شهدت مدينة العاشر من رمضان، بمحافظة الشرقية، مأساة إنسانية مروعة تقشعر لها الأبدان، حيث لقي عامل شاب مصرعه في حادث عمل مفجع داخل أحد أكبر مصانع الصناعات الغذائية الواقعة في نطاق دائرة قسم شرطة أول العاشر من رمضان. الحادث الذي وقع في الساعات الأخيرة، تحول إلى حديث الساعة بين العمال وأهالي المدينة، وسط حالة من الحزن الشديد التي خيمت على المنطقة الصناعية بأكملها. البداية كانت بتلقي الأجهزة الأمنية بمديرية أمن الشرقية إخطارًا من غرفة عمليات النجدة، يفيد بورود بلاغ من إدارة أحد المصانع بوقوع حادث داخل خط الإنتاج، مما أسفر عن وفاة أحد العمال على الفور. وانتقلت على الفور القيادات الأمنية وضباط قسم شرطة أول العاشر من رمضان إلى موقع البلاغ، مدعومين بسيارة إسعاف وفريق من الدفاع المدني للتعامل مع الموقف. وبالفحص والمعاينة الأولية، تبين أن الضحية كان يقوم بمهام عمله المعتادة بالقرب من إحدى الماكينات الضخمة التابعة لخطوط الإنتاج، وأثناء ذلك اختل توازنه أو سُحب جزء من ملابسه داخل التروس (وفقًا للتحقيقات الأولية)، مما أدى إلى انحشاره داخل الماكينة ولفظ أنفاسه الأخيرة في الحال متأثرًا بإصاباته البالغة التي تنوعت ما بين تهتكات وجروح قطعية وكسور مضاعفة، ولم تفلح محاولات زملائه في إنقاذه نظرًا لقوة وسرعة الآلة. قامت سيارة الإسعاف بنقل الجثمان إلى مشرحة المستشفى القريب تحت تصرف النيابة العامة، فيما فرضت القوات الأمنية طوقًا حول موقع الحادث للاستماع إلى أقوال شهود العيان من العمال والمشرفين المتواجدين وقت الواقعة. كما تم التحفظ على كاميرات المراقبة الخاصة بالمصنع لتفريغها والوقوف على ملابسات الحادث بشكل دقيق والتأكد من وجود شبهة جنائية من عدمه، أو ما إذا كان الحادث ناتجًا عن إهمال في إجراءات السلامة والصحة المهنية. من جانبها، باشرت النيابة العامة بمدينة العاشر من رمضان التحقيقات، حيث أمرت بانتداب مفتش الصحة لتوقيع الكشف الطبي على الجثة وبيان سبب الوفاة، كما طلبت تشكيل لجنة فنية من مديرية القوى العاملة لفحص الماكينة ومراجعة اشتراطات الأمان المتبعة داخل المصنع، وتحديد المسؤولية التقنية عن هذا الحادث الأليم الذي راح ضحيته شاب في مقتبل العمر كان يسعى وراء لقمة عيشه.