ذكرت صحيفة " لو نوفل أوبسرفاتور " الفرنسية أن قادة الإخوان المسلمين يعلمون جيدا أن الرئيس محمد مرسي لا يمكن أن يرجع للحكم مرة أخرى رغم اعتصامهم المستمر في ميدان رابعة العدوية ومطالبتهم بعودته. ونقلت الصحيفة عن المختص بالشئون المصرية " ستيفان لاكروا " أن الإخوان المسلمين لم يقبلوا المشاركة في الحكومة الحالية برئاسة حازم الببلاوي ليس من أجل أن هذه الحكومة غير شرعية، ولكن لأن مجرد المشاركة يعني فقدان المصداقية في نظر الموالين لهم والمتعاطفين معهم، فالإخوان يبحثون في الوقت الحالي عن تنظيم صفوفهم مرة أخرى. ويضيف " لاكروا " أن الإخوان المسلمين أصبحوا داخل لعبة إعادة توازن خطيرة، حيث إنه عليهم تشجيع الموالين لهم على مزيد من العنف حتى لا يهربوا أو يخافوا، وبالتالي تندثر قاعدتهم الانتخابية التي يحاولون إعادة تشكيلها. وأوضح الباحث الفرنسي أن الضغوط الأمريكية والألمانية على الجيش المصري بعدم اعتقال قيادات إخوان لن تؤثر على ما يقوم به الجيش الذي أصبحت يداه حرة للتصرف بعد أن أثبتت الأحداث أن المساعدات الأمريكية لا شيء أمام مساعدات دول الخليج. كما أكد " كليمو ستيوار" الباحث الفرنسي في مركز " سيداج للدراسات السياسية على مصر والسودان" بالقاهرة أنه ربما تحدث انفراجة على قادة الإخوان المسلمين قريبا، مشيرا إلى أن عمليات القمع التي حدثت في 1954 لن تتكرر مرة أخرى، مؤكدا أن الإخوان المسلمين أصبحوا جزءا أساسيا في المجتمع المصري. ويوضح الباحث الفرنسي " ستيفان لاكروا " أن الإخوان المسلمين لا يمكن أن يندثروا من المجتمع، مؤكدا أن قيام الجيش أو الحكومة الجديدة بتعقبهم فهذا سيزيد من نشاطهم كما أن الكره الشديد ضدهم من قبل السلطات سيعطيهم الفرصة لجمع موالين جدد، مضيفا أن الإخوان المسلمين قادرين على العمل في الخفاء أكثر من أي وضع آخر. ويؤكد " لاكروا " أن من يفكر أنه من الممكن أن يحل جماعة الإخوان المسلمين فهو لم يدرس التاريخ جيدا، مؤكدا أن الإخوان يستطيعون ممارسة نشاطهم تحت أي ضغوط ولديهم الوسائل لمقاومة قمع السلطات، مشيرا إلى أن الجماعة عانت كثيرا إبان حكم عبد الناصر، إلا أن هذا لم يمنع بقاءها وإعادة التشكيل في سبعينيات القرن الماضي.