تناول موقع "ذا فيسكال تايمز" الإخباري الأمريكي في تقرير له، أفدح الأخطاء التي ارتكبتها السياسة الخارجية الأمريكية خلال عام 2013، وذكر التقرير أن العام الماضي كان صعبا بالنسبة للرئيس الأمريكي "أوباما" على عدد من الجبهات، ولا سيما على الصعيد الدولي، حيث بدا الرئيس وكأنه يترنح من أزمة إلى أخرى، دون وجود استراتيجية متماسكة واضحة، وهو ما أضر بسمعة ومصالح الولاياتالمتحدة. وقال التقرير إن أكبر الأخطاء التي وقعت فيها السياسة الخارجية الأمريكية خلال العام 2013، يمكن تناولها في عشرة نقاط، أولها "كارثة إدوارد سنودن"، حيث يُعد كل ما يتعلق بمسألة "سنودن" بمثابة كارثة، لقد حصل على تصريح أمني من خلال عملية فاسدة ومنقوصة، ولم تتمكن السلطات الأمريكية من القبض عليه في "هونغ كونغ" لأنها ارتكبت خطأ إملائيا في اسمه، وعجز "أوباما" عن وقف "سنودن" عندما ذهب إلى موسكو. وثانيا، كانت مضايقات الرئيس الروسي "فلاديمير بوتين" المستمرة للولايات المتحدة، فمن السيء بما فيه الكفاية أن يمنح "بوتين" ل"سنودن" حق اللجوء السياسي، رغم الطلبات الرسمية التي تقدم بها البيت الأبيض لتسليم هذا الرجل. كما أن "بوتين" كان يشكل عقبة خلال أزمة الأسلحة الكيميائية السورية، وعمل على عرقلة جهود الولاياتالمتحدة لفرض عقوبات على سوريا، وفي نهاية المطاف وجد "بوتين" طريقه عندما وافقت الولاياتالمتحدة على التخلي عن خيار القوة العسكرية، وعزمت على عقد صفقة مع الرئيس السوري "بشار الأسد". أما الخطأ الثالث فيتمثل في الأزمة السورية، حيث تضررت مصداقية الولاياتالمتحدة بشدة عندما تجاهل "أوباما" الخط الأحمر الذي وضعه من قبل، حيث كان قد حذر النظام السوري من استخدام أسلحة كيميائية. ورابعا هي الفوضى الأفغانية، حيث ما زالت الولاياتالمتحدة بعيدة عن التوصل إلى اتفاقية أمنية طويلة الأمد، ويصرح الرئيس الأفغاني "حامد كرزاي" بعدائه للولايات المتحدة علناً، وتواصل القوات الأمريكية تعرضها للموت هناك، ولا تزال مليارات الدولارات تختفي هناك بسبب الفساد، وسوء إدارة البنتاجون، وخامس هذه الأخطاء هو تدهور العراق، فقد انتشرت الفوضى الآن في العراق، بحيث تتقاتل الفصائل من أجل السيطرة على البلاد. وسادساَ، تقوض العلاقات مع الحلفاء في الشرق الأوسط، حيث ألمح المسئولون السعوديون إلى أنهم لم يعودوا يثقون في "أوباما"، وتشعر إسرائيل بالغضب تجاه رغبة البيت الأبيض في التعامل مع إيران، كما ينتاب القلق الدولتين من الاضطرابات المستمرة في العراق، كما أنهما غاضبتان من عدم تدخل الولاياتالمتحدة عسكرياً في سوريا. وسابعاً "فضيحة التجسس على ألمانيا"، فقد أضرت المعلومات السرية التي كشف عنها "سنودن" بالعلاقات بين الولاياتالمتحدة وحلفائها، وكانت المستشارة الألمانية "أنجيلا ميركل" هي الأكثر انزعاجاً، فلم تعد العلاقات الأمريكية الألمانية بالأهمية ذاتها التي كانت عليها في وقت سابق. أما الخطأ الثامن فقد تمثل في الشأن المصري، عندما وقفت الولاياتالمتحدة عاجزة عن وقف التدخل العسكري الذي أطاح بالرئيس "محمد مرسي"، الذي دعّمته واشنطن، كما تمثل الخطأ التاسع في الاسم الذي صنعته السفيرة الأمريكية لدى الأممالمتحدة "سامنثا باور" لنفسها من خلال كتابتها حول عمليات الإبادة الجماعية في رواندا، حيث ذكرت أنه يجب على الولاياتالمتحدة التدخل لوقف عمليات القتل الجماعي متى وقعت. وقد اعتقد العديد أن تعيينها في منصب سفير الأممالمتحدة سيعزز موقفها في تفعيل هذه الآراء، لكنها اضطرت إلى الوقوف مكتوفة اليدين، وهي تشاهد عمليات القتل الجماعي في سورياوالعراق وجمهورية إفريقيا الوسطى، ونادرا ما يُسمع صوتها في مناقشات السياسات الدولية. وكان السبب العاشر والأخير كما قال الموقع الإخباري الأمريكي، هو المفاوضات النووية الإيرانية، فمن الممكن أن تنجح المحادثات مع إيران بشأن إنهائها لبرنامجها النووي، ولكن الأمور لا تبدو جيدة، فالاتفاق المبدئي مع طهران والذي يطالبها بتعليق برنامجها النووي وليس التخلص منه تسبب في غضب الإسرائيليين ونواب الكونجرس المتشككين، ويفكر هؤلاء النواب الآن في فرض عقوبات جديدة ضد إيران يمكنها أن تعرقل الصفقة برمّتها.