الاتحاد السكندري يعلن قبوله دفعه جديدة من الناشئين بسعر رمزي لشراء استمارة التقديم    القبض على «ٌقمر الوراق» بحوزتها 2.5 كيلو «حشيش» (التفاصيل الكاملة)    ما حكم الصلاة الفائتة بعد الإفاقة من البنج؟.. أمين الفتوى يجيب    محافظ أسوان يترأس اجتماع مجلس الصحة الإقليمي (تفاصيل)    "هيئة الدواء" توقع مذكرة تفاهم مع "مركز مراقبة الدولة للأدوية" بكوبا لتبادل الخبرات    محافظ جنوب سيناء يترأس الاجتماع الأسبوعي لمتابعة الموقف التنفيذي للمشروعات    أحمد موسى بعد تحرك دول العالم لدعم القضية الفلسطينية: إسرائيل هتتجنن    رئيس الأعلى للإعلام يشيد بالعلاقات القوية بين مصر والسعودية    لاعب أرسنال: الأعين كلها نحو رفح    إصابة جندي بولندي في عملية طعن على يد مهاجر غير شرعي    ننشر أسماء المتقدمين للجنة القيد تحت التمرين في نقابة الصحفيين    الأهلي: جلسة ودية بين بيبو وحسام حسن لتوضيح موقف لاعبي الأهلي مع المنتخب    بسبب نادي نيس.. مانشستر يونايتد قد يشارك في دوري المؤتمر الأوروبي    شركات محددة تستحوذ على "نصيب الأسد"، اتهامات بالتلاعب في تخصيص الأراضي بالدولار    ضبط متهم بإدارة صفحة "فيس بوك" للنصب على راغبى استخراج شهادات جامعية بكفر الشيخ    ضبط شخص يدير صفحة عبر "فسيبوك" للنصب على أهالي كفر الشيخ    ليلى طاهر ل فيتو: أنا بخير وأستمتع بوقتي مع العائلة    تعاون جامعة عين شمس والمؤسسة الوطنية الصينية لتعليم اللغة الصينية    بدء الاختبارات الشفوية الإلكترونية لطلاب شهادات القراءات بشمال سيناء    متى يلزم الكفارة على الكذب؟.. أمين الفتوى بدار الإفتاء يوضح    تراجع شبه جماعي للبورصات الخليجية مع تصاعد التوترات الجيوسياسية بالشرق الأوسط    كشف ملابسات سرقة سائق بإحدى شركات تطبيقات النقل الذكي حقيبة سيدة    الخميس.. قصور الثقافة تقيم حفل أغاني موسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب بمسرح السامر مجانا    قومية سوهاج تقدم عرض اللعبة ضمن موسم مسرح قصور الثقافة بالصعيد    محافظ الإسماعيلية يشيد بدور مجلس الدولة في فض المنازعات وصياغة القوانين    عضو تنسيقية تقدُّم: إعلان مجلس السيادة السوداني عن حكومة كفاءات وشيكة تهديدٌ للقوى المدنية    تعرف علي مناطق ومواعيد قطع المياه غدا الاربعاء بمركز طلخا في الدقهلية    روسيا تطور قمرا جديدا للاتصالات    «الضوابط والمحددات الخاصة بإعداد الحساب الختامي» ورشة عمل بجامعة بني سويف    رئيس جامعة بني سويف يشهد الاحتفال بيوم الطبيب    رئيس جامعة بني سويف يكرم الدكتور محمد يوسف وكيل وزارة الصحة السابق    شبانة: لجنة التخطيط تطالب كولر بحسم موقف المعارين لهذا السبب    اشترِ بنفسك.. رئيس "الأمراض البيطرية" يوضح طرق فحص الأضحية ويحذر من هذا الحيوان    شروط ومواعيد التحويلات بين المدارس 2025 - الموعد والضوابط    القبض على المتهم بقتل صديقه في مشاجرة بقليوب    برلماني: الرئيس يثق في قدرة الحوار الوطني على وضع رؤية اقتصادية جديدة للدولة    محافظ مطروح يشهد ختام الدورة التدريبية للعاملين بإدارات الشئون القانونية    موعد إجازة عيد الأضحى المبارك 2024.. تصل إلى 9 أيام متصلة (تفاصيل)    «صحة المنيا» تنظم قافلة طبية بقرية البراجيل في ملوي غدًا    دفاع الفنان عباس أبو الحسن: تسلمنا سيارة موكلى ونتتظر سماع أقوال المصابتين    الطب البيطرى: تحصين 144 ألفا و711 رأس ماشية ضد الحمى القلاعية بالجيزة    سياح من كل أوروبا.. شاهد رحلات جولات البلد على كورنيش الغردقة    بشرى للمواطنين.. تفاصيل حالة الطقس ودرجات الحرارة حتى نهاية الأسبوع    خلال زيارته للمحافظة.. محافظ جنوب سيناء يقدم طلبا لوفد لجنة الصحة بمجلس النواب    نسألك أن تنصر أهل رفح على أعدائهم.. أفضل الأدعية لنصرة أهل غزة ورفح (ردده الآن)    تفاصيل الساعات الأخيرة في حياة فؤاد شرف الدين.. «كان يقاوم الألم»    فيلم السرب الأول في شباك تذاكر أفلام السينما.. تعرف على إجمالي إيراداته    محافظ الجيزة: تطوير وتوسعة ورصف طريق الطرفاية البطئ    إسرائيل تعتقل 22 فلسطينيا من الضفة.. وارتفاع الحصيلة إلى 8910 منذ 7 أكتوبر    وزيرة الهجرة تستقبل أحد رموز الجالية المصرية في جينف بسويسرا    رئيس وزراء إسبانيا: نعترف رسميا بدولة فلسطين لتحقيق السلام    مركز الأزهر للفتوى الإلكترونية يوضح فضل حج بيت الله الحرام    توقعات الأبراج اليوم الثلاثاء 28 مايو 2024.. مكاسب مالية ل«العذراء» ونصيحة مهمة ل«الميزان»    كارول سماحة تعلق على مجزرة رفح: «قلبي اتحرق»    دويدار: الجزيري أفضل من وسام أبو علي... وأتوقع فوز الزمالك على الأهلي في السوبر الإفريقي    حمدي فتحي: أتمنى انضمام زيزو لصفوف الأهلي وعودة رمضان صبحي    عضو مجلس الزمالك: إمام عاشور تمنى العودة لنا قبل الانضمام ل الأهلي.. ولكن!    مدرب الألومنيوم: ندرس الانسحاب من كأس مصر بعد تأجيل مباراتنا الأهلي    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



