مائة سنة قتل وجنون وليد الزبيدي عندما يخطط المرشح الاميركي جون ماكين للابقاء على القوات الاميركية في العراق مائة سنة, فإنه يحكم على اربعة اجيال من الشباب الاميركي بمستقبل مظلم, حيث سيتوزع هؤلاء من العاملين في الجيش الاميركي بين قتلى او جرحى ومجانين. نحن نفترض ان امر بقاء هذه القوات او انسحابها بيد جون ماكين, ونريد ان نناقش هذه الفرضية, اذا ما تحققت باصرار من قبل الحزب الجمهوري الذي يرى العراق من نافذة غربية, ففي زوايا هذه النافذة ما جلبه الاحتلال الاميركي من حسنات, تبدأ من انهيار هيبة وسمعة الولاياتالمتحدة , فقد انحدرت مكانة الجيش الاميركي والذي تربع على المرتبة الاولى في العالم, وخاض حرب عام 1991 ضد العراق وخرج منتصراً, وفي تلك الاثناء ووسط الهالة الكبيرة للقوة الاميركية, ترنح الاتحاد السوفيتي بعد حرب باردة طويلة, كان التلويح بقوة الجيش الاميركي في مقدمة الادوات لتلك الحرب وانهار الطرف الثاني في المعادلة الدولية, وقبل عقد من التاريخ الذي قرره الخبراء الاميركيون, وهو ما خلص اليه الرئيس الاميركي الاسبق ريتشارد نيكسون في كتابه الشهير (1999 نصر بلا حرب) والذي قرأ فيه مستقبل الاتحاد السوفيتي, ولا شك ان الانهيار قد رفع من بريق وهيبة اميركا وجيشها, وجاء ربيع عام 2003 لتبدأ رحلة غزو العراق ومن ثم احتلاله, ووصل التألق الاميركي الى اعلى درجاته, وهذا ما ظهر به جورج دبليو بوش في خطابه الشهير اول مايو عام2003. لكن بعد ما يقرب من خمس سنوات من القتال والحرب في العراق بين القوات الاميركية والمقاومة العراقية, فإن هيبة اميركا قد انحدرت من اعلى القمة الى ادنى درجة في السطح, فبدأت الدول تعيد حساباتها في تعاملها مع اميركا, وانتقلت من الوقوع تحت مظلة العصا الاميركية الغليظة, الى اعادة تقييمها من خلال الهزائم اليومية, التي تلحق بقواتها في العراق بفعل ضربات المقاومة, واذا كانت الحقائق قد تعرضت الى اوسع عملية تضليل في التاريخ, فإن روائح نتائج ما يجري في العراق بدأت بالخروج من هذه الزاوية او تلك, ومن اهم ذلك ما يشعر به المواطن الاميركي من انحدار في اسم اميركا, وادراك الكثيرين من الشعب الاميركي انهم ينتمون الى دولة تمارس القتل والاجرام بحق الامم و الشعوب. يضاف الى ذلك نظرة الاخر الى الاميركي, والى الولاياتالمتحدة وجيشها, وكيف انهزمت في العراق ولا شك ان ذلك ينعكس على الاجيال الاميركية, واذا حاول الاميركيون التخلص جزئياً من اذلال هزيمة فيتنام فإنهم لم يتمكنوا من ذلك فيما يتعلق بالعراق, واذا اراد المرشح الجمهوري جون ماكين الابقاء على قواته لمائة عام اخرى في العراق, فإنه يحكم على اربعة اجيال بالقتل والجنون, وعلى الاجيال الاخرى بالشعور بالخزي لانتمائهم الى الامة الاميركية. عن صحيفة الوطن العمانية 7/2/2008