يسرا: السينما قادرة على إعادة إنسانيتنا.. وقدرة الشعب الفلسطيني على الصبر والأمل والابتسامة بعد كل ما تعرض له معجزة رئيس الهلال الأحمر الإماراتي: السينما قادرة على نقل الواقع الإنساني بما يتجاوز البيانات والمعلومات سفير الإمارات بالقاهرة: لدينا تنسيق مشترك مع مصر في ملف العريش لإدخال المساعدات والدعم الإنساني لغزة قال الفنان حسين فهمي إن ما حدث في غزة لم يكن حربًا، لأن الحرب تكون بين الجيوش، لكنها كانت عملية إبادة لشعب بأكمله، كما حدث من قبل في أمريكا، فمن يُقال عنهم الهنود الحمر ليسوا هنودًا ولا حُمرًا، بل هم شعب كان موجودًا وتمت إبادته، ويتكرر الأمر نفسه مع الشعب الفلسطيني في غزة. وأكد أن الغرب وصف من يدافع عن بلده في غزة بأنه إرهابي، رغم أنه يدافع عن وطنه ليُخلّصه ويُحرّره من الاحتلال، مشددًا على ضرورة مواصلة إظهار الصورة بشكل أفضل عبر وسائل التواصل الاجتماعي والأعمال الدرامية، فالفنان مهمته إظهار هذه المشاعر من خلال الأدوار الإنسانية التي يقدمها. وخلال جلسة نقاشية في مهرجان الجونة بعنوان "سينما من أجل عالم أفضل"، أوضح فهمي أنه عندما كان سفيرًا للنوايا الحسنة بالأمم المتحدة، استقال بسبب الهجوم الإسرائيلي على مخيم قانا في لبنان، مؤكدًا أنه لم يقبل أن يُقال عنه إنه سفير نوايا حسنة في ظروف لم تكن بها نوايا حسنة على الإطلاق. من جانبها، قالت الفنانة يسرا إنها لاحظت خلال فترة الحرب على غزة أن كثيرًا من المغنين العالميين قدّموا أغنيات دعم لفلسطين ورفضًا للإبادة الجماعية والوحشية التي قامت بها قوات الاحتلال، مؤكدة أن الكلمة يمكن أن تغيّر مشاعر تُحرّك العالم، فالفن سلاح يدافع عن الحق. وأضافت أنه لا بد من تناول القضايا الإنسانية على الشاشة حتى يشعر الجمهور بآلام ووجع من يتعرضون للإبادة، كما ظهر في الفيلم الذي عُرض في بداية الجلسة، لافتةً إلى أن العالم تحرك وغيّر موقفه لصالح فلسطين لأنه رأى الوحشية والحقائق التي تحدث كل لحظة عبر وسائل الإعلام، فلم يعد أحد يستطيع إخفاء شيء. وأشارت يسرا إلى أنها تأثرت بالفيلم الذي عُرض في بداية الجلسة، لدرجة أنها كانت تبكي هي والفنان حسين فهمي من كثرة مشاهد الوحشية التي تُمارس ضد الفلسطينيين، مؤكدة أن الفيلم ذكر أن أكثر من 15 ألف طفل استُشهدوا في الحرب على غزة. وتساءلت: كيف نرى هذا الوجع ولا نشعر بهم ولا نقدم المساعدة والدعم من خلال الأعمال الفنية؟ وأكدت على الحاجة الكبيرة لمثل هذه الأعمال، لأن السينما هي المرآة التي تعكس حقيقة المجتمعات، والصورة تُوقظ المشاعر، فرغم انشغال الناس بالحياة، فإنهم يظلون يحتفظون بمشاعر تتحرك عندما يشاهدون عملًا فنيًا، فالسينما يمكن أن تغيّر العالم وليس فقط القوانين، لأنها قادرة على أن تُعيد إنسانية من يشاهدها. وأضافت: «لذلك رأينا الغرب يتحول موقفه من انتقاد غزة إلى الدفاع عنها ودعمها والمطالبة بتحريرها من الاحتلال. على عكس الماضي، لم نكن نسمع هذه الأصوات الكثيرة المؤيدة لإقامة الدولة الفلسطينية، والحمد لله أن مصر والدول العربية والإسلامية استطاعت وقف هذه الحرب». وكشفت يسرا عن انبهارها بصبر الشعب الفلسطيني رغم ما تعرض له من إبادة، قائلة: «ليس معقولًا أن تكون هناك وحشية بهذا الشكل، وفي المقابل ليس معقولًا أيضًا هذا الصبر والأمل الذي نراه من الفلسطينيين في مواجهة ما يتعرضون له». وأشادت بتمسكهم ببلدهم وعدم مغادرتها رغم كل ما واجهوه، مؤكدة أن قدرة هذا الشعب على الابتسامة بعد كل ما تعرض له معجزة في حد ذاتها. وشهدت الجلسة عرض فيلم وثائقي بعنوان «ويبقى الأمل» أنتجه مجلس الشؤون الإنسانية والدولية بدولة الإمارات العربية المتحدة، ينقل واقع غزة ويوثّق معاناة السكان خلال العامين الأخيرين من خلال قصص إنسانية مؤثرة لأشخاص عاشوا ظروفًا قاسية ثم بدأت حياتهم تتغير مع عودة الأمل بفضل الجهود الإنسانية والمساعدات. من جانبه، قال الدكتور حمدان مسلم المزروعي، رئيس مجلس إدارة هيئة الهلال الأحمر الإماراتي، إن السينما قادرة على نقل الواقع الإنساني بما يتجاوز البيانات والمعلومات، مضيفًا: «نحن لا نتواصل مع الحقائق والمنطق فحسب، بل مع المشاعر أيضًا، فالسينما تخاطبنا بلغة أقوى وأوضح وأكثر صدقًا». وأوضح أن السنوات الأخيرة شهدت تطورًا كبيرًا في استجابة المؤسسات الإنسانية، مشيرًا إلى أن العديد من أهالي غزة أعربوا عن رغبتهم في نقل قصصهم للعالم ليس بوصفها قصص معاناة، بل قصص أمل وصمود. وأكد المزروعي أن جهود دولة الإمارات لم تكن لتصل إلى هذا المستوى إلا بفضل التعاون الكبير مع مصر، موجهًا الشكر لكل المصريين وللمؤسسات المصرية على ما يبذلونه من جهود وتنسيق في دعم العمل الإنساني. وأضاف أن هيئة الهلال الأحمر الإماراتي لديها خطة إعلامية متكاملة لتوثيق ما تم إنجازه من مبادرات ومشروعات إنسانية، موضحًا أن التوثيق يمنح الدولة سمعة طيبة ويجعل الأجيال القادمة تسير على نهج آبائها وأجدادها. ومن جانبه، قال حمد عبيد الزعابي، سفير دولة الإمارات لدى جمهورية مصر العربية، إن العلاقات بين مصر والإمارات تمثل نموذجًا مثاليًا يُحتذى به في العلاقات العربية، مشيرًا إلى التنسيق المشترك في ملف العريش لإدخال المساعدات والدعم الإنساني إلى قطاع غزة. وأكد الزعابي أن فيلم «ويبقى الأمل» يعكس الدور الإنساني الذي تقوم به الإمارات في مختلف مناطق العالم، متمنيًا أن يحظى هذا النوع من الأفلام بمزيد من الاهتمام والإنتاج لما له من أثر في تعزيز قيم التعاون والتضامن الإنساني. وأعرب عن سعادته بمشاركة الفيلم في مهرجان الجونة السينمائي لما يحمله من رسالة أمل إنسانية مؤثرة.