بثىنة كامل أثناء حوارها مع »الأخبار« شباب الثورة يؤيدونني لأنني كنت معهم منذ اليوم الأول وأتمني تأييد منظمات حقوق المرأة لتحقيق مبدأ المساواة المنافسة في انتخابات الرئاسة لن تكون عادلة بسبب المادة » 82«! الخوف مرض والثورة هزمته .. وحياتي ليست أغلي من حياة شباب الشهداء بعض الموظفين بمكاتب الشهر العقاري ينصحون المواطنين بعدم عمل توكيلات لي الإعلامية بثينة كامل من أوائل الشخصيات التي أعلنت خوضها منافسة الترشح لرئاسة الجمهورية منذ أبريل من العام الماضي، وكانت السيدة الوحيدة بين المرشحين المحتملين للرئاسة، ومع فتح باب سحب أوراق الترشح أقدمت بعض السيدات علي نفس الخطوة وسط تشجيع البعض وتعجب واستنكار البعض الآخر حتي إن بعض موظفي الشهر العقاري نصحوا المواطنين الذين ذهبوا لتأييد ترشيح بثينة كامل بعدم ترشيحها لأن رئيس مصر القادم يجب أن يكون رجلا! فتجاوزوا مهام وظائفهم وتدخلوا في اختيارات الناس واستكثروا عليها حقها في دخول المنافسة.. عندما تذهب للقاء بثينة كامل من السهل التعرف علي باب الشقة التي تسكنها في وسط البلد، فعلي الباب تجد كل ملصقات الثورة من رفض محاكمة المدنيين أمام المحاكم العسكرية إلي شايفينكم إلي يسقط حكم العسكر الذي جعلته نغمة لهاتفها المحمول.. وإيمانها بالثورة عميق فقد شاركت فيها منذ اليوم الأول ودفعت ضريبة الثوار، فتعرضت للضرب واستنشقت الغاز المسيل للدموع، شخصيتها الصريحة تأبي عقد الصفقات فترفض من حيث المبدأ التعامل مع سماسرة توريد الموكلين بالشهر العقاري مقابل أموال كما يفعل بعض المرشحين، وتؤكد أن مبلغ العشرة ملايين جنيه الذي حددته لجنة الانتخابات كحد اقصي للإنفاق علي الدعاية مبلغ ضخم وحرام تبديده في بلد فقير مثلنا. أما هي فستنفق علي حملتها من تبرعات الأصدقاء والأهل وفي أضيق الحدود وتعلم أنها لن تتخطي المليون جنيه، تثق في تأييد شباب الثورة لها وتأمل في دعم جمعيات حقوق المرأة، وتطالب بتمثيل المرأة في اللجنة التأسيسية للدستور بنسبة الثلث علي الأقل لأنها تمثل أكثر من نصف السكان، تعمل علي توعية الناس بالمساواة لا من أجل المرأة فقط ولكن من أجل كل الأقليات. ومزيد من التفاصيل في هذا الحوار: كنت من أوائل من أعلنوا الترشح لرئاسة الجمهورية كما كنت السيدة الوحيدة التي أقدمت علي هذه الخطوة؟ فهل هذا صحيح؟ - منذ أبريل الماضي بدأت أنزل الأقاليم والقري وفي الصعيد وأتحدث إلي الناس وكنت أعلم بالطبع حجم الصعوبات التي سأواجهها، ففي المرة الأولي كان اللقاء مثل بخار ماء يتصاعد بقوة كنت في كلية زراعة مشتهر، ولم يكن الطلاب الحاضرون من شباب الإنترنت فبدأوا يشعرون »بالخضة«. في البداية قالوا الحديث الشريف »خاب قوم ولوا أمورهم امرأة« ووجدت البنات تصفق، فرددت عليهم بالحديث الشريف »خذوا نصف دينكم عن هذه الحميراء« وكان الرسول صلي الله عليه وسلم يقصد السيدة عائشة أم المؤمنين، وقلت لهم هل من المعقول أن الرسول الكريم سيأمن لها في الدين ويخشي منها في الحكم؟ وبدأ الشباب يتجاوبون بشكل أسرع وهكذا بالتدريج وبالمناقشة الهادئة المنطقية بدأت مواقف بعض الناس تتغير، وفي الأسبوع الماضي كنت في كلية الآداب جامعة المنيا في ندوة حضرها أعداد كبيرة من الشباب من الجنسين ومن الإخوان والسلفيين و6 أبريل ولأول مرة لم تناقش فكرة ترشح المرأة ضد الشريعة وتحدثت في السياسة وشرحت برنامجي الانتخابي مثل أي مرشح آخر. الفكرة موجودة إذن فقضية معارضة ترشح المرأة لم تعد من الأفكار المسلم بها؟ - ستظل الفكرة موجودة ولكن علي مستويات، والآن نصطدم ببعض العقليات التقليدية حتي أن أحد افراد حملتي الانتخابية اقترحت أن نقوم بعمل حملة توعية اجتماعية لموظفي الشهر العقاري حتي لا تتكرر محاولات بعضهم لإقناع المواطنين بعدم تأييدي لأن رئيس مصر لا يصح أن يكون امرأة ولابد أن يكون رجلا.. هذا الموقف تعرض له الدكتور عماد الدين أبو غازي وزير الثقافة السابق عندما ذهب للشهر العقاري لتسجيل تأييده لترشيحي وتكرر الموقف مع عمرو الأنصاري وآخرين في عدة مكاتب للشهر العقاري بما يمثل ظاهرة وليس حالة فردية وهو ما يعكس تحيزا ضد المرأة، وهكذا فالمطلوب منا بذل جهد إضافي فلابد أن نقنع الناس ونقنع موظفي الشهر العقاري أيضا، قبل ذلك قرأت تصريحات للدكتور محمد حبيب إن الإخوان المسلمين ليسوا ضد ترشح امرأة أو قبطي طبعا هذه التصريحات ستكون مفيدة لي لكنها ستظل تصريحات مختلفة عن العمل علي الأرض، ومن المؤكد أننا يوما بعد يوم نكسب أرضا جديدة وننشر التوعية بين الناس حتي يعرفوا أنه ليس من الضروري أن تعطيني صوتك لكن الأهم أن تدعم حق المرأة لأنه مرتبط بالمساواة. الإعلام ساعدني لكن هل تستشعرين تطورا في مواقف الناس؟ - تطور تدريجي فهو مشوار لابد أن نقطعه والإعلام ساعدني كثيرا والآن الناس تعلم أني مرشحة للرئاسة وعندما جاءت قناة تليفزيونية لتسجل معي في منزلي كان الناس في المنطقة المحيطة يعلمون اني مرشحة ولهذا فإلي جوار اهتمامي بالنزول في جولات أهتم أيضا بالتواصل مع الناس من خلال أجهزة الاعلام. عادة ما يسأل الناس لماذا تريدين أن تكوني رئيسة جمهورية ؟ - وفضلت بثينة كامل أن تجيب بالعامية، ورأيت أن العامية أكثر تعبيرا عن هذه الأفكار: ليه عايزة أبقي رئيس جمهورية: عشان أقدم حاجة للمواطن الغلبان. عشان الفقير لما يتعب يلاقي مستشفي كويسة يتعالج فيها.. عشان الإنسان البسيط يتعلم تعليما مجانيا في مدارس تحترم إنسانيته، وعشان المدرس يحس بقيمته في المجتمع وما يكونش مضطر إنه يشتغل شغلانتين وتلاتة في اليوم عشان يصرف علي أسرته.. عشان نفسي البلد تبقي بلد مؤسسات وفرق عمل مش دكانة وصاحبها بس هو اللي معاه المفتاح لو غاب يتقفل الدكان، عشان الراجل لما يكبر يلاقي فلوس يجهز بيها بنته بدل ما تعنس بسبب الفقر.. عشان الغلبان ييجي آخر الشهر