بعد ساعات قليلة من الإعلان عن نتائج الاستفتاء على الدستور، باتت التحالفات الحزبية، هى الشغل الشاغل للجميع، استعداداً للمعركة البرلمانية المقبلة، وأصبح السؤال الملح على الجميع: «هل يظل حلفاء الأمس على حالهم أم سيكونون هم أنفسهم أعداء اليوم»؟ تحالف حزب «الوسط» مع حزب «الحرية والعدالة»، أول التحالفات المتوقعة قريباً، والتى أثير الجدل بشأنها، فحزب «الوسط» كان من أبرز منافسى «الحرية والعدالة» فى الانتخابات البرلمانية السابقة، خاصة أن كليهما مرجعيته إسلامية. حزب «الكرامة» تنطبق عليه مقولة «صديق الأمس تحول إلى عدو اليوم»، حيث قرر الانضمام إلى «جبهة الإنقاذ الوطنى»، بعد أن كان شريكاً داعماً لحزب «الحرية والعدالة»، فى التحالف الذى عرف ب«التحالف الديمقراطى المصرى». الأمر الذى تكرر مع حزب «غد الثورة»، فقد كان شريكاً أيضاًً فى نفس التحالف، والآن أعلن موقفه الرسمى برفض أى تأييد لحزب «الحرية والعدالة»، مؤكداً أنه مستعد لأى حوار يتم دعوته إليه مع «جبهة الإنقاذ الوطنى». كما أن انضمام حزب «الوفد» ل«جبهة الإنقاذ الوطنى» مؤخراً، جعل الجميع يتساءلون عن مدى توتر العلاقة بينه وبين حزب «الحرية والعدالة»، بعد أن كان عضواً سابقاً فى «التحالف الديمقراطى» وانسحب منه فى آخر لحظة. بهذا يكون حزب «الحرية والعدالة»، خسر أكثر من حليف له فى السابق، بينما انضم إليه بعض الحلفاء الجدد، المنتمين للتيار الدينى، مثل حزب «الأصالة»، الذى كان حليفاً داعماً لحزب «النور» السلفى، داخل تحالف «الكتلة الإسلامية». أما الاستقالات الواسعة لعدد من قيادات حزب «النور»، والحديث عن تحالف رئيسه المستقيل الدكتور عماد عبدالغفور، مع الشيخ حازم صلاح أبوإسماعيل، لتشكيل حزب سياسى، فستخلق منافساً شرساً لحزب الأول «الحرية والعدالة» الفترة المقبلة. على الجانب الآخر، فإن التيارات الليبرالية التى كانت تنافس بعضها البعض فى الانتخابات البرلمانية السابقة، تحالف معظمها فى كيان واحد هو «جبهة الإنقاذ الوطنى» حيث انضمت إليها أحزاب «التجمع» و«الكرامة»، و«المصرى الديمقراطى» و«المصريين الأحرار». سعى الرئيس وحزب «الحرية والعدالة» لتحقيق مصالح جماعة «الإخوان المسلمين»، وراء تحالفات اليوم فى رأى الدكتور عماد جاد، نائب مدير مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية، فالسياسة التى يتبعها الإخوان للسيطرة الكاملة على السلطة، هى سبب رفض كافة الأحزاب المدنية والليبرالية والقوى الثورية التحالف مع الجماعة «مرسى لم يدرك أنه بهذا، قدم خدمة للقوى المدنية، التى تحالفت معاً لأول مرة منذ قيام الثورة». أما تحالفات التيار الإسلامى، فاعتبر «جاد» أن سببها تلاعب سياسات «الحرية والعدالة» بالقوى السياسية.