نشرت مجلة "نيويوركر" الأمريكية مقالا لها أمس عن اختلاف مخاوف السعودية من الاتفاق النووي، عن حلفاء الولاياتالمتحدة الآخرين، وخوف السعودية من زيادة النفوذ الإيراني بمنطقة الشرق الأوسط. وقالت الصحيفة إن حلفاء أمريكا ممن يعترضون على الاتفاق النووي مع إيران لم يستغرقوا وقتا طويلا لنقد الصفقة، حيث وصفه رئيس الوزراء الإسرائيلي "بنيامين نتنياهو" بأنه خطأ تاريخي، بينما اتخذت المملكة العربية السعودية نهجا مختلفا بإصدارها بحذر شديد بيانا يرحب بالصفقة رغم قلقها الشديد منها. وأشارت المجلة إلى أن السعودية ليس لديها حلفاء داخل الحكومة الأمريكية للوقوف بجانبها ضد الرئيس الأمريكي "باراك أوباما"، وليس لديها رغبة في معاداة القوي الغربية التي وقعت على الاتفاق رغم عدم راضاه عنه، فالرياض لا تخشى طموحات إيران النووية فحسب، بل خوفها أعمق من ذلك، وهو تغير الاتجاهات الجيوسياسية في الشرق الأوسط ضدها "الرياض" مما يهدد مكانتها الإقليمية وأمنها الداخلي، وأوضحت المجلة أن إيران مهيمنة على العراق ولبنان وسوريا والآن تقوي علاقتها مع أمريكا، مما يزيد من جرأتها وحلفائها ضد السعودية. وأضافت المجلة أن هذا الخوف ظهر من خلال شكاوي كثيرة حول استراتيجية "أوباما"مع إيران والشرق الأوسط، حيث هدد سفير السعودية بلندن الأمير "محمد بن نواف بن عبد العزيز" بشكل غير مباشر أن السعودية تسعى للحصول على أسلحة نووية خاصة بها إذا لزم الأمر. وأوضحت المجلة أن رفض السعودية لمقعد مجلس الأمن بالأمم المتحدة، كان رسالة لأمريكا اعتراضا على سياساتها، خاصة عند دعمها لتهديد "أوباما" بالتدخل العسكري بسوريا للإطاحة بنظام الرئيس السوري "بشار الأسد" الذي تراجع عنه لاحقا مما بين للسعودية أنه لا يمكن الوثوق بأمريكا. ولفتت "نيويوركر" إلى أن رفض "أوباما" التدخل في سوريا يبين عدم قدرة واشنطن التفريق بين المخاطر والفرص بعد الربيع العربي، حيث إن " أوباما" وقف جانبا بينما تم الإطاحة ب"حسني مبارك" الذي كان حليفا للسعودية، ولكنه رحب بحكومة الإخوان المسلمين، مبينة أن الخلافات الحالية بين السعودية و أمريكا لن تؤدي إلى إنهاء العلاقات بين البلدين، فكلاهما يريدان الإطاحة ب "الأسد"و إيران خالية من النووي، وحل الصراع الإسرائيلي الفلسطيني. وأنهت "نيويوركر" مقالها بأن مخاوف السعودية مما يمكن أن يحدث بالشرق الأوسط بعد الاتفاق النووي، ليس لها أهمية كبرى لدى الولاياتالمتحدة في الوقت الحالي.