ميحتاجش يستلف عشان يكمل مصاريف الشهر.. عشان الغلبان يحس بالأمن في بلده من غير ماتتهان كرامته.. عشان عايزة أشوف الشارع نضيف.. عشان مانشفش عامل النظافة واقف بيمد إيده في الشارع.. عشان الحد الأدني للأجور يكفي حاجة المواطن وفي نفس الوقت يكون فيه حد أقصي.. عشان الشاب لما يتخرج يلاقي شغلانة. عشان المحسوبية تتلغي ويبقي العمل طبقا للكفاءات .. ويبقي الشخص المناسب في المكان المناسب.. عشان أحل قضايا المرأة اللي موجودة من فترة كبيرة ومش بيتقدم ليها حلول جذرية.. المرأة جزء من المجتمع ولابد أن تعامل معاملة طبقا لكفاءتها وليس لكونها ست.. عشان مش عايزة ألاقي تفرقة في المعاملة بين المصريين بسبب دين أو تقسيم جغرافي أو نوع. عشان ما يبقاش فيه انتهاك لكرامة المصري في الداخل والخارج.. جوة قسم أو في غربة .. المصري يلاقي الدولة واقفة وراه بتحميه في أي مكان.. عشان يبقي فيه إعلام حر بيعبر عن كل المصريين مش بيخدعهم ويضللهم. عشان الدولة توفر الخدمات الثقافية للمواطنين وتفتح قصادهم المجال يمارسوا الفن ويستمتعوا بيه.. عشان يبقي عندنا قضاء مستقل ما فيش تدخل في شغله يرد للمظلوم حقه بسرعة مش في سنة واتنين، عشان نحارب الفساد في كل مؤسسات الدولة. عشان ما يبقاش عندنا أطفال شوارع محرومين من أبسط حقوق الطفولة. عشان نحافظ علي البيئة سليمة ونظيفة، عشان علاقتنا بدول العالم تكون متوازنة وبتحقق مصالحنا .عشان عايزه الشباب يبقي موجود في كل المؤسسات وتدريبهم يتم من خلال بعثات في الخارج حسب تخصصهم عشان نقدر نقدم قيادات تحقق حلم البلد المتعثر.. عشان نقضي علي مشاكل المواصلات ونقص المياه والصرف الصحي خصوصا في محافظات الدلتا والصعيد.. عشان عايزة موازنة الدولة توزع طبقا للأزمات اللي بتواجهها البلد مع تحقيق مصالح جميع الفئات.. عشان نطهر المجالس المحلية من الفساد وهي المجالس الأقرب للمواطن في حل مشاكله.. عشان عايزة مصر تبقي منتجة مع مراجعة قانون الخصخصة. عشان عايزة المصري يعيش في بلده ويحس فعلا إنها بلده. وهل يمكن تحقيق ذلك في مدة الأربع سنوات؟ - المهم إننا نبتدي ونشتغل ونبذل كل جهدنا.. فيه خريطة وبرنامج انتخابي مقسم الي طريقين.. طريق قصير المدي وطريق طويل المدي.. ولما نعمل دولة مؤسسات اللي هيجي بعد كده يكمل مشوار البلد دي.. ويحقق حلمها المتأخر قوي.. دي أحلامي كرئيس جمهورية لبلد بحبها ونفسي أشوفها عظيمة.. وتحقيق الحلم محتاج لخطوات وعلم ودراسة واضحة في برنامجي الانتخابي الذي أعده متخصصون في كل مجال. وهنقدم فيه أرقام الموازنة بشفافية. ربنا يولي مصر الأصلح. ما أهم ما تحلمين بتحقيقه للمصريين من خلال رئاسة الجمهورية؟ - مطالب الثورة ومحاكمات حقيقية لقتلة الثوار ولمن نهبونا علي مدي العصر البائد ومحاكمتهم علي جرائمهم السياسية وأهم مبدأ سأسعي الي تحقيقه هو العدالة الاجتماعية ومحاربة الفقر والبطالة والفساد. كنت موجودة منذ بداية اليوم الأول للثورة ورأينا مواقف تعرضت فيها للضرب واستنشاق الغاز في شارع محمد محمود ألم تشعري بالخوف في مواجهة العنف والخطر؟ - من يوم 25 يناير كنت في دوران شبرا و قبل أن يقطع الإنترنت ولي صور وأنا أتحدث لجنود الأمن المركزي عن العدالة الاجتماعية، الثورة كسرت الخوف وأنا أري أن الخوف مرض والأعمار بيد الله والأوطان تستحق، ودمي وحياتي ليست أغلي من حياة الشباب الذين كان المفروض أن يعيشوا فحوالي 70٪ من شهداء الثورة من الشباب ألم يكونوا هم الأولي بالحياة؟ وهل ضحي الشباب حتي يجني العواجيز الثمرة؟ هذا عكس قوانين الطبيعة والتاريخ ولكن عندي إيمان أن الجديد سينتصر وأن انتصار القديم إلي حين وأن سنة الحياة سوف تنتصر لأن الأجيال القادمة قادرة علي التغيير ونحن وراءهم لأنهم أولادنا وبناتنا ونريد أن نراهم دائما في المقدمة. شباب الثورة جمهورك الأكبر من أي فئة ؟ - الثوريون من الشباب وغيرهم، فاليوم وجدت شباب الثورة يقولون سنعطي لها توكيلات ولو من باب رد الجميل لوجودها معنا في كل معارك ثورة يناير يوميا في الخطوط الأمامية وتعرضها معنا للرصاص والغاز هؤلاء هم جمهوري الأول وأتمني في الفترة القادمة أن المهتمين بحقوق المرأة، وأتصور أيضا زيادة قابلية الشباب لتأييدي لأن الشباب لديهم دائما الاستعداد للتغيير بشكل أسرع. هل ترين أن تجميع 30 ألف توكيل للترشيح للمستقلين بصفة عامة مسألة ممكنة أم صعبة؟ - إن شاء الله ممكن صحيح أن الوقت ضيق ولكن ممكن، والغريب أن هناك سماسرة توكيلات يعملون لحساب مرشحين من ذوي المال والنفوذ وفي السيدة زينب مثلا يحددون أسعارا لكل مرشح ولا تقل عن مائة جنيه لكل توكيل، ويمكنهم تجميع آلاف التوكيلات في يوم واحد وتحديد مكافآت مجزية لأيام العمل لحساب المرشح، وأخبرني شباب من محافظة المنيا أن مرشح رئاسي عرض توفير لاب توب وآي باد ومكالمات محمول مجانية لأفراد حملته. وبصراحة أنا عندي مشكلة .. أنا لا أحب أن أدفع لمن يؤيدني كما أني لا أستطيع إنفاق هذه المبالغ علي الحملة الانتخابية فإذا كان هناك من يري أن تحديد مبلغ ال10 ملايين جنيه كسقف للانفاق علي الحملة الانتخابية فأنا أراه مبلغا كبيرا وعيب أن يتم هذا الانفاق في بلد فقير فيه ناس لا تجد ما تأكل، ومن باب أولي أن نفتح بها مشروعات أو ننمي مناطق عشوائية. فهذا إهدار في بلد يحتاج للأساسيات. إذن ومن ستأتين بتمويل حملتك الانتخابية ؟ - أنا مصممة علي أن أعمل بأقل التكاليف الممكنة ولو جمعت تبرعات سأذهب لأهالي الشهداء ومصابي الثورة وسأعتمد علي تبرعات من الأصدقاء والأقارب والداعمين للحملة ولا أعتقد أنها ستكون مبالغ كبيرة ولا يمكن أن أصل إلي مليون جنيه! المرأة والأقليات هل تحتل قضايا المرأة جانبا خاصا من اهتماماتك ؟ - كل الأقليات وكل المهمشين علي رأس اهتماماتي، أنا لست مرشحة المرأة ولو كنت بترشحي انتزع حقا للنساء، ولكني أرشح نفسي لمصر لا لنساء مصر، ولو انتهي الظلم وأصبحت حقوق المواطنة هي العنوان الرئيسي في المجتمع فلن نحتاج إلي الدفاع عن الأقليات لأننا جميعا سوف نتساوي. بماذا تفسرين التمثيل الضعيف للمرأة في البرلمان؟ - بسبب إلغاء الكوتة وكنت من مؤيدي هذا المبدأ لأنه يشبه مبدأ إسلامي يقول »المريض حتي يشفي« فهو ظرف استثنائي لأنه لابد من دعم الطرف الأضعف ، كما أن نظام الكوتة طبق لفترات محددة في مجتمعات متقدمة، فعندما يكون الدور السياسي للمرأة ضعيفا لا يمكن أن نلغي الكوتة. أما عن تمثيل المرأة المحدود في البرلمان فسببه القائمة النسبية صحيح كانت ملزمة للأحزاب بترشيح إحدي السيدات لكن الأحزاب وضعت النساء في نهاية القائمة و الاسم الأول هو الفائز حتي لو لم يكسب أول اثنين فالقائمة لا تفوز، لهذا أري أن النتيجة كانت متوقعة حتي في اختيار العضوات في الاخوان المسلمين فرئيسة الكتلة النسائية في حزب الحرية والعدالة كانت تصريحاتها مؤسفة عندما اتهمت النساء اللاتي خرجن في جمعة الحرائر بأنهن فاسدات وممولات إذن سأشك في إيمانهن بالديموقراطية كنظام للحكم. ثلث اللجنة بالنسبة لتشكيل اللجنة التأسيسية لوضع الدستور كيف ترينها؟ - للأسف نحن لا نعرف شيئا حتي الآن ولكن طول الوقت نفاجأ، وأري ضرورة تمثيل كل قطاعات المجتمع من نقابيين وفلاحين وعمال ونساء وأقباط ونوبيين، فالدستور لا يعبرعن البرلمان أبدا، وليس البرلمان هو من يأتي بالدستور ولكن الدستور هو من يأتي بالبرلمان والدستور المصري يجب أن ينص علي عدم التمييز.عدد النساء الديموجرافي أكثر من النصف، لهذا فعلي الأقل 30٪ من لجنة كتابة الدستور يجب أن تكون من النساء. نحن مازلنا في البداية صحيح أننا أنجزنا ثورة لكن النظام القديم لم يزل يحكمنا ولو رجعنا للانتخابات البرلمانية بعد الثورة سنجد نفس المبالغ الضخمة التي أنفقت ونفس الأداء.. إنه برلمان الوجه الآخر للحزب الوطني، فالنظام لم يسقط.. ولذلك أري أن من سيحقق مطالب الثورة هي الثورة القادمة.. والثورة قادمة لا محالة. وما رأيك في أداء البرلمان منذ بداية دورته حتي الآن؟ - محبط.. فالأعضاء يتمسكون بمناقشة الامور الفرعية ويسارعون الي إدانة زياد العليمي متناسين اللحظة التاريخية الهامة التي نعيشها، بصراحة ليس هذا برلمان الثورة. وما رأيك في قانون انتخاب رئيس الجمهورية ؟ - الاعلان الدستوري هو الذي حدد الاجراءات ووضع القيود علي مدة الدعاية وليس لجنة الانتخابات، وهو ما جاء بالمادة 28 وهي مادة معيبة ولكن لا يمكن تعديلها إلا بإعلان دستوري جديد، حتي مجلس الشعب لا يستطيع تغييرها. كانت هذه هي الخطة التي أعدت مسبقا ولهذا قلنا »لا« للتعديلات الدستورية ولكن الغالبية قالوا »نعم« لأنهم تأثروا بالدعاية في المساجد التي قالت إن من يقول »نعم« سيدخل الجنة ومن يقول »لا« سيدخل النار، ولأول مرة استخدمت الشعارات الدينية بمنتهي السفور