عانق المنتخب المغربى المجد وشرف الكرة الإفريقية والعربية بعدما نجح فى حصد لقب كأس العالم والشباب عن جدارة واستحقاق بعدما تغلب فى المباراة النهائية على البطل التاريخى للمسابقة منتخب الأرجنتين بثنائية نظيفة حملت توقيع هدّافه القاتل ياسر الزبيرى جوهرة الكرة المغربية الجديد. وبات المنتخب المغربى أول منتخب عربى يفوز بلقب كأس العالم للشباب، وثانى منتخب إفريقى منذ حقق هذا الإنجاز منتخب غانا عام 2009. وسهرت الجماهير المغربية أمس حتى الصباح فى الدار البيضاء ووجدة وطنجة وفاس وكل أرجاء المغرب لتتابع شبابها فى تشيلى وهم يرسمون الحلم بالعرق والدموع ويجبرون العالم كله على الانبهار بهذا الجيل الجديد من أسود الأطلس العربى. وعقب نهاية المباراة اشتعلت الأفراح فى شوارع المغرب ليس بحصد الكأس فقط، وإنما بميلاد فكرة أن الأحلام الكبيرة يمكن تحقيقها بشرط الإيمان بنفسك والعمل الجاد والدؤوب والتخطيط السليم من أجل تحقيقها. ولم تتوقف الأفراح على مدن المغرب بل اشتعلت فى أنحاء كثيرة من العالم خاصة فى باريس وفى قلب عاصمة تشيلى سانتياجو التى كانت عقب المباراة أشبه بمدينة مغربية تكسوها الأفراح، واحتفل بها مئات المغاربة والعرب بفوز «أسود الأطلس». وجاءت الجوائز الفردية لتكرس التفوق المغربى فى مونديال تشيلى بعدما نال عثمان معما جائزة أفضل لاعب فى البطولة وزميله ياسين الزبيرى جائزة ثانى أفضل لاعب، بينما ذهبت جائزة أفضل حارس إلى الأرجنتينى سانتينو باربى. أما سباق الهدّافين فتقاسمه ثلاثة لاعبين برصيد 5 أهداف، وهم: بنيامين كريماسكى ونيسر فياريال ولوكاس ميشال، لكن قواعد الفيفا حسمت الجائزة لصالح بنيامين كريماسكى وتوّج بالحذاء الذهبى، بفضل تفوّقه فى عدد التمريرات الحاسمة. وتغنت الصحف المغربية والعالمية الصادرة أمس بإنجاز أسود الأطلس الشباب، وكاشفة عن مكافآت استثنائية مرتقبة من الجامعة المغربية للاعبين والجهاز الفنى بعد الإنجاز العالمى التاريخى. ووصف موقع «360 سبورت» المغربى الإنجاز بأنه مفاجأة من العيار الثقيل، بينما كتب موقع البطولة المغربى أن الفيفا، يعتبر إنجاز المغرب الأول من نوعه منذ 42 عامًا، حيث لم يسبق لأى فريق أن هزم الأرجنتين فى نهائى البطولة منذ خسارتها أمام البرازيل عام 1983، وألقت صحيفة «هسبريس» الضوء على عريس النهائى اللاعب ياسر الزبيرى، الذى تألق بتسجيل هدفى المباراة النهائية فى الأرجنتين، ووصفت التتويج بأنه تاريخى ولحظة مجد للكرة المغربية. وأكدت شبكة «إسبن» الأمريكية أن المغرب فاجأ الأرجنتين ليحصد البطولة العالمية الأولى فى تاريخه. وسيطرت الفرحة على لاعبى المغرب وجهازهم الفنى عقب نهاية المباراة، وقال ياسر الزبيرى: «كنت أود أن يكون والداى هنا، لكن ظروفهما الصحية منعتهما، أهدى لهما الكأس، وأقول للجماهير المغربية: لقد وعدناكم بالعودة بالكأس، وها هو بين أيدينا». فيما قال المدرب المتميز للأسود محمد وهبى بعد المباراة بهدوء: «ما تحقق اليوم يتجاوز كرة القدم، أردنا أن نكسر الحاجز الزجاجى، وأن نثبت أن الشاب المغربى حين يؤمن بنفسه، يستطيع أن يغير مصيره». وتابع: «هذا الإنجاز هو حلم وطنى بدأ قبل سنوات فى أكاديمية محمد السادس، حيث تنمو المواهب المغربية بهدوء، وتُصقل كالجواهر». وقال الحارس عبد الحكيم المصباحى، بطل نصف النهائى: «فرحة لا توصف، نهدى اللقب للشعب المغربى الذى سافر معنا فى قلوبنا، هذه بداية فقط»، وأضاف زميله عثمان معما أفضل لاعب فى البطولة: «قدمنا كل ما لدينا، أردنا أن نُسعد المغرب». فى المقابل، سيطرت الصدمة على لاعبى وجماهير الأرجنتين بعدما كانوا على بعد خطوة واحدة من اللقب السابع فى البطولة، واعترف دييجو بلاسينتى المدير الفنى لمنتخب راقصى التانجو بتفوق أسود أطلس، قائلًا: «فقدنا أعصابنا بعد الهدف الأول، المنتخب المغربى كان منظما، صلبا، يلعب بعقل وهدوء لا يُصدق، وجدنا صعوبة كبيرة فى اختراق الدفاع المغربى».