البعض يتعجب عندما يسمع أحاديث صحيحة تخبر عن أوقات إجابة الدعاء, فيتحري هذه الأوقات بالدعاء والتضرع إلي الله تعالي ثم يتشكك من صحة هذه الأخبار عند عدم حصول مطلوبه من الدعاء, ولكن لابد أن يعلم هذا الصنف من الناس أن إجابة الدعاء حق تفضل الله به علي عباده. تقول الدكتورة عفاف النجار أستاذ التفسير وعلوم القران وعميدة كلية الدراسات الإسلامية سابقا عن أن الدعاء من أقوي الأسباب في دفع المكروه, وحتي يستجيب الله ويتحقق الدعاء فلابد أن يكون الإنسان علي طهارة ووضوء ويتجه للقبلة أثناء الدعاء, وهناك بعض الناس لا يستجيب الله لدعائهم نتيجة اقترافهم المعاصي, فالنبي صلي الله عليه وسلم قال: ادعوا الله وأنتم موقنون بالإجابة, واعلموا أن الله لا يستجيب دعاء من قلب لاه فكونوا عند الدعاء علي الحالة التي تستحقون بها الإجابة من إتيان المعروف, واجتناب المنكر. والله سبحانه وتعالي لا يستجيب الدعاء ممن يأكلون الحرام فعنه صلي الله عليه وسلم الرجل يطيل السفر أشعث اخبر يمد يديه إلي السماء يارب يارب ومطعمه حرام ومشربه حرام وملبسه حرام وغذي بالحرام, فأني يستجاب لذلك, ومن موانع استجابة الله تعالي الدعاء استعجال الإجابة فقال صلي الله عليه وسلم:يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول: دعوت فلم يستجب لي, ورفع الصوت بالدعاء عن أبي موسي الأشعري رضي الله عنه قال كنا مع رسول الله صلي الله عليه وسلم فكنا إذا أشرفنا علي واد هللنا وكبرنا وارتفعت أصواتنا فقال النبي صلي الله عليه وسلم يا أيها الناس أربعوا علي أنفسكم فإنكم لا تدعون أصم ولا غائبا, انه معكم, انه سميع قريب, والتألي والإملاء علي الله في الدعاء عن عبد الله بن مغفل رضي الله عنه سمع ابنه يقول: اللهم اني أسألك القصر الأبيض عن يمين الجنة إذا دخلتها قال: يا بني سل الله الجنة وتعوذ به من النار فإني سمعت رسول الله صلي الله عليه وسلم يقول: سيكون في هذه الأمة قوم يعتدون في الطهور والدعاء. وأوضح الشيخ سيد رمضان خميس من علماء بالأوقاف أنه من الواجب علي المؤمن الإيقان بعظمة الدعاء وان كان ليس منه إجابة فهو عبادة لقوله تعالي: وقال ربكم ادعوني استجب لكم ان الذين يستكبرون عن عبادتي سيدخلون جهنم داخرين, وقال صلي الله عليه وسلم: الدعاء هو العبادة, وفي الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلي الله عليه وسلم قال ينزل ربنا تبارك وتعالي كل ليلةإلي السماء الدنيا حين يبقي ثلث الليل الآخر يقول( من يدعوني فأستجب له من يسألني فأعطيه من يستغفرني فأغفر له), وصح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال( وأما السجود فاجتهدوا في الدعاء فقمن ان يستجاب لكم). وكذلك قوله( الدعاء بين الأذان والإقامة لا يرد), فمن تشكك في صحيح القرآن والسنة فليراجع إيمانه وليطهر قلبه من الوسواس. أما عن موانع استجابة الدعاء فتتمثل في اقتراف المعاصي, فارتكاب الذنوب سبب مهم ومؤثر في عدم إجابة الدعاء لقوله تعالي: وما أصابكممن مصيبة فيما كسبت أيديكم ويعفو عن كثير.و أكل الحرام فالمطعم الحرام مانع لأن الله طيب لا يقبل إلا طيبا, أيضا ترك الدعاء عند استعجال الإجابة في الصحيحين عن أبي هريرة رضي الله عنه أن رسول اله قال يستجاب لأحدكم ما لم يعجل يقول دعوت فلم يستجب لي).