ذكر مهدي تاج، باحث في شئون الساحل الإفريقي، أن منطقة الساحل الإفريقي أضحت منطقة استراتيجية بل ومحور الصراع بين عديد من القوى المختلفة سواء في هذه المنطقة أوخارجها، خاصة فرنسا التي شنت عملية عسكرية في المنطقة بحجة محاربة الإرهاب على الرغم من أنها تعرض عليهم السلاح في سوريا، وذلك في مقال له في صحيفة " لو بلوس" الفرنسية. ويرى تاج أن منطقة الساحل الإفريقي هى أيضا محط أطماع الجزائر، مشيرا أن الجزائر تحاول أن تلعب دورين في قضية الساحل الإفريقي، دور يدعم العملية العسكرية في مالي، ودور آخر نتج بعد أزمة عين أميناس التي أيقظت اهتمام السلطات الجزائرية بهذه المنطقة الاستراتيجية. وفي نفس السياق، يشير مهدي تاج إلى أن الجزائر والمغرب وأيضا ليبيا يحاولون خلق ذراع دبلوماسية وعسكرية بل ومخابراتية في هذه المنطقة، ونتيجة لذلك، فإن المنافسة بين هؤلاء الدول أصبحت على أشدها، فكل منهم يحاول أن يحصل على الزعامة في منطقة الساحل الحساسة، لذلك فالسعي المبرمج للجزائر من أجل"مسح" الدور الليبي في منطقة الساحل يكشف مطامع الجزائر. ولفت تاج إلى أن الجماعات الإسلامية المتشددة داخل الجزائر تنفذ سياسات السلطة الجزائرية، بل وهناك جزء من المقاتلين المسلمين يتعاون مع المعارضة الجزائرية أيضا، وبذلك يفترض الباحث في شئون الساحل الإفريقي وجود تعاون بين السلطات الجزائرية و الجماعات الإسلامية في المغرب الإسلامي. ويبين مهدي تاج أن الصحف الجزائرية تركز على فكرة "الجزائر المستهدفة " من الربيع العربي من الشرق والشمال وبالأزمة المالية من الجنوب وبالخلاف المتصاعد بينها وبين المغرب، ونتيجة لهذه المخاطر، فإن السلطة الجزائرية لجأت إلى زيادة الميزانية العسكرية، محاولة أن تحقق وضعا إقليميا يجعلها في دورالزعامة. ومن جانب آخر يرى تاج، أن هناك جماعات داخل المجتمع الجزائري تتحالف مع بعض قوى الجماعات الإسلامية تحاول أن تنفذ أهدافها فيما يتعلق بالشأن المالي، حيث تحاول هذه الجماعات إضعاف الرئيس الجزائري بوتفليقة والزج بالجزائر داخل هذه القضية الشائكة، فقد انتقدت هذه الجماعات دورالرئيس الجزائري بوتفليقة تجاه العملية العسكرية في مالي، متهمينه بالتحالف مع قوى الاستعمار.