تسيطر علي الشعب المصري حاليا حالة من القلق والخوف بعد أن شعر أن بينه وبين الأمن والاستقرار فجوة كبيرة وأصبحنا جميعا نخاف من مليونيات يوم الجمعة، بل نخاف من بكرة لأننا كلما هدأت الأحوال يأتي تصريح من هنا أو هناك أو يحدث أي حادث كبير أو صغير يرجع بنا إلي المربع الأول من جديد.. هذا الوضع الغريب يجعلنا لا نعرف كيف نتفاءل أو حتي نتنبأ ولو بقدر بسيط في غد أفضل في ظل الإضرابات والاحتجاجات سواء كانت لمطالب فردية أو جماعية أو محاولات لضرب الاستقرار في مصر لا نعلم إذا كانت من الخارج أو من الداخل أو من الاثنين معا لبث الفتنة الطائفية في مختلف أرجاء مصر بين المسلمين وإخواننا المسيحيين آخرها أحداث ماسبيرو المؤسفة أو السعي لإحداث فتنة أخري دائمة ومستمرة بين الشعب والشرطة بافتعال المواقف بينهم أو بين الشعب والمؤسسة العسكرية القائمة بإدارة البلاد حاليا أو إثارة الفتن والشغب بين الشرطة والشرطة علي خلفية مظاهرات أمناء وأفراد الشرطة وإضرابهم عن العمل والتي ثبت بالدليل القاطع أن هناك من قام عن عمد بإشعالها.. وأخيرا الفرقة والانقسام وتبادل الاتهامات بين جناحي العدالة القضاة والمحامين علي حساب تعطيل مصالح الناس لمدة أكثر من أسبوعين.. صحيح أنها انفرجت منذ يومين إلا أنه مازال هناك شعور بالغضاضة مما حدث.. وبدلا من أن تقوم النخبة من السياسيين والإعلاميين ورجال الإعلام والقضاة والمحامين بالمساهمة في إعادة تخطيط وبناء الدولة إلا أن كثيرين منهم لم يشعروا بقيمة الدولة ولم يسعوا لترجمة أهداف ثورة 25 يناير إلي خطط وإجراءات إلا أنهم انصرفوا للبحث عن غنائم ومكان لهم في المنظومة القادمة.. فهل هناك أحد يدعي أن فكرة المؤامرة الخارجية التي لا تريد الخير لمصر وشعبها مجرد استهلاك للمواقف أو تغييب للحقائق؟! إن الأمر يحتاج إلي المصارحة قبل المصالحة بمعني أنه لابد من مصارحة صناع القرار والقائمين علي حكم البلاد بكل تفاصيل المؤامرات الخارجية أو الداخلية وفضح مرتكبيها في الداخل ومحاكمتهم علي جرائمهم في حق الشعب المصري قبل أن يفوت الأوان لأن وضعنا في منتهي الخطورة ولا يحتمل أي تقاعس فالانتخابات البرلمانية علي الأبواب وبعدها سيتم تحديد مصير وضع دستور جديد وانتخاب رئيس للجمهورية جديد أيضا.. فيا شعب مصر استيقظوا وتنبهوا واعرفوا قيمة مصر وقدرها التي يطمع فيها القاصي والداني قبل أن يفوت الأوان.