى نقل المعركة إلى الضفة الغربية بعد الانتصار الذي حققته المقاومة في غزة.. هل العمليات التي تجرى في القدس جزء من الاستراتيجية التي دعا إليها الأمين العام؟
النخالة: المعركة في القدس وفي الضفة الغربية هي معركة الجميع، وحديث الأخ الأمين العام هو تأكيد جديد على موقف الحركة وموقف الشعب الفلسطيني حيال المعركة القادمة، والتي أصبحت حتمية في الضفة الغربية، فالاستيطان ينتشر كالسرطان هناك والقتل والاعتقالات والهدم هو معركة تشنها إسرائيل يومياً، لذلك لم يبق مبرر واحد للحديث عن تسويات أو مفاوضات من قبل بعض الفلسطينيين، وما يجري اليوم في القدس هي الإرهاصات الأولى لمعركتنا القادمة في الضفة الغربية.

س/ خطت المصالحة خطوات كبيرة سرعان ما انقلبت بعد التفجيرات ضد حركة فتح، أين انتم من انهيار المصالحة؟ هل لديكم خطة لإنقاذ الموقف وإعادة اللحمة؟
النخالة: في الحقيقة المصالحة لم تخطو أي خطوة، لا صغيرة ولا كبيرة، وللأسف المراوحة في نفس المكان هي السمة الغالبة لكل ما يجري من جهود لإنهاء الانقسام، الأمر يحتاج لمكاشفة أكثر ووضوح أكثر حتى نستطيع الوصول إلى وضع يسمح لنا جميعاً بأن نضع الانقسام خلف ظهورنا. لقد بذلت جهود كبيرة خلال سنوات من أجل الخروج من نفق الوضع القائم، وإذا لم يتم الاتفاق على برنامج سياسي موحد ورؤية موحدة لإدارة الصراع مع العدو الصهيوني، فإن أي حلول ستبقى مؤقتة وستنفجر عند أي منعطف. الجميع يجب أن يدرك صعوبة اللحظة وتعقيدات المشهد العربي وخطورة ما يجري في المنطقة والعالم، وأن نتخلص من المفاهيم القديمة التي حكمت سلوكنا السياسي عبر سنوات طويلة وإلا فسنجد أنفسنا خارج التاريخ. فلسطين يجب أن تكون عنواناً لوحدة الشعب الفلسطيني وليس عنواناً لمحاصصات حزبية ضيقة، ولن يبقى لأحد مكان إذا لم نتفق ونخرج من وضعنا الحالي ونقول للجميع إننا شعب تحت الاحتلال، وسنقاوم هذا الاحتلال، وإن فلسطين وطننا التاريخي، وإن إرادتنا كشعب وقوى سياسية هي في هذا الاتجاه، إذا لم نفعل ذلك، أعتقد أن كل شيء سيبقى على حاله، وسنخسر أنفسنا وقضيتنا.

س/ الإطار القيادي لمنظمة التحرير والفصائل كان يمثل الخلاص وبداية خارطة الطريق حقيقة.. الانتظار الطويل والتسويف المستمر.. ماذا يعني لان الأمر طرح منذ عام 2005 ولا يوجد أي تقدم في هذا الإطار؟
النخالة: الإطار القيادي لم يكن حلاً سحرياً، هو في الحقيقة كان حلاً مؤقتاً للخروج من مأزق عدم الاتفاق، ومنذ طرح في اتفاق القاهرة 2005 إلى أن أقر في 2011، كان برأينا عبارة عن صيغة ترضية مؤقتة لإشاعة الثقة وخلق مناخات تؤدي بنا إلى اتفاق جدي وحقيقي من أجل بناء مرجعية سياسية فلسطينية. وللأسف، هذا الحل لم يجد طريقه للحياة لأن هذا الاتفاق ولد ميتاً لأسباب كثيرة أهمها عدم توفر النية في تطبيقه والعمل بمقتضاه.

س/ المقاومة الفلسطينية كانت في بناء القدرات تعتمد لوجستياً على الخارج.. لاحظنا خلال الحرب الأخيرة الاعتماد على الذات.. إلى أي مدى تعتقد أن هذا يصلح في أي معركة قادمة؟
النخالة: بدون شك إن تشديد الحصار على قطاع غزة يؤثر سلباً على المقاومة وعلى أدواتها في تعزيز قوتها، وفي حرب 2014 الجزء الأهم من الصواريخ كان صناعة محلية، ولكن هذا لا ينفي أن من استطاع أن يفعل ذلك ويستمر في القتال إلى ما يقارب الشهرين، فإنه بالتأكيد سيجد الوسائل ليفعل أكثر من ذلك، وهنا أستطيع التأكيد وبكل ثقة أن المقاومة هي الآن ليست أقل قوة من قبل الحرب الأخيرة، بل ربما في جوانب كثيرة هي أكثر قوة، والمقاومة لم تتوقف لحظة واحدة عن تعزيز قدراتها في كافة المجالات.

