كل عام وأنتم بخير.. نستقبل اليوم عاما جديدا أرجو أن يعود فيه لمصر الأمن والاستقرار وتنطلق عجلة الانتاج.. كنت أتمني أن يقترن احتفالنا بالذكري الأولي لثورة 52 يناير بتحقيق أهداف الثورة.. الحرية والديمقراطية والعدالة الاجتماعية.. لكن - للأسف - الناس يعيشون حالة احباط غير مسبوقة بسبب تردي الأوضاع الأمنية والاقتصادية والسياسية عكس ما كنا نتوقعه بعد الثورة. لا يوجد خبر واحد يبعث علي الفرح والتفاؤل.. وكلما انفرجت أزمة نشبت اخري وتجددت المظاهرات والاعتصامات واتسعت حدة التناقض بين مواقف القوي السياسية. في لحظة ما لابد أن يتوقف كل منا ليسأل نفسه.، ماذا استفادت مصر من هذه المظاهرات والاعتصامات والمواقف المتناقضة بين القوي السياسية إلا تكريس الانقسام بين أبناء الوطن الواحد.. فهل نحن قادرون علي تحمل مخاطر هذا الانقسام في وقت اعترفت فيه الحكومة بأن الوضع الاقتصادي سيئ جدًا وأن 0051 مصنع ما بين متوقف تماما »059 مصنعا« أو متعثر »055مصنعا« وهناك 26 ألف عامل في قطاع الصناعة لا تجد الحكومة ما يكفي لصرف مرتباتهم.. ناهيك عما شهدته السياحة من تراجع وصل إلي حد إلغاء جميع الحجوزات لزيارة مصر في أعياد الكريسماس ورأس السنة. كل ما يطلبه د. كمال الجنزوري رئيس الوزراء وحكومته فترة هدوء - ولتكن شهرين- لالتقاط الأنفاس والتفكير في وسائل جديدة لخفض عجز الموازنة وتوفير التمويل اللازم لتنشيط القطاعات المتعثرة والاستجابة للمطالب الفئوية العادلة التي تفجرت بعد الثورة.. فهل هذا كثير ؟. ما يحدث في مصر الآن صراع علي السلطة بين قوي سياسية علي حساب شعب »جعان حرية«.. شيء مؤسف ومحزن.. كل يسعي لتحقيق مصلحته.. لا أحد يفكر في مصلحة مصر التي يتدهور اقتصادها يوما بعد يوم والغريب أن كل من يفعل ذلك يتصور أنه يحب مصر.. صحيح »..ومن الحب ما قتل« !