على الرغم من دخول حزب النور السلفى من الباب الملكى للسياسة المصرية فى الوقت الحاضر وهو ما فاجأ الجميع بالفعل، فإن رهاناته السياسية «محفوفة بالمخاطر» بحسب ما أشارت إليه مجلة نوفل أوبسرفاتور الفرنسية. وركزت المجلة فى مقال نشرته أمس على الموقف الحالى للتيار السلفى فى مصر بعد عزل الرئيس المعزول محمد مرسى وتحالف حزب النور مع السلطات الجديدة فى البلاد، فضلا عن الدور الذى يقوم به كوسيط، بين الحكومة الحالية ومعارضيها من الإخوان.
واعتبرت المجلة الباريسية أن موقف السلفيين المؤيد لتحرك الجيش وخارطة الطريق مكنهم من ممارسة ضغوط لرفض تكليف «زعيم المعارضة» محمد البرادعى و«الاشتراكى» زياد بهاء الدين بتشكيل الحكومة.
وأشارت لو نوفيل أوبسرفاتور أن ما أطلقت عليه «انتهازية» فاجأت العديد من المصريين، فالمتعاطفون مع الإسلاميين وصفوا ذلك بالخيانة وبعض أنصار النور قرروا حتى الانضمام إلى صفوف المتظاهرين المؤيدين لمرسى، مذكرة بأن حزب النور السلفى يعد أكثر محافظة من حيث الأيديولوجية، وكان دائما يتنافس مع الإخوان المسلمين.
وذكرت «لو نوفيل أوبسرفاتور» أن حزب النور الذى احتل المركز الثانى فى الانتخابات (التشريعية) التى جرت فى عام 2012 مع ما يقرب من 28% من الأصوات، يأمل حاليا أن يحصد أصوات «الإخوان المسلمين» فى الانتخابات المقبلة والمقررة فى أوائل العام 2014.
ومع ذلك فقد رأت المجلة الفرنسية أن حزب النور ليس لديه برنامج محدد وأن خطابه يشير دائما إلى شعار أن «الإسلام هو الحل لجميع المشكلات».
وأضاف المجلة أن «حزب النور يدرك انه إذا ما وصل إلى السلطة فى البلاد، لا يمكنه السيطرة على البلاد، كما نقلت عن باحثين يعتبرون أن السلفيين لم يصلوا بعد إلى النضج السياسى، الذى يمكنهم من إدارة بلد به ما يزيد على 80 مليون نسمة.
ورأت لو نوفيل أوبسرفاتور أن عدم الاستقرار الحالى فى مصر يدعو لتوخى الحذر، وأنه لا يزال من السابق لأوانه القول بأن السلفيين فازوا على «الإخوان المسلمين»، لا سيما وأنهم (الاخوان)، وانطلاقا من خوفهم من الاستبعاد بشكل نهائى، قد يميلون إلى العودة للحكومة وقبول المناصب الوزارية التى تعرض عليهم.