قالت الباحثة الفرنسية في شئون الشرق الأوسط "ستيفن لاكروا" في حوار لها مع صحيفة "سلات أفريك" المتخصصة في الشئون الإفريقية إن الإخوان استطاعوا السيطرة على تظاهرات أمس رغم العدد الهائل عن طريق عدم السماح للموالين للجماعة بالاشتباك مع المتظاهرين. وأوضحت "لاكروا" أن الإخوان المسلمين عملوا على التحكم في الموالين لهم، مضيفة أن ما حدث أمس نتج عن مدى تقدير الإخوان المسلمين للخطر الذي من الممكن أن يحدث إذا وقعت اشتباكات في الشارع. وأضافت "لا كروا" أن الرئيس مرسي فقد دعم الشرطة التي لم تتدخل خلال الفترة الأخيرة لمنع الاشتباكات، ولكن هذا لا يمنع إذا تفاقم الأمر أن يستدعي الرئيس مؤيديه للدفاع عنه كما حدث في نوفمبر 2012، مشيرة إلى أن المشكلة الكبرى تكمن في الأساس في معسكر الرئيس مرسي. كما بينت الباحثة أن الإخوان المسلمين ارتكبوا نفس الخطأ الذي ارتكبه النظام السابق، وهو عدم الوضع في الاعتبار دور الحركات الاجتماعية مثل حركة تمرد، موضحة أن مبارك لم يضع في اهتمامه الحركات الاجتماعية مثل " حركة 6 إبريل " و" كلنا خالد سعيد" التي أدت إلى سقوطه، في ثورة يناير . وأشارت "لا كروا " إلى أن الإخوان هم من تسببوا في أن تقبل المعارضة الفلول إلى جانبها، فمنذ بضعة أشهر، لم نكن نسمع عن تظاهرات مناهضة للقوى الإسلامية، حيث كانت المعارضة كانت موجهة ضد عودة النظام السابق، حتى إن هذه المعارضة هي من وقفت إلى جانب الإخوان المسلمين في الانتخابات الرئاسية السابقة، موضحة أن الانحرافات التي ارتكبها الإخوان المسلمون بدأ من الإعلان الدستوري ثم إقرار الدستور، بدأ اهتمام المعارضة يتجه من معارضة الفلول إلى معارضة السلطة التي تفرض عليهم قوانينها. وتابعت الباحثة أن الإخوان يتهمون المعارضة بوضع يدهم في يد الفلول، رغم أن الإخوان هم من مدوا أيديهم أيضا لهؤلاء الفلول ورجال أعمال النظام السابق عن طريق التنازل عن جزء من أموالهم مقابل إسقاط الإحكام المفروضة ضدهم. واختتمت الباحثة بالقول إن المعارضة كلها ليست فلولا كما ذكر الرئيس مرسي خلال الخطاب الأخير، فعدد المتظاهرين الذي نزلوا أمس يظهر أن هناك معارضة حقيقية لحكمهم، وليس مجرد فلول يريدون الاستيلاء على الحكم مرة أخرى.