كشف الكاتب والسيناريست محمد هشام عبيه، خلال ندوة ضمن فعاليات الماستر كلاس بمهرجان القاهرة الدولي للفيلم القصير، عن ملامح رحلته المهنية التي تمتد لأكثر من عشرين عامًا في مجالي الصحافة والدراما، موضحًا أنه بدأ مشواره بالعمل صحفيًا، حيث كوَّن خبرة واسعة في التحقيقات والعمل الميداني. وأشار عبيه، إلى نقطة التحول الأبرز في مسيرته جاءت عام 2013، أثناء حصوله على منحة دراسية في الولاياتالمتحدةالأمريكية، وهي الفترة التي تزامنت مع بداية ظهور تنظيم «داعش». وأوضح أن متابعة هذا التنظيم شغلت تفكيره بشكل كبير، خاصة من الزاوية الإنسانية والاجتماعية؛ ما دفعه بعد عودته إلى مصر إلى اتخاذ قرار الاتجاه لكتابة السيناريو. وأضاف أن هذا الاهتمام ترجم إلى عمل درامي تمثل في مسلسل «بطلوع الروح»، الذي تناول الحياة اليومية داخل تنظيم داعش، لافتًا إلى أنه اعتمد في كتابته على أرشيف صحفي واسع جمعه على مدار سنوات، ركز فيه على تفاصيل الحياة داخل التنظيم. وأكد أنه كان يطرح على نفسه تساؤلًا محوريًا حول أسباب تخلي بعض الأثرياء عن حياتهم المرفهة واختيارهم الانضمام إلى هذا الكيان، مشيرًا إلى طموحه في تقديم جزء ثانٍ من المسلسل. وتطرق «عبيه»، خلال الندوة، إلى العلاقة بين الصحافة والدراما، متسائلًا حول إمكانية تحويل الأبحاث العلمية والتحقيقات الصحفية إلى أعمال درامية. وأكد أن ذلك أمر ممكن شريطة تطوير الفكرة وبنائها دراميًا من خلال رحلة الشخصية وتحولاتها النفسية والاجتماعية، وما تمر به من تغيرات على مدار حياتها. وعن مسلسل «صلة رحم»، أوضح أن الفكرة جاءت من جهة الإنتاج وليست من بنات أفكاره، لافتًا إلى أن الأبحاث والتحقيقات الصحفية لا تمنح الكاتب بالضرورة الشخصيات الكاملة، لكنها توفر له الأساسيات التي يمكن البناء عليها دراميًا. وأكد في ختام حديثه أن تحويل أي فكرة إلى عمل درامي يتطلب توافر «الجملة التعريفية» التي تُقدَّم للمنتج، على أن تتضمن ملامح الشخصية وطبيعة حياتها والتحديات التي تواجهها والمسار الذي ستسلكه لتجاوز هذه التحديات. واختتم بالإعلان عن عزمه التوجه خلال الفترة المقبلة إلى صناعة الأفلام القصيرة وخوض هذه التجربة الفنية الجديدة.