يستفزني كثيرا ما يكتبه البعض علي صفحاتهم في مواقع التواصل الاجتماعي تعليقا علي بعض الأحداث بوصفها ظاهرة، متهمين المصريين كلهم بما ليس فيهم، فالمصريون »فتايين» ومحللون سياسيون ورياضيون وفيهم كل العبر، فلماذا نجلد أنفسنا بذكاء ومهارة نحسد عليها ونصور لأنفسنا وللآخرين أننا مجتمع سيئ وفيه كل العبر وأوجه النقص والقصور، والأمثلة كثيرة: تلميذ يضرب زميله في مشاجرة بسبب معاكسة البنات؛ نصف الأمر بأنه ظاهرة وأن مسلسل العنف بدأ ينتشر في المدارس، وآخر يضرب مدرسا؛ نتباكي علي الأخلاق التي ضيعها كل تلاميذ مصر، طبيب يخطئ؛ نتهم كل الأطباء بالفشل وأن مهنة الطب أصبحت في خطر، موظف يتقاضي رشوة؛ أنين وآهات و دموع تذرف علي ما وصل إليه الجهاز الحكومي من ترهل وفساد، فتاة يتم خطفها؛ بقدرة قادر يصبح كل شباب مصر ذئابا بشرية ونتباكي علي العار الذي أصاب الأسرة المصرية، التعميم مرفوض فكل فئة بها الصالح والطالح وكل مجتمع به الصالح والفاسد، نسي هؤلاء أن المصريين يقارب عددهم أكثر من مائة مليون، عندما شهدت مدرسة كولومباين الثانوية بولاية كولورادو الأمريكية عام 2000م مذبحة راح ضحيتها 12 طالبا وقام بها اثنان من تلاميذ المدرسة لم يتناول الإعلام الأمريكي المجزرة ضمن مسلسل العنف في أمريكا، صوروها علي أنها مجرد حادثة ونبه المسئولون هناك إلي ضرورة معرفة أسبابها وأرسلوا الباحثين والخبراء لدراسة أبعاد الحادث، وفي كثير من المجتمعات من حولنا يحدث ما يحدث في مصر وربما أكثر ومع ذلك تشير وسائل الإعلام هناك إلي أنها مجرد حوادث عادية، من العقل ألا نصور أي حادث فردي علي أنه ظاهرة، حتي لا تصبح صورتنا أمام العالم وكأن كل أمراض الدنيا فينا وأن المجتمع المصري باتت تسري فيه كل موبقات الدنيا، العقاب مطلوب لمن يخطئ بل وتوقيع أقصي العقاب والضرب بيد من حديد علي أيدي المخطئين ليكونوا عبرة لغيرهم، يا من تهيلون التراب علي رؤوسكم وعلي المجتمع تذكروا أننا دولة تدخل في سباق مع الزمن وعجلة التنمية تدور للأمام ولا مجال للتراجع أو التقصير واعلموا أن مصر بخير ولو أردنا أو ادعينا بأنفسنا غير ذلك.