بعد مغازلة المعارضة .. هل يخرج السلفيون من عباءة الإخوان؟
نشر في محيط يوم 30 - 01 - 2013

رغم أن العلاقة بين السلفيين والإخوان تبدو كما لو كانت غير مفهومة للبعض، إلا أن المتابع لتلك العلاقة في الفترة الأخيرة يلحظ أن هناك تحولات وتغيرات كبيرة.
ونجد أن هناك تشابه في المنهج الفكري للجماعتين إلى حد كبير ، فضلا عن الأهداف والقواسم المشتركة ، وإن بقي الفارق بين الجماعتين في مدى الالتزام بهذا المنهج، والأخذ منه، فضلا عن مسألة استصحاب الدليل في كل شأن من شئون الحياة، ومدى الاهتمام بالعقيدة ومحاربة البدع، والتفاوت في الميل بين ثنائية الديني والسياسي.

أخونة الدولة

وبدا لافتا وجود تحول في مواقف بعض قيادات التيار السلفي من الرئيس محمد مرسي ، حيث صرح نادر بكار المتحدث الرسمي لحزب النور السلفي بأن الرئيس محمد مرسى يعمل حاليا على أخونة مفاصل الدولة بطريقة منهجية وبطريقة أثارت غضب المعارضة والمواطن العادي، مطالبا بإخضاع جماعة الإخوان المسلمين لرقابة القانون وتقنين وضعها، مضيفا أن مصر أكبر من أن يحكمها فصيل واحد.

وقال نادر بكار في لقاء له مع الإعلامي عمرو أديب في برنامج "القاهرة اليوم" أنه لا يمكن لفصيل واحد أن ينهض بالوطن عند مروره بحالة انتقالية بينما يمكن أن يحدث ذلك في حالة الاستقرار، وعند تهميش من شارك معك في الثورة أو من أيدك بصوته في الانتخابات فتحدث حالة غضب لا يمكن التحكم فيها.

وانتقد بكار مؤسسة الرئاسة وإدارتها للبلاد في الفترة الماضية وتكرارها للأخطاء بشكل مستمر، كما انتقد الوضع الحالي غير الشرعي لجماعة الإخوان المسلمين، وقال،" لابد أن يتم تقنين وضع الجماعة"، مؤكدا أن مصر أكبر من أي جماعة ولن تكون الجمعية الدعوية أكبر من البلد ومصلحة البلد تقدم على مصلحة الجماعة.

