أثار تأخر التشكيل الوزاري برئاسة الدكتور حازم الببلاوي حالة من القلق والتساؤل، خاصة بين أعضاء هيئات التدريس فيما يخص وزارة التعليم العالي، وبعد تسريبات عن بعض الأسماء وتداولها أعضاء التدريس عبر صفحاتهم على مواقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك وتويتر". وكان من بين الأسماء المقترحة لتولى الحقيبة الوزارية، التي تم طرحها أمس هو دكتور عمرو الشوبكي، فتم إطلاق استطلاع للرأي عبر أحد الصفحات الخاصة بأعضاء التدريس عن اسم "الشوبكي" ومدى قبوله كوزير للتعليم العالي، وجاءت النتائج عن موافقة ثلاثة فقط مقابل رفض 167 عضو تدريس؛ لتوليه المنصب أي ما يعادل 99%. وقال دكتور محمد كمال، عضو هيئة تدريس بجامعة بني سويف وعضو اللجنة التنفيذية لمؤتمر 31 مارس، إن دكتور عمرو الشوبكى، أحد الأسماء التى تم تسريبها بالأمس لا يعلم طبيعة ومشكلات الوزارة، ولا هو من العاملين في الجامعات كي يعرف أزمات أعضاء التدريس الأخيرة. وأضاف "كمال": لا يهمني أسماء ولكن ما يهم هو مواصفات الشخص الذي سيتولى المنصب، وإذا كانت حكومة انتقاليه أو لتسيير الأعمال لابد أن يكون الوزير على دراية بمشكلات وزارته، أما إذا كانت حكومة تكنوقراط لابد أن يكون الوزير متخصص في الوزارة، وفي الحالتين "الشوبكي" لا يعلم طبيعة ومشكلات الوزارة ولا هو من العاملين في الجامعات. وتابع: "لم نتخلص من الوزراء رجال الأعمال، ممن ضيعوا الجامعات، بدءا من هاني هلال حتي مصطفي مسعد، ليصل بنا الأمر للوزراء الجهلة بالوزارة مثل "الشوبكي" مرشحهم"، مضيفاً أن الجامعات بها 70 ألف عضو تدريس بها من يصلح لهذا المنصب، نطلب وزيراً يكون عضو هيئة تدريس من خارج جامعات القاهرة الكبري، وليس تخصص طب أو هندسة؛ لأن هذه الجامعات وهذين التخصصين هما من سيطر على التعليم العالي طوال عقود، ولم نجن منهم أي مكسب بل الخسارة والضياع المستمر، والمطلوب وزير من الجامعات الإقليمية، عاش حياته في الجامعة ليس لديه أي عمل خاص يشغله عن الجامعة. وطرح "كمال" عدداً من الأسماء بين أعضاء التدريس، ممن يصلحون لهذا المنصب مثل "دكتور أحمد دراج، دكتور شعبان عبد العليم، رئيس لجنة التعليم بالشعب" رغم أنه محسوب على التيار الديني السلفي "حزب النور" ولكن كانت له مواقف مشرفة أثناء مناقشة مشروع قانون تنظيم الجامعات ورفض تمريره. كما أكد دكتور عبد الله سرور، وكيل مؤسسي نقابة علماء مصر أن أساتذة الجامعات يرفضون التسريبات المجهولة عن ترشيحات لوزارة التعليم العالي من غير أساتذة الجامعات، قائلاً "هذه التسريبات لا تصدر إلا عن أشخاص يجهلون حقائق الواقع المعاش، فالجامعات غنية بأبنائها وثرية بقدراتها على فعل المستحيل. وأضاف أن نقابة علماء مصر لأعضاء هيئة التدريس بالجامعات والمعاهد ومراكز البحوث "تحت التأسيس" أصدرت اليوم بياناً أعربت فيه عن قلقها تجاه ما يحدث على الساحة السياسية المصرية تجاه تحركات مشبوهة وتصريحات عبثية تجاوزت حد الهزل السخيف سواء بشان أدوار لأطراف تفتقد الشرعية والشعبية، أو بشأن تصريحات وصفها بالبلهاء عن مصالحات وتعيينات وزارية، أو بشأن أسماء تفكر أو تتعفف عن قبول مناصب وزارية، أو بشأن اختيارات أشخاص لمناصب عليا بالمخالفة للعقل والمنطق. وأشار أن النقابة تؤكد على عدد من الحقائق المهمة، خاصة أن ملايين المصريين خرجوا في الثلاثين من يونيو؛ استجابة لدعوة "تمرد" لإسقاط النظام الفاشي وإجراء انتخابات رئاسية مبكرة، وطبيعي أن يستتبع ذلك فترة انتقالية تديرها حكومة كفاءات؛ لوقف التدهور العام أمنيا واقتصاديا، ولا شيء غير ذلك، وبالتالي ليس أحد مفوضا أن يتحدث بغير ذلك باسم الشعب الذي يتمسك بحقه في أن يراقب ويتابع ويوجه ويقبل ويرفض. وأوضح "سرور" أن الأداء السياسي الرئاسي يبدو متردداً وعاجزاً عن حسم كثير من الأمور العاجلة، كما يبدو حائراً ومتخبطاً في اختياراته، وغافلاً عن حقيقة أن الشعب هو الذي تقدم فأسقط النظام ولم تفعل ذلك الأحزاب السياسية ولا النخبة ولا تجمع، وكان من نتيجة هذا الأداء السياسي الكسيح أن بدأت تتفاقم مشكلات داخلية ومواقف دولية ما كان أغنانا عنها لو لم يكن الأداء السياسي على هذا النحو البائس.