قال الباحث الفرنسي وأستاذ علوم سياسية في معهد العلوم السياسية بباريس "ستيفان لاكروا" في حوار له مع صحيفة "لو موند"، اليوم، إن الأحزاب الإسلامية المصرية قطعت علاقتها مع حزب النور السلفي بسبب مشاركته في التفاوضات حول خارطة الطريق المستقبلية التي أعدتها حركات معارضة للإخوان المسلمين. وأوضح الباحث الفرنسي أن جذور هذا الخلاف ترجع بالفعل إلى يناير الماضي، بل ومنذ تأسيس الحزب في مايو 2011، فمنذ نشأته، وحزب النور يحاول أن يكون المنافس للإخوان المسلمين وليس حليفهم، حيث تقدم بلائحة مستقلة في الانتخابات التشريعية، مشيراً إلى أن هناك خلاف بين الإخوان والسلفيين فيما يتعلق بنهج الدعوى. وتابع الباحث بالقول أنه منذ وصول مرسي للحكم، وأخذت هذه المنافسة شكل علني، حيث غضب السلفيين من سياسة مرسي القائمة على الإنفراد بالبلاد وإقامة هيمنة إخوانية أيضا على المؤسسات الإسلامية وعلى المساجد عن طريق وزارة الأوقاف. وأضاف الباحث أنه منذ يناير الماضي بدأ السلفيين يكررون بأن الإخوان المسلمين يعملون على " أخونة " الدولة، مشيرا إلى أنهم كانوا يخشون أن تتحول الهيمنة السياسية للإخوان إلى هيمنة دينية مما يعني إقصاءهم. وفي سياق أخر، يشير "لاكروا" إلى أن السلفيين عملوا أيضا على أن يكون لهم دور سياسي منفصل عن كونهم حلفاء للإخوان، بل وخلق علاقات مع باقي القوى السياسية. في يناير، قدم حزب النور مبادرة للحوار مع جبهة الإنقاذ الوطني، كما دعى الحزب السلفي قبل بضعة أسابيع من اندلاع أحداث 30 يونيه، الرئيس محمد مرسي بالاستقالة إذا زاد ضغط الشارع المصري الذي يدعوا للتظاهر. ومن جانب أخر، أكد الباحث الفرنسي والمختص بالحركات الإسلامية أن حزب النور معزول كثيرا عن باقي الأحزاب الإسلامية والتي تدعم محمد مرسي، خاصة الجماعة الإسلامية وسلفي حازم ابو اسماعيل. ويضيف الباحث أن هذه الأحزاب لا تقف إلى جانب مرسي لأنهم موافقين على سياسته، بل لأنه يمثل لهم امكانية أن يلعبوا دور سياسي في مصر وكذلك الحامي لهم من عودة القمع ضد أغلبيتهم. وعلى صعيد أخر، يشير الباحث الفرنسي إلى أنه رغم الخلافات بين حزب النور والمعارضة الليبرالية حول من سيكون رئيس الحكومة وكذلك انسحابه من العملية السياسية، إلا أن حزب النور على استعداد للتفاهم حول خارطة الطريق التي تضم الجميع. ويبين "لاكروا" أن هناك احتمالان حول المسار السياسي لحزب النور، أولهما: التوترات داخل الحزب من الممكن أن تدفعه لتراجع استراتيجي في سياسته من أجل أن يخرج من هذا الموقف المعقد، ثانيا: من الممكن أن يرجع "النور" مرة أخرى للعملية السياسية. ويختم الباحث، بأن حزب النور ينتظر الانتخابات المقبلة من أجل إعادة تحسين صورته المشوهة لدى المعسكر الإسلامي، بل ولعب دور مهم في هذه الانتخابات، مشيرا إلى أن السلفيين يلعبون على المثل القائل "ما يمكن أن تخسره اليوم، يمكن أن تكسبه في الانتخابات المقبلة".