وأكد أن حركة المحافظين الأخيرة والمستشارين والوزراء التي قام بها الرئيس هى ما يطلق عليها " أخونة الدولة " وجعلت المعارضة رافضه لها لأن الرئيس هنا يقضى عليهم خلال أربع سنوات من حكمه وبالتالي سيقضى على أسس المنافسة الشريفة التي من المفترض أن يشعر بها المواطن.

وأكد بكار تقديم حزب النور بمبادرة لتقنين وضع جماعات المجتمع المدني وعلى رأسهم جماعة الأخوان المسلمين وحركة 6 أبريل وقال : "نحن كحزب النور الذراع السياسية لجمعية مشهرة باسم جمعية الدعوة السلفية التابعة لوزارة الشئون الاجتماعية وعليها رقابه من الدولة".

وشدد بكار علي حق التعبير عن الرأي ، وانتقاد الحكومة والرئاسة علي أن يكون إطار سلمي مؤكدا علي ضرورة الحوار مع كل الأطراف علي أن يكون هناك تنازل من جانب الجميع، من السلطة والمعارضة.
وأضاف "أن الأمر لا يتعلق بحقوق أشخاص أو أحزاب، الأمر يتعلق بالوطن لابد علي الجميع أن يقدم تنازلت حتى يبقي الوطن".

وأضاف أن مصر أكبر من أي جماعة أو فصيل حتى ولو كانت جماعة الإخوان المسلمين ، وأن أى جمعية دعوية لن تكون أكبر من أي بلد ولابد أن يخضعوا جميعا لرقابة الدولة وأن آراءهم ليست منزهة فعندما أجتهد سياسيا كحزب النور لن أكون منزها عن الخطأ ويمكن تأويل أي تصريح سياسي لأنه ليس قرآنا .

"الإنقاذ" و"النور"

وأعلنت جبهة الإنقاذ الوطني عن تلقيها دعوة من قيادات حزب النور، للتباحث حول الأوضاع المتدهورة الراهنة، وأعربت الجبهة فى بيان صحفي أصدرته اليوم عن ترحيبها بهذه الدعوة ، ويجرى الاتصال حاليا بالمسئولين فى حزب النور لتحديد آليات الحوار الذي من بدأ اليوم الأربعاء بمقر حزب الوفد.

وبناء على المبادرة التي أطلقها حزب النور، يلتقي عدد من قيادات جبهة الإنقاذ، مع عدد من قيادات حزب النور، اليوم الأربعاء للتباحث حول الوضع السياسي الراهن وبحث مبادرة جماعية للخروج من المأزق الحالي خاصة بعدما أعلن حزب النور السلفي مساء أمس عن مبادرة تتوافق فى كثير من بنودها مع مطالب جبهة الإنقاذ التي أعلنتها في وقت سابق بإقالة الحكومة وتشكيل حكومة إنقاذ وطني وإقالة النائب العام وتعيين نائب عام من قبل المجلس العالي للقضاء وفقا للدستور وتعديل الدستور الجديد.

مبادرة طيبة
من جانبه أكد الدكتور نادر عمران المتحدث باسم حزب الحرية والعدالة، فى مداخلة هاتفية مع برنامج هنا العاصمة حول مبادرة حزب النور، وقال إنها مبادرة طيبة وهناك مبادرات وطنية كثيرة جيدة والجميع تحت الدراسة فى الحزب الآن ولم يبت فيه، مشيراً إلى أنه لا توجد اختلافات ولا خلافات حول الأمور، ويهمنا توحيد الصف.
وحول تصريحات نادر بكار حول أخونة الدولة، قال عمران أخذنا تصريحات بكار على مستوى طيب ، وإنه يريد المصلحة العامة، ولا أستوعب مصطلح أخونة الدولة حتى الآن، ولم نحدد موعداً للقاء بقيادات حزب النور.
وفي موقف استدعى الكثير من التساؤل طالب الدكتور محمد البرادعي أحدي مؤسسين "جبهة الإنقاذ الوطني" بإجراء اجتماع عاجل بين مختلف القوي السياسي للوصول لحل للأزمة.