لتكفير الناس الرافضة للتعديلات الدستورية، ووضعت »نعم« في دائرة خضراء و»لا« في دائرة سوداء، ولأن المجلس العسكري كان يقبض علي شباب الثورة ويترك الاخوان، وبدأت الدعاية ضد كل الرموز التي تمثل الثورة حتي تحت قبة البرلمان تمت الإساءة للدكتور محمد البرادعي ملهم الثورة المصرية وإن شاء الله فإن التاريخ سوف يرد له حقه وهذا ظلم لهذا نحن مازلنا في بداية الطريق. هل عندك أمل في أن يتمكن شباب الثورة من استكمال تحقيق أهدافها؟ - لا أري أملا لمصر إلا عندما يحكمها هذا الشباب، ولن أطمئن علي هذا البلد إلا إذا حكمها شبابها.. هذا جيل غير مسبوق، جيل متفرد في تاريخ مصر، جيل غير عادي استفاد من كل معطيات العصر والانترنت وحتي مع الاعلام المقيد والدولة البوليسية والتعليم الفاسد لكنه استطاع أن يطور نفسه ويتواصل مع الآخرين لكي يبهر العالم كله حتي طلاب المدارس »الزرع اللي فتح« وبهرنا بثقافته ووعيه السياسي يحاولون قهرهم والسيطرة عليهم ويطردونهم من المدارس لقهرهم لكننا لن نسمح بذلك كلنا سنظل وراء هذا الجيل لندعمه لأنهم فخرنا وأملنا. المناخ السياسي ما رأيك في المناخ السياسي الذي تعيشه مصر الآن هل ترينه مناسبا لمنافسة شريفة وعادلة بين المرشحين للرئاسة؟ - المادة 28 ووجود قاض من القضاء العسكري واستمرار وزارة الداخلية علي أسلوبها القديم بنفس انتماءاتها وتوجهاتها وأدائها وقوانين من أيام مبارك مازالت سائدة، نحن تحت الحكم العسكري.. نحن نكتب دستورنا تحت تهديد السلاح كل هذه المؤشرات تقول إن المنافسة لن تكون عادلة. مشوارنا مازال طويلا ومازلنا في البدايات وسنظل نضغط، والجميل أن الشباب يتطور باستمرار وهو قادر علي الضغط لتغيير قوانين والمطالبة برحيل المجلس العسكري لأن المفروض أن هذه الانتخابات تتم تحت حكم مجلس رئاسي مدني لكننا تحت قهر العسكر. إذن ما مدي ثقتك في شفافية نتيجة الانتخابات في ظل المقدمات التي ذكرتها؟ - سنظل نناضل ولن نيأس حتي لو رأينا أمام عيوننا مخاطر سنظل نناضل وأنا أثق في وطنية كثير من المرشحين وفي اللحظة التي نفقد فيها الأمل والصورة تتضح أتصور أن الجميع لابد أن ينسحبوا إذا شكوا في نزاهتها. بالونات الاختبار ما تقييمك لفكرة المرشح التوافقي والصفقات السرية التي تتم بين بعض القوي السياسية لتأييد مرشح معين؟ - هي مجرد بالونات اختبار هم الذين يصنعونها ويسربونها إلي أجهزة الاعلام وأكيد أن بها جانبا من الحقيقة ولكن يريدون اختبار ردور أفعالنا هل سنرضخ أم سنقبل أم سنقاوم، وأنا أقول أن الثورة حية ومستمرة بطلاب المدارس الذين اضربوا حدادا علي استشهاد زملائهم في مذبحة بورسعيد، والطلاب بالجامعة الألمانية يصعدون اعتراضهم علي منعهم من تأبين زميلهم الشهيد ولا يتراجعون، وتطالبهم إدارة الجامعة بالاعتذار، علام يعتذرون.. فعندما يتعلق الأمر بالدم لا يصح أن نتحدث عن قلة الأدب، ما هذه المعايير الغريبة؟