مازالت الهجرة غير الشرعية تحصد أرواح الشباب المصرى رغم الاحتياطات التى تتخذها الدولة، ما هو السبب الذى يدفع الآلاف من الشباب للمخاطرة بحياته وماله للذهاب إلى المجهول الذى ينتظرهم؟! ولماذا يلجأ الشباب لهذا السلوك رغم كل ما يسمعه من غرق الكثير من مراكب الهجرة غير الشرعية..؟! هل هو بسبب الفقر والبطالة والسعى للرزق كما يقولون.. لا أعتقد لأن مئات الآلاف التى يدفعها المهاجر بعد أن تبيع أسرته كل ما تملك من الممكن أن يبدأ به مشروعاً صغيراً وسط أهله ووطنه ولكنه ضيق الأفق والرغبة فى الثراء السريع بدون مجهود حتى لو كان الطريق يعرضه للغرق وفقدان حياته وأحلامه وسط أعماق البحار..! وحتى لو وصل إلى غايته سليماً من يضمن له عدم «البهدلة» والعمل فى مهن يرفضها فى بلده! ومن أجل تحقيق الثراء السريع يخوض فى طريق محفوف بالمخاطر والغرق ورائحة الموت الذى يُفجع الأسر ويخسر المجتمع طاقة خيرة شبابه.. أمس الأول أعلنت وزارة الخارجية وفاة 14 مواطناً مصرياً إثر غرق مركب هجرة غير شرعية قبالة السواحل اليونانية، الموت هو الثمن الذى دفعه هؤلاء الشباب ثمناً لأحلامهم غير الشرعية، فهل الهجرة غير الشرعية هى الحل الوحيد للفقر والبطالة، وهل لا توجد لهؤلاء الشباب بدائل حقيقية غير هذا الطريق المحفوف بالمخاطر..؟! هل هناك تقصير من المجتمع فى حق التوعية لهؤلاء الشباب، وتساؤلات كثيرة هل الإجابة عليها من الصعوبة تجعلنا لا نحتوى هؤلاء الشباب..؟! إن الأوطان لا تُبنى إلا بشبابها وحمايتهم وتوعيتهم لا أن نجعلهم أرقاماً فى سجل الوفيات..! المسئولية تجمعنا دولة ومؤسسات وتعليماً وإعلاماً وجمعيات وأفراداً كلنا مساهمون فى التوعية والحفاظ على شبابنا لا فى فقدانهم ليعودوا إلينا فى نعوش قبل أن يكتمل حلمهم.