لا أري مخرجا قريبا من حالة الفوضي والانقسام التي تعيشها مصر.. ولا أعرف إجابة للسؤال الذي أسمعه يوميا »مصر رايحة فين؟«.. في الوقت الذي نتطلع فيه إلي موقف نتوحد حوله نجد أن هوة الخلافات تتسع ولا أشك لحظة واحدة أن هناك قوي خارجية وداخلية تدفع الأمور نحو الانفجار بتشجيع المظاهرات والمسيرات والاعتصامات وانفاق الملايين من أجل أن تتدهور الأحوال في مصر يوما بعد يوم أمنيا واقتصاديا. أي عاقل لابد أن يدرك أنني لا أبالغ.. وليسأل نفسه »من ينفق علي إقامة الخيام للمعتصمين ومن يزودهم بالطعام والشراب والمياه المثلجة والمشروبات الغازية؟.. من يلقنهم ما يرددونه علي شاشات التليفزيون؟.. من يدفعهم لرفع سقف مطالبهم بشكل ممنهج ؟.. كلما استجاب المجلس العسكري والحكومة لمطالبهم يقولون مش كفاية.. آخر هذه المحاولات ما قامت به حركة 6 أبريل مساء أول أمس بمحاولتها الوصول إلي مقر وزارة الدفاع واصرارها علي الاصطدام بالجيش ثم هذه المسيرات التي نظمتها أمس ائتلافات متعددة لشباب الثورة وما رفعته من شعارات ضد المجلس الأعلي للقوات المسلحة ومطالبتها باقالة النائب العام. البيان الذي أصدرته حركة »6 أبريل« ونشرته علي موقعها علي »الفيس بوك« أول أمس حمل تهديدا غير مقبول بتأكيدها أن من يجعلون الثورة السلمية مستحيلة يجعلون الثورة العنيفة حتمية«.. »لكن المهم أن التعليقات التي جاءت علي هذا البيان حملت أيضا رفضا واسعا لهذا الموقف.. وربما أهم ما جاء فيها أن حركة »6 ابريل«.. تختتم بياناتها عادة بعبارة شباب 6 ابريل شباب بيحب مصر بجد.. فهل من يحب مصر بجد يتصادم مع جيش مصر؟