في جميع الحروب يحصل تساقط لطرف، وتصاعد للطرف الاخر، ومهما قيل عن استقالة الادميرال وليم فالون قائد القوات الاميركية في الشرق الاوسط، فإنه في حقيقة الامر يندرج تحت عنوان المتساقطين، وكلما زاد عدد هؤلاء، فإن ذلك يدلل على صعود طرف الحرب الثاني، واقصد المقاومة في العراق والقوى الوطنية، فتراه في تألق وتصاعد. لنجري مقارنة بسيطة، تبدأ من أسماء وعناوين اهم الذين تساقطوا خلال حرب السنوات الخمس في العراق، التي تدور رحاها منذ الايام الاولى لاحتلال العراق في التاسع من ابريل 2003، بين الجيش الاميركي بكل ما يملك من قوة وتسليح وتجهيز واقتصاد ووسائل اعلام، وبين فصائل وكتائب وجيوش المقاومة في العراق، التي تمتلك الايمان والتضحية والاصرار على طرد الاحتلال. من بين اهم الاسماء بول وولفويتز نائب ووزير الدفاع الاميركي واحد اهم مخططي الحرب على العراق، والذي سارع في وقت مبكر لزيارة العراق بعد الاحتلال، لكنه سرعان ما أعلن في الثالث والعشرين من يوليو 2003، ان القادة الاميركيين لم يتوقعوا ظهور مقاومة في العراق ضد القوات الاميركية، وفي زيارته خلال شهر نوفمبر2003، استهدفت المقاومة فندق الرشيد الذي يسكن فيه، ويقع داخل المنطقة الخضراء شديدة التحصين، واصابت صواريخ المقاومة الطابق الحادي عشر الذي ينزل فيه وولفويتز ويتذكر الجميع حالة الهلع والخوف التي ظهر بها عندما تحدث عبر الفضائيات بعد ساعات من تعرضه للهجوم المباشر، وعندما سقط وولفويتز تم نقله إلى اهم مؤسسة اقتصادية ومالية دولية هو البنك الدولي، وافتضح ما فعله مع عشيقته وتعرف العالم اجمع على السلوك المشين له، وهو الذي شارك في وضع اهم مخططات غزو العراق واحتلاله. وسقط اقوى الداعمين لجورج بوش الابن في غزو العراق رئيس الوزراء البريطاني توني بلير، الذي تعرض لهجمات عنيفة من قبل البريطانيين، بعد ان تبين أن مشاركتهم في حرب العراق، لا تأتي إليهم الا بالخسائر والويلات. تساقط كولن باول الذي قاد الحملة التمهيدية لغزو العراق في مجلس الامن والمحافل الدولية، وكان اشهرها عرض تقريره الكاذب الشهير امام مجلس الامن في الخامس من فبراير 2003، اي قبل ستة اسابيع من الغزو، لكنه سرعان ما جلس تحت يافطة المتساقطين. رحل عن الخدمة جون ابي زيد وزيني وريكاردوس سانشيز وقادة كثيرون، واخذ الكثير من المتساقطين يوجهون الانتقادات الشديدة للادارة الاميركية وكان اكثرهم صراحة ووضوحا سانشيز. ان الذين يريدون فتح سجل بأسماء المتساقطين من كبار الشخصيات، التي خططت وقادت حرب احتلال العراق، سيتفاجأ بمناصبهم واسمائهم. لكن مع الطرف الاخر، يجد المرء ذلك التصاعد والالق الكبيرين لطرف الحرب الثاني، وهو فصائل وجيوش المقاومة والقوى الوطنية، المناهضة للاحتلال ولن تكون اخر المتساقطين الادميرال وليم فانون.