سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"النور" و"الحرية والعدالة".. قصة انفصال توأم ملتصق.. الحزب السلفى قفز من مركب "الإخوان" الغارق ويبحث عن نصيب فى "التركة".. عبد المجيد: رد فعل وليس توزيع أدوار.. وعبد المعبود: شعبية الحكومة تتدهور
بدأ حزب النور الذراع السياسية للدعوة السلفية فى العزف منفردا بعيدا عن حزب الحرية والعدالة، بعد شعوره بخطورة موقفه، فى حال استمرار تأييده لسيطرة جماعة الإخوان المسلمين، فى الوقت الذى ازداد غضب الشارع السياسى، ضد سياسات الجماعة ومحاولاتها لأخونة الدولة، بالإضافة لاندلاع حالة من الغضب والعنف خلال تظاهرات إحياء ذكرى 25 يناير، التى تعالت فيها شعارات ضد الإخوان، ومطالبات بسقوط النظام. تجلى هذا الاتجاه فى التقارب الحاصل مؤخرا بين حزب النور وجبهة الإنقاذ الوطنى، بالزيارة التى أجراها رئيسه يونس مخيون إلى مقر حزب الوفد، وتبنى المطالب التى ترفعها الجبهة وعلى رأسها إقالة الحكومة وتعديل الدستور ورفض أخونة الدولة، فضلا عن الانتقادات العنيفة التى بات أعضاء وقيادات حزب النور يوجهونها لطريقة الإخوان فى الحكم، ولسياسات الرئيس محمد مرسى. هذا التغير المفاجئ فى موقف حزب النور الحليف الأهم للإخوان سابقا، يطرح تساؤلات حول أسباب ودوافع الحزب من ذلك، وموقف القوى المدنية من ذلك وهل سترحب بالحزب الأصولى بين صفوفها رغم التعارض التام فى التوجهات، بما أن الهدف أصبح واحدا وهو مواجهة هيمنة الإخوان، أم أنها ستنظر له بتشكك وتعتبر الموقف الجديد مجرد توزيع أدوار بين القوى الإسلامية، ويبقى التساؤل الأهم: هل يطمع حزب النور فى خلافة الإخوان واستغلال تراجع شعبيتهم فى الشارع؟. قال الدكتور وحيد عبد المجيد القيادى بجبهة الإنقاذ الوطنى، إن الخطوات التى تتبعها القيادات السلفية من خلال حزب النور جاءت كرد فعل طبيعى للسياسات الخاطئة التى تتبعها جماعة الإخوان المسلمين سواء من خلال المعاملة السيئة التى تتبعها الجماعة مع الأحزاب الأخرى بما فيها حلفاؤها، وهو السبب الذى دفع "النور" لينفض عنها. ورفض عبد المجيد وصف ما يفعله "النور" بأنه توزيع أدوار بينه وبين حزب الحرية والعدالة، كاشفا أن محاولات الإخوان شق الصف بين قيادات النور والدعوة السلفية كان أحد الأسباب وراء ابتعاد الحزب السلفى عن ركب الإخوان، بالإضافة إلى رغبة السلفيين فى الحفاظ على أرضيتهم فى الشارع بعدما لاحظوا الفترة السابقة فقدان التيار الإسلامى كله شعبيته، وكذلك رفضه الطريقة المتعجرفة التى يتعامل بها حزب الحرية والعدالة، ورغبته فى فرض إرادته على الأحزاب حتى تلك التى تسانده فى سياساته، وذلك فى الوقت الذى ينظر فيه حزب النور إلى نفسه على أنه حزب كبير وليس خادما ل"الإخوان"، لم يختلف الدكتور محمد محيى عضو مجلس الشورى عن حزب غد الثورة مع ما قاله الدكتور وحيد، موضحا أن محاولات حزب النور الآن إطلاق مبادرات بعضها لحل الأزمة الحالية بين الحكم وبين القوى السياسية والشعب وأخرى تساعد فى تنشيط السياحة الداخلية رغم تشابه تلك المبادرات مع التى أطلقها الحزب الحاكم "الحرية والعدالة " تأتى بعد اكتشافه محاولات الحرية والعدالة الاستحواذ على كل شئ. وأوضح محيى أن الغضب الشعبى الذى أصبح يلاحق حزب الحرية والعدالة، وتأثير ذلك على شعبيته مع قرب موعد الانتخابات البرلمانية، دفع بقيادات النور إلى الابتعاد عنه حتى لا تلاحقه انتكاسة انتخابية هو الآخر، واصفا تحركات حزب النور بالذى تشتعل النار فى بيته فيحاول أن يهرب بأى طريقة لإنقاذ نفسه، وأكد النائب عن حزب غد الثورة أن حزب النور الآن أصبح يلعب دور الوسيط لكى يكسب شعبية البسطاء، مطالبا بالكف عن التمييز بين الأحزاب على أساس ما يطلق عليه مرجعيتها الدينية، طالما أن هناك الكثير من الأحزاب تؤمن بهيمنة الدولة الإسلامية ولا تجد تعارضا مع هيمنة الدولة المدنية والقيم الليبرالية كمجتمع سياسى مثل حزب غد الثورة. فى المقابل أكد المهندس صلاح عبد المعبود النائب بمجلس الشورى عن حزب النور أن الحزب قرر الانفصال عن "الإخوان" فى ظل تخوفه من تأثر شعبيته بشعبية حزب الحرية والعدالة التى بدت تضعف نتيجة إصراره على بقاء "الحكومة" رغم تعثر أدائها أمام الشعب. يضاف إلى ذلك الطريق المتضارب الذى يسلكه حزب الحرية والعدالة، مع قيادات النور رغم أنهم أصحاب مشروع إسلامى واحد، وتناقض وعوده التى كان أولها تعيين عدد كبير من نوابه فى مجلس الشورى أو تعيين عدد من قيادات الحزب كمحافظين أو كوزراء، وكذلك الوعود باتخاذه مشاركا فى الحكم من خلال اتخاذ رأيه فى القرارات وهى الوعود التى لا ترى نورا خاصة بعد أن أصدر الرئيس الإعلان الدستورى قبل السابق، دون أن يعرض الأمر على أى طرف آخر سوى الحزب الحاكم وإصرار فى الانفراد بالحكم. وتابع عبد المعبود قائلا "رغم أننا أصحاب مشروع واحد إلا أن حزب الحرية والعدالة، لم يتشاور معنا فى أى قرار يتخذه وهذه سقطة كبيرة"، لذلك نطالبه بأن يكون لديه وضوح فى السياسات التى يتبعها وكذلك مشاركته فى اتخاذ القرارات. أما عن الانتخابات البرلمانية القادمة، فقال القيادى بحزب النور أن هذا الأمر سابق لأوانه فى ظل استمرار الأحداث الدامية.