لطالما أمدني قرائي وأصدقائي وأقاربي برسائلهم لي من علي النت وهي تحوي قراءات أعجبتهم واستوقفتهم وأثرت فيهم ، خاصة عندما تمُد الشغف الإنساني بداخلهم بما يشتاقون إليه من مطالعات تعبر عن أحاسيس أو حوارات إنسانية توحي برؤي قد تكون بسيطة أو عميقة.. فلسفية جدلية أو منطقية واقعية ..المهم أن يتوقفوا معها للحظات ناعمة بعيدا عن سيرة الصراع والحروب والدمار والعنف التي تهزم معنوياتنا ليل نهار .. مما يؤكد أن سياسة الإغراق في الواقع وفي عالم الماديات رغم مافيها من إنجازات بشرية .. أصبحت محملة بكثير من الإحباطات والضغوط والتي نحتاج معها لشحنات إيجابية من الإنسانيات تخفف من طاقتها السلبية علينا ! وهاهي إحدي تلك - الإيميلات- التي وصلتني تحت عنوان أروع جدال بين رجل وامرأة .. "قال لها :ألا تلاحظين أن الكون ذكر ؟ فقالت له : بل لاحظت أن الكينونة أنثي ! قال لها : ألم تدركي بأن النور ذكر؟ فقالت له : بل أدركت أن الشمس أنثي ! قال لها : أوليس الكرم ذكر؟ فقالت له : نعم ولكن الكرامة أنثي! قال لها : ألا يعجبك أن الشِعر ذكر؟ فقالت له : وأعجبني أكثر أن المشاعر أنثي! قال لها : هل تعلمين أن العلم ذكر؟ فقالت له : إنني أعرف أن المعرفة أنثي! فأخذ نفسا ً عميقا وهو مغمض عينيه ثم عاد ونظر إليها بصمت للحظات وبعد ذلك.. قال لها: سمعت أحدهم يقول ان الخيانة أنثي. فقالت له : ورأيت أحدهم يكتب أن الغدر ذكر. قال لها : ولكنهم يقولون ان الخديعة أنثي. فقالت له : بل هن يقلن ان الكذب ذكر. قال لها :هناك من أكّد لي أن الحماقة أنثي. فقالت له : وهنا من أثبت لي أن الغباء ذكر. قال لها : أنا أظن أن الجريمة أنثي. فقالت له : وأنا أجزم أن الإثم ذكر. قال لها : أنا تعلمت أن البشاعة أنثي. فقالت له : وأنا أدركت أن القبح ذكر. تنحنح ثم أخذ كأس الماء فشربه كله دفعة واحدة أما هي فخافت عند إمساكه بالكأس ، ولكنها سرعان ما ابتسمت ما أن رأته يشرب.. عندها رآها تبتسم له.. قال لها: يبدو أنك محقة فالطبيعة أنثي. فقالت له : وأنت قد أصبت فالجمال ذكر. قال لها : لا بل السعادة أنثي. فقالت له : ربما ولكن الحب ذكر. قال لها وأنا أعترف بأن التضحية أنثي. فقالت له : وأنا أقر بأن الصفح ذكر. قال لها : ولكنني علي ثقة بأن الدنيا أنثي. فقالت له : وأنا علي يقين بأن القلب ذكر. انتهي الجدال .. ولكن ما زال الجدل قائما ً وما زالت الفتنة نائمة وسيبقي الحوار مستمرا ً طالما أن السؤال ذكر.. والإجابة أنثي«! مسك الكلام .. أحلي حوار في الدنيا بين رجل يحاور بعقلانية وامرأة تراوغه بأنوثة ! [email protected]