علي طريقته الساخرة التي لاتجاري. كتب عمنا الكبير الاستاذ أحمد رجب في عموده الاشهر »1/2 كلمة« ينتقد الاحساس بافتقاد الأمن. وهو الاحساس الذي يشعر به الآن ملايين من المواطنين. بعد تفشي حوادث البلطجة التي روعت الناس في الشوارع بل ودخلت البلطجة ايضا إلي المدارس. التي اقتحمها لصوص مسلحون. أفزعوا المدرسين والتلاميذ! والاستاذ أحمدرجب في كلماته يعبر عن نبض الشارع. ويتحدث بلسان الاغلبية وبالسخرية يضع الملح علي الجرح. ويجسد مخاوف الناس. ويتحدث بلسان المواطن المصري العادي. وبالقطع ليست هي الثورة. انما إحد توابعها. وضريبة من ضرائب الحرية التي يحلم بها الجميع. ويريدها الجميع. وينبغي ان يعمل من اجلها وأجل حمايتها الجميع! وبالأدق فإن ظاهرة البلطجة التي نعيشها الآن. سببها الاساسي وليس الوحيد. افتقاد تواجد الشرطة بطريقة فعالة وكاملة حتي الآن. لقد اراد البعض وخطط ونفذ، ليكون هناك شرخ في العلاقة بين المواطنين والشرطة. وأراد البعض الآخر ان يضرب الأمن بشكل عام. لكن لأسباب خاصة! والمؤكد ايضا انه لم يتم القبض علي »كل« السجناء الذين هربوا خلال الاحداث من السجون. بالاضافة إلي اعداد هائلة من البلطجية واللصوص. هربوا من »تخشيبة« أقسام ومركز الشرطة إلي الشوارع. بعد ان تمت مداهمة والاعتداء وحرق اكثر من 99 قسم ومركز شرطة! والمؤكد ان كثيرين كانوا يحملون ضغائن شخصية تجاه رجال الشرطة. هناك بعض ممن اسيئت معاملتهم علي ايدي الشرطة. وهناك بعض معتادي الاجرام. يحملون مشاعر عدائية تجاه الشرطة. التي كانت تلاحقهم وتضيق عليهم اعمالهم المخالفة للقانون. وكما في كل جهاز وكل مكان. هناك الصالح وهناك الطالح ولم يكن كل رجال الشرطة طالحين. لم يكن كل ضباط الشرطة يعذبون المواطنين الابرياء. لم يكن كل ضباط الشرطة لصوصا. كان ومايزال هناك اغلبية من الضباط الصالحين. الذين يخدمون بشرف! لكن كل شيء انفجر. وكان من نتيجة الاحداث، أن عاد اغلب رجال الشرطة إلي بيوتهم. واعداد كبيرة من الجنود العاديين هربوا من كل شيء، وذهبوا إلي قراهم في بحري والصعيد. وعاشت مصر اياما سوداء عاث فيها البلطجية والمجرمون فسادا وترويعا للآمنين، ومع الايام وبدء عودة الهدوء، كان لابد ان يعود الامن إلي المجتمع. فلا يوجد مجتمع في الدنيا يمكن ان يعيش بدون جهاز شرطة، يحافظ علي الأمن. ويحمي اموال واعراض الناس. ويحمي الناس انفسهم! وحدثت محاولات حميدة لإعادة علاقة الثقة والاحترام المتبادل بين الشرطة وبين المواطنين. الذين بدأ كثيرون منهم. يدركون ويصرحون بأهمية تواجد الشرطة في الحياة لإعادة الاحساس بالأمن لدي المواطنين. لكن وقبل ان يتم تنفيذ كل شيء بشكل عملي واسع. بدأت تحدث كل يوم حوادث بلطجة جديدة، وتظهر حتي في عز النهار. عصابات قليلة الافراد، تعترض سبيل المواطنين. وتسرقهم تحت تهديد السلاح. بل واقتحم بعض المجرمين المدارس الابتدائية والاعدادية وغيرها. كانوا يحملون الاسلحة في ايديهم. وروعوا التلاميذ الصغار. وهددوا المدرسين. وسرقوا محتويات المدارس. واصيب كثير من المواطنين بالرعب والخوف علي اطفالهم. ومنعوهم من الذهاب إلي المدرسة خوفا عليهم. ولم تكتمل سوي اعداد قليلة من التلاميذ في أي يوم دراسي. وكثير من المدارس كانت تغلق ابوابها وتصرف التلاميذ. قبل موعد انتهاء اليوم الدراسي العادي! وكل يوم تنشر الجرائد بشكل دائم. أخبار اللصوص والبلطجية. الذين يتصرفون وكأنه لاتوجد قوانين في البلد. وكأن مصر اصبحت سايبة! لكن هذا الوضع المرفوض لن يستمر طويلا.. وقد طلب الكاتب الكبير أحمد رجب. من اللواء محمود وجدي وزير الداخلية السابق ان تبذل الشرطة كل جهدها لاعادة إحساس الأمن المفقود. طلب أحمد رجب هذا من وزير الداخلية السابق. وقال له: مستعد أن أبوس رأسك.. وترجع الأمن تاني با باشا!