تربع الصقر المصري علي القمة أخيرا وتوج مسيرته الاحترافية في عالم كرة القدم بالحصول علي لقب أفضل لاعب داخل القارة الأفريقية لعام 2010 ، ليكون اللاعب المصري الثانى الذي يحصل على هذا اللقب بعد أن سبقه محمد أبوتريكة لعام 2008 . أحمد حسن ابن مركز مغاغة أصبح الملك المتوج في القارة السمراء بعد منافسة كبيرة مع زميله محمد ناجي جدو . وكان لبطولة الأمم الأفريقية الأخيرة التي توج بها منتخب مصر السبب الأكبر في تتويج الصقر ليصعد علي منصة التتويج يعد حصوله علي لقب أفضل لاعب في البطولة. أما عن بدايات هذا النجم الكبير .. فكانت في المنيا .. حيث كان يلعب الطالب الأزهري لمركز شباب مغاغة قبل أن يدخل ناديي الأهلي وأسوان في سباق كبير للتعاقد معه ونجح مصطفي حمد رئيس نادي أسوان وقتها في التعاقد معه قبل موسم 93-94 وتم استقبال اللاعب بحفاوة بالغه ثم اكتشفه رمضان السيد الذي كان يدرب نادي أسوان في موسم 94- 95 وانضم للمنتخب الاوليمبي في عهد الروماني ستايكو ولكنه لم ينل فرصته الحقيقية إلا عندما تولي الهولندي رود كرول مهمه تدريبه .. في الموسم التالي انتقل إلي النادي الإسماعيلي في أهم محطة كروية في تاريخه وفي أول مبارياته مع الدراويش ساهم في فوز غالي علي الترجي في إستاد المنزه بهدف مجدي الصياد وكان يتولي تدريب الفريق وقتها أسامه خليل ليصل الاسماعيلي للدور نصف النهائي للبطولة الأفريقية و ساهم الصقر بعد ذلك في حصول الدراويش علي كأس مصر 96-97 مع زملائه حمزة الجمل و أبو جريشة و أحمد العجوز و بشير عبد الصمد . ولن ينسى الجمهور المصري المباراة التاريخية مع جنوب أفريقيا في نهائي كأس الأمم الأفريقية ببوركينا فاسو 98 ، التي لعب فيها حسن فيها دورا رئيسيا في فوز الفراعنة و رجوعه القاهرة بكأس أفريقيا للمرة الرابعة بعد أن إحرازه الهدف الأول في هذه المباراة بعد بدايتها بثلاث دقائق و كان هذا الهدف هو الأهم في تاريخ حسن مع المنتخب المصري .. هذا الهدف أثار الكثير من الجدل بسبب حركة الكرة الغريبة بعد تسديدها ، و بعد 7 سنوات ، أراد الصقر تأكيد أن هذا الهدف ماركة مسجلة له .. فأحرز بنفس الطريقة في مباراة ليبيا التي انتهت بفوز كبير للفراعنة 4/1 . الصقر المصري شد انتباه كل سماسرة اللعبة في بطولة الأمم الأفريقية 98.. فانتقل إلى نادي دينزلى و تألق احمد حسن مع الفراعنة في كأس القارات 99 وأحرز هدفا في شباك المكسيك التي فازت بالبطولة فيما بعد .. فشد حسن انتباه الأندية التركية وانتقال سنة 2000الى نادي جينشلر بيرليجي الذي كان يدربه الخبير التركي ارسول يانال الذي قام باكتشاف مواهبه كلاعب وسط مهاجم بعد أن كان لاعبا بالجناح الأيمن و هو ما أهله للحصول على افضل لاعب هداف فى تركيا سنة 2002/2003 . وحقق حسن نجاح باهرا مع جينشلر مما أهله للعب لفريق اقوى و أكثر شعبية و هو بيشكتاش او كما يلقبونه في تركيا (الصقور) . و في هذا النادي الكبير تدرب تحت مجموعة من أشهر المديرين الفنيين في العالم منهم ديل بوسكي الأسباني مدرب ريال مدريد السابق والمدير الفني الحالي للمنتخب الأسباني بطل العالم . وواصل الصقر تألقه مع بيشكتاش وأصبح هدافهم الأول مما دفع الأندية الكبرى في أوروبا للسعى للتعاقد معه ونجح نادي أندرلخت البلجيكي في التعاقد معه في صيف 2005 ليواصل تألقه في أوروبا ليحصد بطولة الدوري البلجيكي موسم 2005-2006 وبطولة السوبر في 2006 ، ثم كاس بلجيكا 2008 . ليعود بعدها إلى الدوري المصري ويختار النادي الأهلي وكانت أولى مبارياته مع الشياطين الحمر أمام الزمالك في بطولة دوري أبطال أفريقيا واعتمد نفسه عند الجماهير بتسجيل هدفا في الشباك البيضاء. وتوج الصقر مع الأهلي ببطولتين للدوري موسمي 2008-2009 و2009 -2010 ودوري أبطال أفريقيا 2008 وشارك معه في بطولة كأس العالم للأندية ، وعلى الرغم من ابتعاده عن الملاعب منذ فترة طويلة إلا أن مسئولي النادي الأهلي يدركون حجم وقيمة حسن وهناك محاولات مكثفة معه الآن لتجديد عقده الذي ينتهي بنهاية الموسم الحالي . أما عن مشواره مع المنتخب الوطني فهو بكل تأكيد حافل بالإنجازات حيث لم يختفي الصقر عن المنتخب الأول منذ أول انضمامه إلا لظروف الإصابة. وحقق مع الفراعنة بطولة كأس الأمم الأفريقية 4 مرات أولها كان في 1998 وكان له الدور المؤثر بإحرازه الهدف الأول في المباراة النهائية ، ثم بطولة 2006 بالقاهرة وحصل وقتها على لقب أحسن لاعب ، ثم بطولة 2008 في غانا والتي حمل في الكأس الأفريقية لأول مرة ، وجاءت بطولة 2010 مطلع هذا العام ليقدم فيها أفضل مستوي ويحمل الكأس الغالية ويحصد لقب أفضل لاعب في البطولة بعد أن أجمع كل الخبراء على دوره المؤثر في الملعب مع الفراعنة . أحمد حسن يقترب من أن يصبح عميد لاعبي العالم حيث أنه على بعد 6 مباريات فقط لمعادلة رقم السعودي محمد الدعيع حيث لعب الصقر 175 مباراة دولية كان أخرها أمام منتخب سيراليون في سبتمبر الماضي والتي أصيب خلالها بقطع في الرباط الصليبي ، ولكنه أكد أنه قادر على مواصلة المشوار في الملاعب . الصقر لم تقتصر شعبيته على الوسط الرياضي فقط وإنما يلقى تأييدا كبيرا ويتمتع بشعبية جارف في بلده مما جعل أهل مركز مغاغة يطالبونه بالترشح في انتخابات مجلس الشعب الأخيرة ولكنه اعتذر بأدبه الجم وقال أنها خطوة مؤجلة ، ولكنه حريص على خدمة أهل بلدته عن طريق إنشاء الجمعيات الخيرية وتكريم المتفوقين وحفظة القرآن الكريم . وكان تتويجه مساء الاثنين 20 ديسمبر خير تكريم للاعب أعطى ومازال يعطى لفريق ومنتخبه الوطني ، بكل روح رياضية مع منافسيه ، ولم ينس لحظة تتويجه أن كرة القدم لعبة جماعية وأن ما حققه ليس مجهوده وحده وإنما مجهود الجميع .