\r\n بعدها بساعة سمعت ذلك الجندي الشاب يشكو من ان سلاحه قد توقف بسبب خلل فني مما منعه من اطلاق المزيد من الرصاص على ذلك السائق المسكين‚ في هذه الاثناء تجمع زملاؤه الجنود حوله وقدموا له التهاني على أول عملية قتل قام بها‚ لم يكن من الواضح للوهلة الاولى فيما إذا كان هذا الجندي قد عرف شخصية الانسان الذي قتله‚ اجد من الصعب علي فهم كيف يمكن لشخص مثل هذا نشأ في الضواحي مثلي ان يكون موقفه سهلا هكذا تجاه سلب حياة انسان‚ هذه المجموعات من الشبان الاميركيين الذين يميلون للعنف هي موضوع كتاب صدر حول حرب العراق تحت عنوان «جيل القتل» لمؤلفه ايفان رايت الذي عمل على تغطية الحرب لحساب مجلة تدعى «رولينغ ستون» والذي رافق خلال مهمته تلك كتيبة الاستطلاعات التابعة للمارينز‚ هذا الكتاب ليس معاديا للحرب ولكنه يتضمن ملاحظات رايت حول تصرفات الجنود الاميركيين في العراق‚ الكتاب ليس وثائقيا بل هو سرد لتبادل أطراف للحديث جرى مع الجنود الاميركيين وتسجيل لأفعالهم الجيدة والسيئة‚ يقول المؤلف ان ما حدث في العراق هو امتداد لما حدث في مجزرة المدرسة العليا في كولومباين في كولورادو‚ \r\n \r\n وقد لاحظ الكاتب ان حوالي نصف الجنود الموجودين في كتيبة كانوا يعيشون في اسرة بها ام او اب ولا يجتمع الاثنان فيها معا على الاطلاق جميعهم ينتمون لجيل العاب الفيديو والافلام التليفزيونية وشبكة الانترنت ولا ينتمون بالتالي لأسر بالشكل المتعارف عليه‚ \r\n \r\n ان «جيل القتل» يطرح التساؤلات حول التقاطع المظلم لشن الحرب واستحواذ العنف على تفكير هذا الجيل‚ يقول احد الجنود عندما ابلغنا بالاستعداد للسفر الى الحرب فكل ما خطر في بالي هو تطبيق العاب الفيديو التي كنت أقضي الساعات الطوال وأنا ألعب بها‚ ان الامر مسل للغاية‚ \r\n \r\n ان هذا الجيل سيلعب دورا حاسما في حرب اميركا المفتوحة على الارهاب‚ ولاحظ رايت ان الجنود مشحونون للغاية وليسوا بحاجة لانتظار الاوامر للقيام بعملهم التعيس‚ وليس على غرار جيل فيتنام الذي مثلت له الحرب فقدان البراءة‚ فجيل العراق ليس لديه في الاساس اية براءة فالكذب بالنسبة لهم هو شيء مركزي كما هي حال الضرائب بالنسبة للحكومة‚ وهو سعيد ليقال له ان كل هذه الحرب هي من اجل الحصول على غنيمة البترول‚ \r\n \r\n خلال عملي في تغطية حرب افغانستان والعراق في العامين الماضيين رأيت هذه المجموعة المختلة اجتماعيا والمسلحة تسليحا جيدا تصبح مطلوبات اميركا الدولية الرئيسية‚ \r\n \r\n هذا الشباب الذي يسيطر عليه العنف والذي يسيطر عليه ايضا حب الاستطلاع للخارج قد اصبح يساق ليكون نقطة القتال او بالاحرى نقطة تماس مع الحضارات القديمة التي لا يفهمها‚ \r\n \r\n النتيجة هي مأساوية ومظلمة وهي التي ستلحق الهزيمة الذاتية بأميركا وحلفائها‚ \r\n \r\n لقد حصل تطور هام للغاية في العراق خلال الاشهر القليلة وهو وقوف الرأي العام العراقي ضد الاحتلال مما اوجد تماسا مباشرا بين العراقيين وهؤلاء الشباب الاميركيين من رجال ونساء‚ \r\n \r\n فبدل ان تكسب عقول وقلوب الشعوب في الخارج اصبحت العسكرية الاميركية اكبر مصدر للمشاعر المعادية للاميركيين انها ترمز لقيام اميركا باعطاء الاولولية لانتاج الصواريخ وحاملات الطائرات على حساب التعليم والتوزيع العادل للدخل مما دفع المرتزقة لركوب الموجة من اجل الحصول على حصة من الكعكة العراقية الدسمة‚ \r\n \r\n ال 374 رجلا الذين كانوا في كتيبة المارينز التي رافقها رايت يمثلون ثقافة العنف‚ يقول احد الجنود لرايت (لقد تم غسل دماغنا وتم تدريبنا على القتال‚ في معكسرنا يتوجب علينا ان نقول 3 آلاف مرة يوميا «اقتل» من اجل هذا يبدو القتل بالنسبة لنا شيئا سهلا)‚ \r\n