وأضاف خلال تغريده له على موقع التدوينات القصيرة "تويتر": "نحتاج فورا لاجتماع بين الرئيس ووزيري الدفاع والداخلية والحزب الحاكم والتيار السلفي وجبهة الإنقاذ لاتخاذ خطوات عاجلة لوقف العنف وبدأ حوار جاد".

وتابع: "وقف العنف هو الأولوية وبدأ حوار جاد يتطلب الإلتزام بالضمانات التي طرحتها جبهة الإنقاذ وفي مقدمتها حكومة إنقاذ وطني ولجنة لتعديل الدستور".

وقد بدا هذا الموقف متناقدا مع الموقف الذي اتخذته جبهة الإنقاذ من قبل برفض الحوار الذي دعا إليه الرئيس محمد مرسي يوم الأحد الماضي .

مغازلة المعارضة

وقد عقدت جبهة الإنقاذ من قبل لقاءا مع قيادات سلفية قبل حلول ذكرى الثورة ، وعلق مستشار الرئيس المصري محمد مرسي خالد علم الدين على ذلك قائلا :"إن اللقاء الذي جمع بين قيادات سلفية ورموز من "جبهة الإنقاذ" جاءت في إطار مساعي السلفيين لإحتواء الغضب وإطفاء النيران في الشارع المصري قبيل الاحتفال بالذكرى الثانية لثورة "25 يناير"، ولا علاقة لها بالحسابات الانتخابية"، كاشفاً عن "حدوث تحول في موقف السلفيين، بالتقارب مع المعارضة على حساب حزب الحرية والعدالة"، قائلاً: "إنهم يختلفون مع منهجية الإخوان المسلمين بسبب إتباعهم سياسة الاستحواذ والإقصاء".

وأعلن مؤسس "التيار الشعبي" المصري حمدين صباحي من قبل أنه يرغب في تأسيس تحالف سياسي مع السلفيين بعد الانتخابات لتشكيل حكومة ائتلافية.

وقال علم الدين :"إن السلفيين يختلفون مع منهج الإخوان المسلمين بسبب اتباعهم سياسة الاستحواذ والإقصاء".
وأضاف "نختلف عن منهجية الإخوان المسلمين في الاستحواذ على السلطة وإقصاء الآخرين , فنحن نقول لهم إنه لا بد من المشاركة الجماعية ونحرص ألا يستأثر فصيل واحد بالقرارات وعند الاختلاف تكون النهاية بالاحتكام للصندوق".

وأضاف مستشار الرئيس "السلفيون واضحون في منهجيتهم ورغم تمسكهم بمبادئهم فهم يحرصون على الوطن ويقدمون مبدأ المصالح والمفاسد ويعملون على إطفاء الحرائق الناجمة عن حالة الاستقطاب الحاد الذي يؤدي إلى معارك حامية".

وتابع إن التيار السلفي بشكل عام تيار متنوع من نسيج مصر لا يمكن تجاهله أو عزله أو إقصاؤه عن الدخول في السياسة والحكم كممثل لقطاع عريض من الشعب , ولكن طالما اختار السياسة فلا بد أن يدخل الملعب بشروط اللعبة السياسية لأننا احتكمنا للصندوق الانتخابي ووافقنا على استخدام آليات الديمقراطية وإذا ما أراد الشعب أن يأتي بنا كإسلاميين فأهلا وسهلا وإن أخفقنا فعلينا أن نعود للشعب ونحاول إقناعه.

أزمة دوللي

من ناحية أخرى تعرّض حزب العدالة والعدالة لهجوم عنيف من شخصيات إسلامية وعلى رأسها قيادات سلفية، بسبب رعايته لحفل مهرجان الغردقة السياحي الذي شاركت فيه الفنانة اللبنانية دوللي شاهين التي كانت ترتدي ملابس مثيرة.

واعتبر القيادي السلفي وعضو الجمعية التأسيسية للدستور الشيخ محمد سعد الأزهري أن رعاية حزب الحرية والعدالة للحفل يعتبر سقطة لأمانة حزب الإخوان المسلمين نظرا لمشاركة امرأة ترتدي ملابس مثيرة.

واتهم الناشط الإسلامي ومؤسس اتحاد شباب السلف أحمد يوسف، حزب الحرية والعدالة بمحاولة إثبات انفتاحه على العلمانيين في مصر والغرب وأمريكا على حساب دينهم.


