أوضح المدير المساعد لصحيفة "لوموند ديبلوماتيك" "ألان جريش" في حوار له مع القناة الفرنسية "تي في سانك" أن تظاهرات 30 يونية لن تقلب نظام الحكم في مصر كما يأمل الكثيرون من هذا الشعب. وأضاف "ألان جريش"أن الرئيس محمد رسي فقد جزءا كبيرا من ثقله ومن شعبيته منذ الانتخابات الرئاسية الماضية، كما أن تراجع شعبية الإخوان المسلمين أثر عليه أيضا بالسلب، مشيرا إلى أن المشكلة الكبرى ربما تحدث إذا وقعت اشتباكات عنيفة، وتدخل الجيش واستولى على السلطة. وتوقع "ألان جريش" أن يحدث اشتباكات وتصعيد خلال هذه التظاهرات خاصة وأن المجتمع المصري صار منقسما بعمق بين الإخوان المسلمين وقوى المعارضة. وأضاف الباحث أن حركة الإخوان المسلمين على الرغم من فقدها السرعة في التصرف إلا أنها تمتك الشخصيات الموالية لها والتي تحتشد وراءها في كل مكان، على عكس المعارضة المصرية التي تضم رموزا من النظام السابق ويساريين بالإضافة إلى الشباب الثوري. وألقى الباحث الفرنسي اللوم فيما يحدث في مصر على الإخوان المسلمين لعدم سعيهم الحثيث في خلق حوار مع قوى المعارضة، مشيراً إلى أن الإخوان يفتقدون وعي التفاهم مع المعارضة، فكلا الطرفين يرفض شرعية الآخر، بل وينكر وجوده، موضحا أنه مهما يكون هذا الصراع فإن الشعب المصري هو الذي يمثل القوة السياسية وهو من سيختار الأيدولوجية التي يرغب فيها. ومن جانب آخر، أوضح "ألان جريش" أن التظاهرات لن تنتهي إذا لم يتم اتفاق جميع القوى الحالية، مشيرا إلى أن الطريق الوحيد للخروج من هذه الأزمة هو قيام جميع القوى السياسية بالاتفاق على تسوية بينها، ووضع قواعد المسيرة السياسية للبلاد بدءا من قوانين الانتخابات وحرية الصحافة والمؤسسة القضائية، والاتحاد لحل المشاكل الاقتصادية التي تعصف بالبلاد. واختتم الباحث الفرنسي أن الفشل الأكبر في بلاد النيل يكمن في أنه بعد مرور عامين ونصف على سقوط مبارك ولا زالت تعاني من أزمة عدم استقرار في جميع الجوانب.