أي فصيل أو تيار يزعم انفراده بقيادة الثورة يمكن وصفه -دون خروج عن الآداب العامة- بالكذب الفاضل الصريح! وكل من يدعي أنه -وليس جيل الشباب- صاحب الفضل في قيام ثورة 52 يناير، يكون مخلسا لحق هذا الجيل، ومنكرا لجهوده وتضحياته. بالمقابل، فانه ليس من حق كائن من كان، أن ينكر علي جميع من لحقوا بقطار الثورة دورهم في دعمها، ومن ثم وصفهم بالشركاء، مجرد شركاء، لا يحق لهم فرض أي وصاية علي الثورة أو الشعب، ولا حتي أي فصيل أو تيار أقل خبرة أو حنكة، فيكفي هؤلاء شرف المبادرة والتضحية، والتصدي بصدور عارية وهامات مرفوعة للقناصة ومدرعات الأمن المركزي، ثم هجوم الجمال والجياد. إذا كان ما تقدم لا يحتمل أي امكانية لجدل عقيم أو تشكيك مغرض، فإن علي كل من تسول له نفسه محاولة »سرقة الكاميرا«، ثم التقدم خطوة أخري تجاه فرض الارادة واختطاف الثورة، واغتصاب حقوق كل من عداهم، وصولا الي تتويج تياره »وصيا« علي مستقبل مصر، فان علي كل الثوار والوطنيين من جميع الفصائل والتيارات الاجتماع علي كلمة سواء: قفوا حيث أنتم، أفيقوا، تذكروا صفقاتكم مع نظام مبارك، ومناوراتكم مع أركانه، وفي كل الاحوال فانكم لم تثوروا، ولم تلوحوا بقوتكم ، كما تهددون الآن. إننا الآن في مفترق طرق، قاما شراكة عمادهاالتوافق دون إملاءات، أو الاصرار علي فرض وصاية، لن يقبل بها باقي الشركاء، ومن ثم فتح الباب أمام شقاق وصراعات قد تكون اقصر طريق الي جحيم المجهول!