سيداتى آنساتى سادتى، أهلاً ومرحباً بكم مرة جديدة من داخل كابينة تعليق استاد الانتخابات الرئاسية، لنستكمل التعليق والوصف التفصيلى للاعبى مباراة كرسى مصر الأولى بعد بطولة 25 يناير. نبدأ هذه المرة مع لاعب من الخط الخلفى لفريق المرشحين، وتحديداً من لاعب يعرفه كل جيل التسعينيات جيداً، مدافع صلب انتمى للزمالك، لكن جمهور الزمالك نفسه كان يخاف منه أكثر من خوفه من مهاجمى الفرق الأخرى، هو صاحب لقب أسرع لاعب يطرد من مباريات القمة، اسمه نبيل محمود، كان يتميز بطول فارع وبنية جسدية قوية، تشعر كأنه لاعب مهم وقوى، لكن بمجرد أن تبدأ المباراة، أى مباراة، تكتشف أنه كان من الأفضل –له ولنا وللعبة فى حد ذاتها- أن يلعب كرة سلة أو كرة يد، فوجوده فى ملعب الكرة ينتقص منه ويشوه الكرة ويصيب المتفرجين، خاصة أنصار فريقه بالعلل، وهو ما يذكرك بحالة الدكتور محمد سليم العوا فى ملعب الرئاسة. فى حين سيعتقد كثيرون خاصة من الذين لم يتبحروا فى كرة القدم، أو من تابعوها فى حمى كأس الأمم بالقاهرة والكئوس التى تلتها وفازت بها مصر، أنه محمد ناجى جدو المرشحين، نظراً لتمتع جدو بلقب أشهر بديل فى مصر، سيكتشف عشاق اللعبة ومريدوها القدامى أن الدكتور محمد مرسى الذى اشتهر بلقب "الاستبن" اقرب ما يكون لمهاجم الأهلى أسامة حسنى، الذى ظل لسنوات فى القائمة الحمراء، لكن مرات دخوله التشكيل الأساسى يمكن أن تعد على أصابع اليدين –والقدمين على أفضل تقدير- لندرتها، ثم تقفز لأذهانهم الفكرة التى كانت متداولة عنه أنه كان باقياً فى صفوف الأحمر بسبب قرابته لأشطر نجوم الأهلى محمود الخطيب، وأن حب الجماهير له لم يأت يوماً بسبب مهارة يعرفونها عنه، بقدر ما كان بسبب كونه "الشيخ أسامة" اللاعب البركة الذى ربما يحرز أهدافاً عندما ينزل الملعب، لكن أقوى إنجازانه كانت بعيدة تماماً عن ملاعب الكرة، لأنه كانت تسجيله القرآن الكريم بصوته، وربما كانت آمال "جماعة" مرسى المنعقدة عليه فى الانتخابات، تشبه آمال جوزيه فى أسامة عندما كان يضعه بديلاً لأى مهاجم ثم يدفع به فى اللحظات الأخيرة، وفى أوقات كافأه الشيخ أسامة بأهداف حاسمه "راجع هدفيه فى نهائى 4-3 أما الزمالك".. لكن تبقى أهم انجازات أسامة فى الملاعب أنه كان "لاعب خلوق" مما يذكرنى ب"أفضل برلمانى فى العالم" ضمن مرشحى رئاسة الجمهورية. كل من عايشوا منتخب 90 الشهير الذى غزا به الكابتن الجوهرى إيطاليا فى كأس العالم، سيتذكرون اسم هانى رمزى، مدافع شاب، له رؤية ويمتلك تحركات جيدة فى الملعب، يتميز بالجرأة والثقة فى النفس، ولكن تنقصه الخبرة بقدر ما فى ذلك الوقت، يلعب مع فريق به عدد من "أتقل" لاعبى مصر كروياً، يبرز وسطهم لصغر سنه واندفاعه وجوعه للكرة، وكل من عاصروا هذا الجيل وجدوا صعوبة فى رؤية هانى كلاعب ينتمى لفريق بعينه، على الرغم من أنه كان يلعب للأهلى، لكن احترافه السريع بعد ذلك جعله لاعب مصرى أقرب إلى أن يكون بدون تصنيف، واحترافه فى سن صغيرة مكنه من أن يكون واحد من أفضل لاعبى مصر بعد ذلك وأحد أهم أركان منتخبها فى البطولات التى تلت كأس العالم 90، ربما كان هذا ما يجمعه فى ذهنى بخالد على، الذى يراه كثيرين معى مستقبل منتخب مصر السياسى حين يعتزل اللاعبون الذين يتصدرون المشهد حالياً، خاصة وهو ينافسهم فى أوج مجدهم. لم تعرف ملاعب الكرة لاعباً مثله، خلوق، تكتيكى، مهم لكل المدربين، ركيزة أساسية، لكنه أبداً لم يكن نجماً جماهيرياً من الطراز الأول، قضى عمره فى الملاعب فى هدوء، وأنهاه بتميز، ولكن خطأه الوحيد كان كارتاً أحمر ناله فى آخر مبارياته مع الأهلى، وكان حسن سيرته كلاعب دافعاً لأن يطلب لاعبو الفريق وقتها أن يمحى هذا الكارت من مشواره الكروى، لأنه كان الكارت الأحمر الأول والأخير فى مشوار أسامة عرابى، لاعب خط الوسط الذى كان يُبنى عليه التشكيل رغم أن أحداً من المتفرجين لم يكن يراه لاعباً فذاً..هل أنا فقط من تذكرت المستشار هشام البسطويسى؟! كان بودى أن أكمل قائمة المرشحين، لكن حقيقة اكتشفت أنهم فى الملعب الرئاسى مثلهم مثل كثيرين مروا فى الملعب الكروى، مروا دون أثر يذكر، يمكنك أن ترى فيهم ومنهم إبراهيم سعيد أو حمادة شنح أو عفت نصار أو تامر بجاتو أو هشام عبد الرسول أو سامى قمصان أو حتى خالد الغندور، مهارات تفتقد لإنجازات حقيقية، ربما بطولة أو اثنتان على أقصى تقدير، ولكن.. دخلوا مثلما خرجوا، دون هتاف أو صور على حوائط غرف المراهقين أو المعجونين بالكرة، وهم كثيرون فى بر مصر. Comment *