س/ إعادة بناء قدرات المقاومة.. الاحتلال يقول إنه دمر غالبية أسلحة المقاومة.. والمقاومة نفت.. فهل لك أن تطمئن شعبنا أو تطلعنا ما أمكن إلى أي محطة وصلت المقاومة؟
النخالة: تستطيع إسرائيل أن تقول ما تريد، ولكن الواقع يقول عكس ذلك تماماً، الحرب والعدوان توقفا عندما تم الاتفاق في القاهرة على وقف إطلاق النار، ولآخر دقيقة بقيت المقاومة حاضرة في الميدان برجالها ومقاتليها وبشعبها، ولم يتوقف قصف مدن ومستوطنات العدو إلا عندما حددت ساعة الصفر لذلك وبقرار من قيادة المقاومة، ولو اعتقدت إسرائيل أنها دمرت غالبية أسلحة المقاومة كما تقول فإنها بالتأكيد لن تقبل بوقف عدوانها، فوفد مفاوضاتها كان مرابطاً طوال الوقت في القاهرة ينتظر قرار المقاومة، ومستوطنوها على مسافة عشرات الكيلو مترات أخلوا جوار قطاع غزة ولم يعودوا إلا عندما تأكدوا وسمعوا إعلان وقف إطلاق النار من المقاومة. وعلى كل حال، أنا أستطيع القول هنا إن المقاومة أكثر قوة وأكثر إمكانات من قبل عدوان 2014 ولله الحمد.

س/ بعد الحرب لاحظنا أن نبرة التصريحات السياسية والعسكرية كانت عالية وكأن تحرير فلسطين قاب قوسين أو أدنى.. إلا تشارك الرأي الذي يقول بأن هذا يحبط الناس؟
النخالة: من حق الشعب الفلسطيني وقياداته السياسية والعسكرية أن يتكلموا وبصوت مرتفع. هذا الشعب الذي صمد لأكثر من خمسين يوماً ومقاومته التي أبقت مدناً كثيرة وكبيرة في إسرائيل تحت القصف لنفس الفترة، ورجال المقاومة الذين تصدوا لمحاولات اجتياح قطاع غزة وأوقعوا بالعدو الخسائر الفادحة والواضحة، أليس من حقهم أن يتحدثوا عما أنجزته المقاومة في ظل موازين قوى مختلة لصالح العدو؟ أليس من حقنا أن نفتخر بقدرة شعبنا ومقاومته على القتال والصمود لأطول حرب خاضتها إسرائيل منذ إنشائها؟ أليس من حقنا أن نقول لو استطاعت إسرائيل اجتياح غزة لفعلت ذلك وقضت على المقاومة، وهي فعلت ذلك من قبل في أكثر من مكان؟ ما يحبط الناس أن نقول لهم إن بيوتهم هدمت وإنهم فقدوا الآلاف من الشهداء والجرحى، نعم لا أحد ينكر أننا عندما نذهب للحرب سندفع ثمناً غالياً، ولكن هل معنى ذلك أن نستسلم لأننا سنقدم ثمناً لصمودنا وكرامتنا، ونحن صباح مساء نتحدث عن فلسطين وعن الاحتلال وعن الشهادة وعن التضحية وعن الصمود وعن الكرامة وعن القدس وعن القرآن وعن معارك المسلمين وعن تاريخ طويل من العزة؟ هذه الحرب فتحت عيوننا على العدو أكثر وفهمناه أكثر، وعبدت بداية طريق الانتصارات القادمة إن شاء الله.
س/ في ظل الانشغال العربي الكبير، هل القضية الفلسطينية في تراجع؟
النخالة: بالرغم من كل الظروف التي تحيط بنا، فإن القضية الفلسطينية مازالت هي المحرك لكل شيء في المنطقة والعالم، وفلسطين هي التي تحدد السلام وتحدد الحرب، بل اليوم فلسطين أكثر حضوراً، حتى لو لم يتناولها سياسيو العالم في أحاديثهم. مقتل إسرائيلي واحد في القدس يكون خبر العالم الأول رغم كل ما يجري في المنطقة، تظاهرة صغيرة في القدس هي أهم من حركة جيوش في أوكرانيا أو العراق، مفاوضات القوى العظمى في العالم حول النووي الإيراني ليست بعيدة عن القدس وفلسطين، بل بسبب إسرائيل وأمنها يتحرك العالم يومياً أكثر من أي قضية أخرى، فلسطين كانت وستبقى أم القضايا، ولا أبالغ إذا قلت إن الحرب والسلام في العالم مرتبط بفلسطين.

