في مقاطعة جيفيرسون بولاية كولورادو الأمريكية وتحديدا في 20 إبريل عام 1999..شهدت الولاياتالمتحدة حادثة مروعة أعادت إلى الأذهان حوادث القتل داخل المدارس. فقد أقدم طالبين بمدرسة كولومباين العليا على قتل 15 طالبا ومدرسا واحدا وإصابة أكثر من 21 طالبا جراء إطلاق النار عليهم عشوائيا ، واختار الثنائي القاتل نهاية مأساوية لهما إذ قاما بالانتحار ليضعا نهاية لدقائق مرعبة عاشتها تلك المدرسة. البداية جاءت عندما اقتحم الطالبين مدرستهما و هما يرتديان معاطف سوداء و يشهران سلاحين آليين وبحوذتهما قنابل أنبوب ، عرف فيما بعد أنهما كانا يقوما بتصنيعها بنفسهما. وأخذا الطالبين يضربان النار عشوائيا في الخارج فقتلا طالبة وأصابا زميلها ثم توجها إلى الكافيتريا و المكتبة ليستكملا قتل الباقين. استغاث الطلاب بالشرطة وقد تعرف طالبا على أحد المتهمين وأبلغهم ولكن الشرطة قد وصلت في الوقت الذي وضع فيه المتهمين نهاية لتلك الحادثة المروعة، فقد وجدت جثث الطلاب على الأرض ووجدت أيضا جثتي المتهمين وقد قتلا أنفسهما. بالرجوع إلى السجل الدراسي للطالبين المتهمين ، أوضح مدير المدرسة أنهما كانا متفوقين في علوم الكمبيوتر وعلى عكس ما أثير في وسائل الإعلام أنهما كانا منبوذين من زملائهم فالعكس كان صحيحا فقد كانا يختلطان بالجميع. ولكن حسب التحريات فقد تم التوصل إلى أن أحد المتهمين الذي كان يمتلك موقعا إلكترونيا وقد وضع عليه تهديدات لزملائه بالقتل ، كما أن المتهمين كانا مدمنين لألعاب الفيديو العنيفة وسبق لهما ارتكاب جريمة سرقة على إحدى الشاحنات وسرقة محتويتها من الأجهزة الإلكترونية. واعتبرت مذبحة مدرسة كولومباين واحدة من أبشع حوادث القتل داخل المدارس الأمريكية بعد مجزرة حمام المدرسة عام 1927، و مجزرة جامعة تكساس 1966. ولم تتوقف حوادث القتل داخل المدارس فقد تلت حادثة كولومباين الكثير من الحوادث والتي تكون أسبابها الأساسية غياب الأمن وانتشار ألعاب الفيديو التي تحتوي على مشاهد إجرامية وبالطبع تترك أثارا جانبية لاسيما على شخصية المراهقين. والسبب الأكثر أهمية هو غياب الرقابة على بيع السلاح وعدم وجود قوانين صارمة تنظم بيع واقتناء الأسلحة..ففي حادثة كولومباين، كيف لمراهقين مدنيين أن يقتنيا أسلحة آلية بهذه السهولة؟ وكيف تدربا على استخدامها بهذه البراعة؟.