هدوء نسبي يسيطر علي شوارع السويس.. وسط انتشار مكثف لوحدات الجيش الثالث الميداني ودوريات الشرطة المدنية والشرطة العسكرية.. ساد ذلك الهدوء منطقة الخدمات بحي السويس والاماكن التي شهدت خلال الثلاث ليالي الماضية كر وفر ومطاردات بين القوات وبين المجموعات الشبابية التي استهدفت رشقهم بالحجارة خلال تأمينهم للمنشآت الحيوية. اما عن ميدان الشهداء فكالعادة هادئ نهارا وحركة المرور طبيعية جدا.. وما ان تغيب الشمس حتي يتوافد المئات من المتظاهرين علي الساحة التي شهدت سقوط اول شهيد بالثورة.. متظاهرو السويس الذين تجاوز عددهم امس ألفين بساحة الميدان رغم رفضهم لبيان المشير ولكل ما فيه وتشبيهه بخطابات مبارك إلا انهم التزموا بضبط النفس وعبروا عن رأيهم من خلال الهتافات والشعارات مع حرصهم علي تجهيز شاشة معلقه بأحد اعمدة الميدان لمتابعة ما يجري بالتحرير. التواجد الامني كان اشد من الايام الماضية ففي جولة للاخبار الواحدة ليلا كانت الطرقات المؤدية الي قسم الاربعين ومبني رئاسة الحي مغلقة بكردونات أمنية .. منطقة الخدمات والتي تشمل المحافظة ومبني الامن الوطني ومجمع المحاكم والخدمات فرض عليها طوق امني واسع .. حتي نادي الشرطة شهد طوقا امنيا قويا مع تواجد عدد من الافراد علي سور المبني من الداخل والخارج .. بما جعل الهدوء يفرض نفسه بقوة علي هذه المناطق .. ميدان الشهداء في الساعة الثانية صباحا كان خاليا من المتظاهرين الذين ذهبوا الي منازلهم مع التعهد علي التجمع في اليوم التالي لتجديد التظاهرات والتضامن مع احداث التحرير ورفع ما حددوه من مطالب كان اهمها تسليم السلطة لمجلس مدني .. وبالابتعاد عن حي السويس وحي الاربعين نجد ان هناك دوريات امنية منتشرة بباقي شوارع المدينة.. في شكل مجموعات ثابتة ومتحركة تضم سيارتين شرطة مدنية وسيارة شرطة عسكرية علي اتم استعداد للتوجه الي اي مكان يوجه استغاثة يتلقونها عبر اجهزة اللاسلكي لتغطي المدينة بأكملها. واكد المقدم ياسر عطية رئيس فرع معنوية الجيش الثالث الميداني ان هناك مركبات مدرعة ترافق 6 دوريات منها.. اغلب هذه الدوريات تنتشر بالمناطق الصناعية والطرق الواصلة بين السويس والمحافظات الاخري لتكون علي اقصي درجة استعداد لمواجهة اي عصابات مسلحة قد تحاول سرقة احد الشركات او المصانع.. علي جانب آخر.. يشهد الميدان في الخامسة مساء كل يوم تجمع المئات تصل اعدادهم للآلاف عقب صلاة العشاء.