مئات الضحايا وآلاف المصابين في حوادث سير بالمحافظة الطرق متهالكة وضيقة ومظلمة ومعظمها يعمل في الاتجاهين "الدولي" يخدم عدة محافظات.. وغلق إحدى حارتيه كارثة لعل شبكة الطرق بمحافظة دمياط هي الأسوأ على مستوى الجمهورية، حيث إن شوارعها ضيقة وغير مؤهلة لتحمل هذا الكم الهائل من السيارات، ومعظمها على وضعه القديم الذى صمم عليه من قرون سابقة ولم تحدث لها عمليات تطوير أو توسعة لتلائم التطور السريع فى زيادة عدد السيارات، مما جعلها الأكثر فى حصد الأرواح بسبب كم الحوادث التى تشهدها. وربما يتصدر طريق دمياطالمنصورة الغربى قائمة أسوأ الطرق بدمياط كونه يمر بمركزين يمثلان نصف المحافظة وهما مركز فارسكور ومركز الزرقا، وبهما عدد كبير من القرى تقع على الطريق بداية من عزب النهضة حتى ميت الخولي، آخر قرى دمياط قبل حدود المنصورة، إضافة إلى أنه طريق واحد تسير به السيارات في الاتجاهين ونظرا لأهميته فهو يشهد زحاما على مدار الساعه. يقول عامر عبد العزيز، إن هذا الطريق يشهد وحده ما يقرب من ألف حالة وفاة بسبب الحوادث التى تقع عليه نظرا لضيقه وازدحامه الشديد، وكونه يعمل فى الاتجاهين، وأيضا لوجود عدد كبير من المساكن على جانبيه فى معظم الأماكن، وهذا يعظم من وقوع الحوادث، وكثيرا ما طالبنا بعمل سور لعزل المنازل عن الطريق على الجانبين ولكن دون جدوى حتى أصبحنا نستيقظ كل ساعة على حادثة جديدة. أيضا طرق مركز كفر سعد، وبخاصة طريق دمياط جمصة الزراعى الذى يربط بين مدينة دمياط وقرى مركز كفر البطيخ وكفر سعد، وهو أيضا يعمل فى الاتجاهين، وآخر ما شهد من حوادث كانت الأسبوع الماضي وراح ضحيته 6 قتلى وعشرات المصابين وكلهم من العمال. هناك أيضا طريق دمياط رأس البر، الذى أصبح الموت عليه أمرا شبه يومي بسبب السرعة أحيانا، والدراجات البخارية أحيانا أخرى، مع انعدام الرقابة على السرعة أو إيجاد حل حاسم لكارثة الدراجات "الصينى" التى أصبحت قنابل موقوته يقودها أطفال معرضين حياتهم والآخرين للخطر وربما الموت. ويحظى طريق دمياط -دمياط الجديدة بأهمية كبيرة لارتباطه بأجزاء كبيرة منه بالطريق الدولى الساحلى الذى يربط عدة محافظات بطريقة مباشرة دون الدخول فى طرق زراعية وهى بورسعيد ودمياط والدقهلية وكفر الشيخ والبحيرة والإسكندرية وصولا إلى مرسى مطروح. ولا يخفى على مستخدمى الطريق أن خطورته زادت بعد 30 يونيو من العام قبل الماضى، وذلك نتيجة لغلق الأجهزة الأمنية إحدى حاراته المواجهة لمقر قوات الأمن ووضع البراميل والحواجز الحديدية والخرسانية، وأصبحت هناك حارة واحدة إلزامية لكل السيارات تمتد لمسافة تقترب من 2 كيلومتر، وتزداد خطورة هذه المنطقة بسبب التكدس والزحام الذى يسببه غلق اتجاه من اتجاهي الطريق بسبب مواجهة المنطقة مباشرة لبوابة الشاحنات بميناء دمياط. يقول محمد سليم، موظف بجهاز تعمير مدينة دمياط الجديدة، إن الطريق يشهد حوادث مستمرة، حيث تسير عليه آلاف السيارات يوميًا، لأنه يعتبر همزة الوصل بين العديد من المحافظات، وتزداد أهميته كونه يخدم حركة