ذكرت مجلة "لو نوفيل أوبسرفاتور" الفرنسية أن حزب النور فاجئ الجميع عند "الدخول من الباب الأمامي إلي الساحة السياسية من الفترة الانتقالية الجديدة التي تبدأ في مصر". وأضافت أن رهان السلفيين الحالي محفوف بالمخاطر، و ركزت المجلة في مقال نشرته الجمعة 12 يوليو - على الموقف الحالي للتيار السلفي في مصر بعد عزل الرئيس المعزول محمد مرسي وتحالف حزب النور مع السلطات الجديدة في البلاد، فضلا عن الدور الذي يقوم به كوسيط . وأشارت "لو نوفيل أوبسرفاتور" إلى انه وعلى الرغم من أنه "النور" لم يشارك في المظاهرات الحاشدة التي شهدتها مصر في 30 يونيو الماضي، والتي أدت إلى عزل محمد مرسي، إلا ان حزب النور أيد تدخل الجيش، وتنفيذ خارطة الطريق حتى تمكن من المشاركة في مفاوضات لتشكيل حكومة انتقالية، مذكرة أن السلفيين مارسوا الضغوط على وجه الخصوص لاستبعاد تعيين د. محمد البرادعي والاشتراكي زياد بهاء الدين في منصب رئيس الوزراء، قبل أن يعلق الحزب السلفي مشاركته في المفاوضات بعد أحداث الحرس الجمهوري. وتابعت ومع ذلك، لم يقل النور كلمته الأخيرة، ويعتزم اكتساب وزنا في الطيف السياسي، خصوصا مع استمرار المفاوضات بشأن تشكيل الحكومة"، مضيفة انه وأمام المناخ غير المستقر ، فإن الحزب السلفي لا يزال يتوخى الحذر حيث قال انه حاليا على استعداد لمساعدة الحكومة "للخروج من هذه الفترة الانتقالية بأسرع وقت ممكن وبأقل قدر من الضرر". واعتبرت "لو نوفيل أوبسرفاتور" أن ما أطلقت عليه "انتهازية" فاجأت العديد والعديد من المصريين، فالمتعاطفين مع الإسلاميين وصفوا ذلك بالخيانة وبعض أنصار النور قرروا حتى الانضمام إلى صفوف المتظاهرين المؤيدين لمرسي. .مذكرة بأن حزب النور السلفي يعد "أكثر راديكالية من حيث الإيديولوجية، وكان دائما يتنافس مع الإخوان المسلمين.. أولا، من حيث وجهة النظر الأيديولوجية " لأنه وبشكل عام، فإن السلفيين هم أكثر قانونية وأكثر محافظة من جماعة الإخوان ". ونقلت المجلة الفرنسية عن سمير أمغار الباحث في جامعة كيبيك في مونتريال "كندا" ومؤلف كتاب "الإسلام المتشدد في أوروبا" قوله أن "الإخوان المسلمين يعتبرون من وجهة نظر السلفيين أكثر تقدمية ". وذكرت "لو نوفيل أوبسرفاتور" أن حزب النور الذي احتل المركز الثاني في الانتخابات التشريعية التي جرت في عام 2012 مع ما يقرب من 28 من الأصوات، يأمل حاليا أن يحصد أصوات "الإخوان المسلمين" في الانتخابات المقبلة والمقررة في أوائل العام القادم 2014. وأعتبر سمير أمغار بحسب المجلة الفرنسية أن السلفيين في مصر يحظون بشعبية كبيرة مضيفا أن الحزب السلفي قرر أن يأخذ بعض المسافة من عملية الانتقال الحالية، ومن خلال طرح نفسه كوسيط ، من أجل إيجاد حل سلمي في مصر . وأعتبر أمغار انه وبالتأكيد لن يقف طموح حزب النور ربما عند هذا الحد..مشيرا إلى أن "النور" لا يوجد لديه برنامج محدد وأن خطابه يشير دائما إلى "الطلاسم" السياسية الدينية استنادا إلى حقيقة أن الإسلام هو الحل لجميع المشاكل . وأضاف الباحث أن " حزب النور يدرك انه إذا ما وصل إلى السلطة في البلاد، لا يمكنه السيطرة على البلاد..معتبرا أن الحزب السلفي لم يصل حتى الآن إلى النضج السياسي، وليس للوصول إلى السلطة، ولكن لإدارة شئون البلاد ذات ال 80 مليون نسمة " . ونقلت "لو نوفيل أوبسرفاتور" عن الباحث في جامعة كيبيك في مونتريال قوله أن عدم الاستقرار الحالي في مصر يدعو لتوخي الحذر، وأنه لا يزال من السابق لأوانه القول بأن السلفيين فازوا على "الإخوان المسلمين"، لا سيما وأنهم "الإخوان"، وانطلاقا من خوفهم من الاستبعاد بشكل نهائي، قد يميلون إلى العودة للحكومة وقبول مناصب وزارية التي تعرض عليهم.