ذكرت صحيفة "الكفاح العربي" اللبنانية أن الثورات العربية قد نتج عنها كثير من المساوئ حيث إن العملية العسكرية على مالي وخطف الرهائن داخل منشأة الغاز في عين اميناس الجزائرية ما هي إلَّا ثمن الإطاحة بالنظامين الليبي والتونسي. حيث أكد روبرت مالي الباحث في شئون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا أن الأوضاع الراهنة تكشف الجوانب المظلمة في ثورات الربيع العربي. وأشارت الصحيفة نقلًا عن صحيفة التايم أن فرنسا لها دافعين كي تكون معنية بما يحدث في مالي، الأول: التاريخ، فلا شك أن تدخّل فرنسا في مالي ناتج عن رواسب استعمارية وهي معنية أكثر من غيرها في التدخل بشئون الدول الفرانكوفونية، وثانيًا: الخوف المهيمن على باريس من إمكانية تهديد الجهاديين الماليين لفرنسا، لا سيما أن أغلبية الإسلاميين هناك يتحدثون باللغة الفرنسية ولديهم العديد من الصلات والأقارب على الأراضي الفرنسية. كما أن "القاعدة" في المغرب العربي اعتبرت فرنسا الهدف الأول لعملياتها. وأوضحت صحيفة الكفاح العربي اللبنانية أن قطر تضع أقدامها جيدًا في مالي لاعتقادها بأن مالي القوة النفطية القادمة التي تحتاج بالتأكيد لمن يطور بنايتها التحتية الخاصة باستخراج النفط وتكريرة، لذلك تقوم بشراء الأراضي الزراعية الشاسعة وبناء المساجد. وهكذا تحاول قطر منذ أعوام قليلة زرع نفسها في مالي المضطربة، وتوثيق علاقاتها بالحكومة المالية والجماعات الإسلامية في وقت واحد، لاعبة دور الوسيط بينهما، حتى تصبح حليفة أي نظام سينتصر في النهاية، وتتحكم بسهوة في ثرواتها من النفط والذهب واليورانيوم. من جانب آخر، أصبح هناك شكوك داخل فرنسا نفسها فيما يتعلق بالشبهات حول رغبة قطر في التحكم وتملك باريس بعد قيامها بشراء مؤسسات استراتيجية داخل العاصمة الفرنسية، إلى جانب الشكوك حول قيام قطر بدعم الجماعات المسلحة في مالي. حيث صرحت رئيسة الجبهة الوطنية ماريان لوبا بأن قطر لها أهداف بعيدة في مالي تظهر من قيامها بدور الوسيط بين الحكومة والمتمردين، وبالتالي فان لها علاقات وطيدة بهذه الجماعات الإسلامية. وتدخل فرنسا في مالي لتقليل الوجود القطري ربما يشكل سببًا قويًّا، من وجهة نظر الصحيفة، خاصة أن شمال إفريقيا يمثل خطًّا أحمر بالنسبة لفرنسا، حيث تعتبر فرنسا اهتمام قطر بالساحل الإفريقي نوعًا من منافستها في مستعمراتها. فقد ذكرت الصحيفة الفرنسية "لو كنار انشيني" أن الاستخبارات الفرنسية كانت على علم بأن قطر تدعم الجماعات الإسلامية في مالي بالمال والسلاح، كما أضافت أن الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند قد طلب من الأمير القطري حمد بن خابفة وقف دعمه للجماعات المسلحة. وبذلك ترى الصحيفة أنه ربما يكون الدافع الرئيس في شن فرنسا عملية عسكرية في مالي هو إيقاف الدور الذي تحاول قطر أن تلعبه في هذه المنطقة الحساسة. حيث إن مالي، في نظر فرنسا، لها أهمية اقتصادية واستراتيجية تكمن في موقعها المتميز بجوار النيجر التي تحتوي على العديد من مناجم اليورانيوم بالإضافة إلى موريتانيا وساحل العاج والجزائر الغنية بالثروات النفطية والذهب. Comment *