التجارة العالمية خاصة فى ظل تطبيق اتفاقية المرور بين مصر وتركيا، والتى تقضى بنقل البضائع التركية عبر موانئ دمياط وبورسعيد، إلى موانئ السويس والبحر الأحمر ومنها إلى دول الخليج. ويقول أحمد حسن: الأسبوعان الماضيان فقط شهدا أكثر من 10 قتلى على طريق دمياط الجديدة بسبب حوادث السيارات، وأسبابها أولا سوء حالة الطريق، والسرعة الزائدة وعدم الرقابة، وفى النهاية هناك منظومة تتسبب فى إزهاق أرواح الناس على الطرق التى أصبحت كمائن لأسرع طريقة للموت. وقال عادل منصور، صاحب مكتب استيراد وتصدير، إن طريق دمياط –دمياط الجديدة، والذى يمتد لمسافة طويلة من أكثر الطرق سوءا بدمياط، بالرغم من أهميته الاستراتيجية، فهناك الآلاف من العمال يستخدمونه فى الذهاب لأعمالهم بالميناء أو بالمناطق الصناعية، ما تسبب فى ارتفاع نسبة الحوادث التى راح ضحيتها المئات من القتلى والمصابين خلال العامين الأخيرين. ويضيف: على الرغم من اهتمام المسؤولين بالمحافظة منذ إنشاء الطريق الدولى الساحلى فى تسعينيات القرن الماضى، إلا أن معظمه به عيوب فنية ولا توجد به إضاءة، ولم يتم تسليمه حتى الآن، مثل الرافد الدولى إلى جمصة، أو إلى بورسعيد، وترتفع بها نسبة الحوادث المرورية، والتى راح ضحيتها المئات من المواطنين، والأمر يحتاج إلى سرعة التحرك لرصف الطريق وإصلاح العيوب الفنية به". مسعد طه، سائق ميكروباص، على خط دمياط –دمياط الجديدة، قال: "ريقنا نشف" في مطالبة المسؤولين بإصلاح الطريق، ومطالبة الأجهزة الأمنية بفتح الحارة المغلقة، متسائلاً: كيف لشاحنات ضخمة أن تسير بجوار سيارة ملاكى أو ميكروباص أو دراجة نارية فى حارة واحدة؟. وأكد أن دخول فصل الشتاء يستدعى سرعة إصلاحه للحفاظ على آلاف العمال والطلاب الذين يستخدمون الطريق بصفة يومية، مطالبًا بمنع دخول الشاحنات التركية دمياط واستخدامها للطرق، وفتح حارة الطريق أمام قوات الأمن. أما محمد ناجي، موظف، فأكد أن طريق دمياط الجديدة خاصة فى المسافة من مزلقان السكة الحديد أمام الميناء، وحتى عزبة 5 من أسوأ الطرق وأخطرها بدمياط، لوجود تحويلة نتيجة غلق الحارة المواجهة لقوات الأمن، فضلاً عن سوء حالة باقى الطريق، وحتى مدخل مدينة دمياط الجديدة. وشهد هذا الطريق خلال العامين الماضيين وقوع ما يقرب من 50 حادثة سير راح ضحيتها 45 قتيلا وأصيب ما يزيد على 150 آخرون، واشتكى السائقون من وجود مادة زيتية أسهمت فى وقوع أكثر من حادث، فضلاً عن عشرات الحوادث بسبب الدراجات النارية. والعجيب أن طريق دمياط الجديدة بالذات يضيع بين عدة جهات ويصعب تحديد المسؤولية عنه، وهل هو ميناء دمياط، أم هيئة الطرق والكبارى، أم جهاز تعمير المدينة؟ وما إن تقوم الشركات برفع كفائته حتى يعود قبل مرور شهرين فقط لأسوأ مما كان عليه، والآن الطريق محفور وتمت إزالة الطبقة الأسفلتية القديمة وترك كما هو ليعانى مستخدموه ليلا ونهارا من الزحام وسوء الحالة التى هو عليها، ولم يعد يمر يوم واحد دون وقوع حوادث عليه تحصد مزيدا من الأرواح وتخلف عشرات المصابين.