دعم السلفيين

من جانبه طلب النائب الأول لمرشد جماعة الإخوان المسلمين محمد خيرت الشاطر عقد اجتماع طارئ للهيئة الشرعية للحقوق والإصلاح، التي تضم الإخوان والسلفيين وبعض الأزهريين، وانعقد منذ يومين .

وطالب الشاطر خلال الاجتماع بدعم السلفيين لرغبته بحشد جماهيري في الميادين يوم الجمعة القادم، رداً على المعارضة، وقد قوبلت دعوته برفض واضح من قبل شيوخ السلفيين المتخوفين من وصول الأمور الى طريق مسدود يعيد الجيش إلى الحكم.

والى ذلك فقد أجل مجلس شورى الإخوان البت في دعوة الشاطر إلى اجتماع اليوم الأربعاء في ظل انقسام حاد في صفوف مكتب الإرشاد، حيث يرى بعضهم أهمية التعاطي المرن مع مطالب المعارضة، فيما يرى الشاطر ومجموعته العكس ويطالبون ب "تسليح نيراني للداخلية حتى يمكنها فض المظاهرات واعتقال قادة المعارضة".

البدايات الأولى

ولم يكن الدعاة السلفيون في بدايات نشأتهم الأولى بعيدين عن حركة الإخوان المسلمين فكريًا ولا تنظيميًا، إذ نشأ بعضهم في بيوت إخوانية، كالشيخ ياسر برهامي نائب رئيس الدعوة السلفية الذي اعتقل والده وعمه من بين من اعتقلوا من الإخوان خلال الحقبة الناصرية، بينما عمل البعض الآخر من السلفيين بين صفوف حركة الإخوان في أول حياتهم. لكن مع تأسيس جماعتهم بالإسكندرية في سبعينيات القرن الماضي في الوقت الذي كانت فيه معظم قيادات الإخوان في السجون رفض السلفيون العمل ضمن جماعة الإخوان، وأختاروا مواصلة تأسيس جماعتهم إنطلاقا من المنهج السلفي الذي يهتم بالعقيدة ويحارب البدع.

وقد وقعت بناء على ذلك صدامات بين الطلاب السلفيين والإخوان داخل جامعة الإسكندرية (عام 1980)، إذ كان طلاب الإخوان ما زالوا يعملون ضمن تيار الجماعة الإسلامية الطلابي الذي هم السلفيون بالخروج منه بسبب هيمنة الإخوان عليه.

وبالرغم من هذه البداية التي شهدت ما يشبه صراع الوجود بين السلفيين والإخوان إلا أن الباحث في المواقف والتوجهات يمكن أن يلحظ بسهولة هذه المساحة الكبيرة من المشترك بينهما.

إذ تنم كتابات عدد كبير من رموز السلفية عن تقدير عال لتاريخ وجهود مؤسس حركة الإخوان الشيخ حسن البنا، ولا يكاد يذكره أحدهم في ندوة أو خطبة أو مقال إلا ويتبع ذلك بالترحم عليه والدعاء له "رزقه الله منازل الشهداء".

ويفرق السلفيون بين مختلف القوى السياسية في مصر حسب قربها وبعدها من قبول المشروع الإسلامي. فيدرك المتابع لأدبيات السلفيين وضعهم جمع كبير من رافضي الأطروحات الإسلامية في سلة واحدة من (اليسار، والليبراليين، والعلمانيين، والمتشددين من الأقباط) فهؤلاء عادوا السلفيين على طول الخط ، وساهموا بقدر كبير في تشويه توجهاتهم ثقافيا وإعلاميا وسياسيا. يقول سيد عبد الهادي، وهو أحد كتاب السلفيين: "فالأعداء الحقيقيون هم مَن يسعى إلى علمنة مصر أو تنصيرها".

لكن الأمر يختلف كثيرا عند النظر إلى المنتمين للحركة الإسلامية، إذ تنم كافة تصريحات السلفيين وكتاباتهم عن رغبة كبيرة في التفاهم مع العاملين بالحقل الإسلامي، ففي مقال له بعنوان "نحب كل المسلمين ولو اختلفنا معهم" يقول الشيخ ياسر برهامي: "لا شك أننا نختلف فهذه سنة الله الكونية، ولا يلزم من ذلك أن نكون أعداءً لبعضنا، فنحن حين نختلف مع غيرنا من الاتجاهات الإسلامية لا ننسى أصل الولاء على دين الله". يضيف: وإذا تكلمنا عن مخالفات بعض الاتجاهات الإسلامية "لا نتكلم من باب العداء لهم والحض على هدمهم بل نتكلم من باب النصح للمسلمين والحرص على مصلحتهم في دينهم ودنياهم".

