الدعاء هو صلة العبد بربه، ومظهر من مظاهر الإيمان العميق واليقين بأن الله وحده القادر على تحقيق الأمنيات ودفع البلاء. فهو ليس مجرد كلمات تُقال، بل هو تضرع من القلب يعكس الخضوع الكامل للخالق عز وجل. ومع ذلك، كثيرًا ما يتساءل الناس: لماذا لا يُستجاب الدعاء أحيانًا رغم صدقه وإلحاح صاحبه؟ أسباب عدم استجابه الدعاء حين يتأخر الجواب: لماذا لا يُستجاب الدعاء أحيانًا؟ في الحقيقة، تأخر أو عدم استجابة الدعاء لا يعني أن الله لا يسمع أو لا يستجيب، فالله سبحانه يقول: "ادعوني أستجب لكم". ولكن الاستجابة قد تكون بأشكال مختلفة: فقد يحقق الله ما نطلبه، أو يدخره لنا في الآخرة، أو يصرف عنا من الشر بقدر ما دعونا به من خير. هناك أسباب عدة قد تكون وراء عدم قبول الدعاء، من أهمها: 1. ضعف الإخلاص أو غياب النية الصادقة، فالله لا يقبل من القلب الغافل أو اللاهي. 2. أكل الحرام أو الظلم، فالنبي صلى الله عليه وسلم قال: "إن الله طيب لا يقبل إلا طيبًا". 3. الاستعجال في الإجابة، إذ يقول صلى الله عليه وسلم: "يُستجاب لأحدكم ما لم يعجل، يقول: قد دعوت فلم يُستجب لي". 4. الدعاء بإثم أو قطيعة رحم، وهو مما نهى الله عنه. 5. الابتلاء والاختبار، فقد يؤخر الله الإجابة ليختبر صبر عبده ويزيده قربًا وإيمانًا.
إن تأخر الإجابة لا يعني الرفض، بل قد يكون رحمة خفية لا يدركها الإنسان إلا بعد حين. فالله يعلم ما لا نعلم، ويختار لنا الأفضل دائمًا في الوقت الذي يراه مناسبًا. وفي النهاية، يظل الدعاء عبادة عظيمة في ذاته، فحتى لو لم نرَ أثره في الدنيا، فإن أجره محفوظ عند الله، ومن لازم بابه لا يُرد خائبًا.