س/ في ظل التطورات في الدول العربية، هل المقاومة الفلسطينية في انحسار؟
النخالة: للوهلة الأولى يبدو الأمر كذلك، ولكن إذا ما دققنا في المشهد الإقليمي والدولي نجد أن المقاومة، ورغم محاولات تغييبها عن المشهد الإعلامي، هي في أصل كل شيء. صحيح قد تشهد المقاومة حالات مد وجزر، لكنها دائماً موجودة، طالما أن هناك شيء اسمه قضية فلسطين. ومن في العالم يستطيع أن يطمس قضية بحجم قضية فلسطين، المقاومة هي شعب فلسطين وهي فلسطين بذاتها، وفلسطين مهوى أفئدة أمة بكاملها عرباً ومسلمين ومعهم أحرار العالم، كل هذا من يستطيع أن يحاصره، بل يجب أن نعلم أننا اليوم أقوى من أي يوم مضى كمقاومة وكروح مقاومة.
س/ كيف هي العلاقة بين مصر وفلسطين في ظل تطورات الوضع في سيناء؟
وما هي توقعاتكم لمعبر رفح؟
النخالة: العلاقة بين مصر وفلسطين هي ليست لحظة تاريخية عابرة، العلاقة مرتبطة بالدين وبالتاريخ والجغرافيا، ولا أحد يستطيع أن ينهي هذه العلاقة مهما كان حجمه ومهما كان وزنه، نعم هناك تشويشات وتشويهات تحدث في الإعلام، وهناك تجاذبات سياسية ولكن لا أحد يهرب من قدره. وأما قضية معبر رفح هذا الهم اليومي الذي يعيشه الفلسطيني في قطاع غزة ويؤثر في كل مناحي الحياة في القطاع، يجب أن ينتهي ويجب أن لا يخضع لأي اعتبارات مهما كانت الأسباب، فهو الممر الوحيد أمام غزة وأمام عمقها العربي، ونأمل أن تزول أسباب إغلاقه قريباً، أو أن يجد الأخوة في مصر طريقة لإنهاء هذا الوضع المأساوي والمعاناة الدائمة، فهناك الآلاف من المرضى والجرحى، وهناك الآلاف من الفلسطينيين المحتجزين في دول كثيرة، هذه مسؤولية مصر بالدرجة الأولى.

س/ هناك ضغط أمريكي وعربي وأوروبي لاستئناف مفاوضات التسوية.. ما موقفكم من تلك الدعوات في ظل الحملة الشعواء على المقدسيين؟
النخالة: المفاوضات الفلسطينية الإسرائيلية هذه العبارة التي فقدت مدلولاتها الحقيقية وأصبحت تعبيراً عن استمرار إسرائيل في سياسة الاستيطان وتهويد أراضي الضفة الغربية، لنجد أنفسنا بالنهاية أمام واقع (أين نذهب بالمستوطنين؟) ويبقى الوضع كما هو عليه، وتصبح الضفة الغربية إسرائيل الثانية، هذا ما تريده إسرائيل وأمريكا من المفاوضات، بل هم أيضاً يريدون قطع الطريق على انتفاضة أهلنا في القدس لأنهم يخشون أن تمتد إلى الضفة.

لذلك، فإن موقفنا من هذه الدعوات هو التأكيد مجدداً على رفض خيار المفاوضات جملة وتفصيلاً، لأنه خيار فاشل وسبب كل المصائب التي حلت بشعبنا وقضيتنا منذ الانتفاضة الأولى.. واليوم ليس أمام الفلسطينيين سوى أن يتوحدوا جميعاً في مواجهة العدوان الصهيوني على القدس والمسجد الأقصى، وأن نستنهض العرب والمسلمين ليكونوا معنا في هذه المعركة، بدلاً من الاستمرار في الرهان على وهم وسراب السلام الكاذب مع العدو.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.