فيتأكد مما سبق حرص السلفيين على ديمومة العلاقة على أسس إسلامية بينهم وبين جماعات العمل الإسلامي، للوصول إلى حالة من التحاور والتوافق، وألا يخرج الاختلاف والتناصح فيما بينهم عن إطاره، مقرين بهذا التنوع الحاصل في البيت الإسلامي، بل ويعدونه تنوعا ايجابيا باعتبار أن كل جماعة من الجماعات تقف على ثغرة من الثغور.

ما بعد الثورة

وفي أعقاب ثورة ال 25 من يناير وما حققته من انفتاح على الممارسة السياسية، بات الأمر مختلفا أمام الجماعات الإسلامية، فأصبحنا أمام أحزاب سياسية يُفترض أن تكون مختلفة البرامج، ومتنافسة فيما بينها على الأرض، فضلا عن الآراء والمواقف التي تتباين حيال كل حدث، وأمام كل جديد، وعند كل استحقاق سياسي.. لكن الإسلاميين يقولون أنه ليس لديهم الاستعداد لأن يتنازلوا عن مبادئهم الدينية، وأن يتصارعوا من أجل السياسة، خاصة وأنهم لا يؤمنون بفكرة المعارضة من أجل المعارضة التي يعرفها النظام الديمقراطي.

ولذلك زادت الدعوات التي تحث على الوحدة وطرح الخلاف، والنظر إلى مساحة المشترك، وأيضا تلك التي تنادي بممارسة سياسية غير بعيدة عن روح الإسلام ومبادئه. وتبنى عدد من الرموز والقيادات الدعوية فكرة توحيد الجهود، وكان على رأس هؤلاء الشيخ محمد حسان، والشيخ محمد عبد المقصود، والشيخ أحمد النقيب، والدكتور صفوت حجازي، والدكتور محمد يسري إبراهيم، والقياديين عبود وطارق الزمر، والدكتور عبد الرحمن البر، وغيرهم الكثير من كافة ألوان الطيف الإسلامي.

وقد تجلت نتيجة لذلك حالة توافقية بين الإسلاميين تجاه الكثير من القضايا والأحداث، كما رأينا إزاء: الاستفتاء على التعديلات الدستورية، والحفاظ على المادة الثانية من الدستور، ومعركة هوية مصر الإسلامية، والموقف من الدعوة لتأجيل الانتخابات ووضع الدستور أولا، ومليونية ال 29 من يوليو 2011، والموقف من المبادئ فوق الدستورية، والموقف من مميزات الجيش في الدستور، والتحفظات على وثيقة الأزهر مع قبولها مبدئيا، وغيرها من المواقف الكثيرة.

لكن في الانتخابات البرلمانية الأولى بعد الثورة لم يوفق الإسلاميون في تشكيل تحالف انتخابي واحد يجمع أحزابهم، بعدما اختار "الحرية والعدالة" تشكيل التحالف الديمقراطي مع عدد من القوى والأحزاب غير الإسلامية، وخاض السلفيون الانتخابات من خلال "تحالف من أجل مصر" وهو التحالف المكون من أحزاب (النور، والأصالة، والبناء والتنمية، والإصلاح "تحت التأسيس") .

لكن بالرغم من ذلك خرجت تصريحات من الجانبين ترغب في اتفاق بين "الدعوة السلفية" "وجماعة الإخوان" على التزام الآداب الإسلامية في المنافسة الانتخابية، بحيث يكون تنافسا شريفا، وهو ما صرح به الشيخ ياسر برهامي، قائلا: نحن جميعا يحكمنا شرع الله سبحانه وتعالى، والمفروض أن الأمر بيننا يبنى على قوله صلى الله عليه وسلم: "كل المسلم على المسلم حرام دمه وماله وعرضه". وأضاف: هذا نقوله للإخوة عندنا حتى لو لم يلتزم به الإخوان.

وأردف "الحقيقة إننا نلوم جبهة الإنقاذ وغيرهم من المعارضين في أنهم بعد الاتفاق على العمل وفق آليات الديمقراطية يحيدون عن الصواب ويحتكمون مرة أخرى للشارع المصري ويتم وقف أبواب التنمية الاقتصادية أو يحاولون إرغام الرئاسة وأنا أرى أن ذلك اختراقا لقواعد اللعبة السياسية".


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.