هناك أكثر من طريقة وطريقة، عبر فيها عن حبه الشديد لمصر، ليس من بينها الحب من أول نظرة.. فروبير سوليه ولد في مصر من عائلة لبنانية، وعاش فيها حتي سن السابعة عشرة، ثم هاجر الي فرنسا ليعيش هناك، دون رغبة النظر الي الخلف، عمل صحفيا، ووصل الي رئاسة تحرير »اللوموند«.. لكنه اثناء كتابته روايته الاولي »الطربوش« 2891 احتاج البحث عن الماضي والتاريخ والطفولة، فاكتشف حجم مصريته، وانتماءه الشديد لها، ومن يومها لم يغادر مصر، ولم يكف عن التعبير عن حبه. كتاب »قاموس عاشق لمصر« الصادر عن المركز القومي للترجمة، هو أحدث أشكال تعبير سوليه عن مشاعره »ترجمة د. عادل ميري« وكان سوليه قد أصدر قبل سنوات، كتابه الرائع »مصر ولع فرنسي« ويحكي فيه قصة الحب المتبادل بين مصر وفرنسا منذ نابليون حتي الآن. قاموس عاشق لمصر، صدر في فرنسا ضمن سلسلة كتب شهيرة تتناول موضوعات للعشق، قاموس عاشق للموسيقي، قاموس عاشق للشعر، قاموس عاشق للكرة أو للحياة. كتاب سوليه يضم 441 مقالا، يسجل فيها المؤلف رؤيته ومشاعره من خلال شخصيات وأماكن يتوقف أمامها، وينتقل ببساطة من توت غنخ آمون، الي جريدة الاهرام، وساندويتش الفول، ومن أم كلثوم الي عبدالناصر والملكة نفرتاري وطه حسين، ومن العباسية الي اسوان ومعبد فيله ومعبد أبو سمبل، ومن رباعية الاسكندرية الي هرم خوفو.. لا يقدم المؤلف دراسة مستفيضة أو قراءة نقدية، ولكن رؤية شاعرية مفعمة بالعاطفة الحارة، صورة لمصر التي يراها بقلبه.