جرائم القوات البريطانية في العراق و افغانستان لا تقل بشاعتها وانتهاكاتها لحقوق الانسان عن جرائم اشقائهم في امريكا..وان كان قد تم التغطية علي الكثير من فضائحهم حتي لا تصل لوسائل الاعلام العالمية ربما بسبب الطبيعة المتحفظة للبريطانيين عن الامريكيين. قبل ايام قليلة و في سابقة هي الاولي من نوعها منذ غزو القوات البريطانية لافغانستان في 2001تم توجيه اتهامات بالقتل لخمسة من مشاة البحرية الملكية في بريطانيا لمقاتل من طالبان.الجريمة وقعت قبل عام في اقليم هيلموند بالجنوب حيث يتمركز 9500 من القوات البريطانية ..وارتكبها 5 من مشاة البحرية البريطانية الذين يوصفون بصفوة المقاتلين في العالم والمعروفون بذوي البيريهات الخضراء. وكان جهازالادعاء المستقل الذي يتولي عادة التحقيق في الجرائم التي يرتكبها العسكريون البريطانيون في الخارج قد حقق مع 9 من المارينز البريطانيين خلال الشهر الماضي واطلق سراح 4 منهم دون توجيه اتهامات لهم بينما استمر اعتقال الخمسة الباقين بتهمة قتل مقاتل جريح من طالبان . ويريد المحققون معرفة ماذا حدث بعد ان اشتبك المارينز مع مقاتل طالبان ؟هل كان المصاب مسلحا عندما قتل؟هل تم تقديم الاسعافات الطبية له؟ لقد تم كشف الجريمة عندما استيقظ ضمير احد شهود الجريمة وتقدم بشكوي كشف فيها قتل مقاتل طالباني بما ينتهك قواعد القتال الذي يجب ان يلتزم به المقاتلون البريطانيون ويعرفه جيدا كل جندي .كشف المحققون ان المارينز لم يبلغوا قيادتهم بالواقعة عند حدوثها وان القتيل لم يكن مدنيا ..ورفضوا تقديم المزيد من التفاصيل الا ان قيام المحققين بتوجيه اتهامات بالقتل للمارينز الخمسة له معني واحد ان الرجل قتل بعد ان اصبح بين ايدي المارينز وانه لم يكن يشكل اي تهديد علي حياتهم ولم يكن مسلحا وقت قتله. وكان قد تم القبض علي جندي بريطاني وبحوزته لاب توب في جريمة مختلفة وبفحص اللاب توب استوقف نظر المحققين شريط ڤيديو لمجموعة من مشاة البحرية البريطانية وهم يتناقشون فيما بينهم حول ما يجب عمله إزاء مقاتل جريح اصيب في تبادل اطلاق نار مع المارينز وهل يجب تقديم الاسعافات الطبية له؟ الواضح من الاتهامات ان المارينز قتلوا المقاتل المصاب ولم يكن معه سلاحه بعد ان اصبح في حوزتهم بما يخالف مواثيق الحروب. اعلنت وزارة الدفاع البريطانية ان الجيش حريص كل الحرص علي تنفيذ قوانين وقواعد الحرب المتفق عليها وان اي تجاوزات سيتم التعامل معها.. ويبدو انهم نسوا الكوارث المفجعة التي ارتكبها جنودهم في العراق وافغانستان والتي القت بظلالها علي سمعة الجيش البريطاني ومن قبله الامريكي.. فالانتهاكات وجرائم الحرب والوحشية التي مارسها جنود الجيشين الامريكي والبريطاني علي شعبي افغانستان والعراق تم توثيقها في حينها وفضحتها وسائل اعلام الدولتين قبل غيرهم وليس هناك فرق بين ما ارتكبه الجنود الامريكيون مع المسجونين في ابو غريب وما ارتكبه الجنود البريطانيون في المعتقلات التي كانوا يشرفون عليها فحجم الجرائم والبشاعة واحد ولا ننسي موت المواطن العراقي بهاء موسي من التعذيب وكانت القوات البريطانية قد اعتقلته وكان يعمل موظف استقبال في احد فنادق بغداد مع 9 عراقيين اخرين وتعرضوا لتعذيب بشع شوه ملامح وجهه وعثر علي 93 اصابة في جثته. تم تقديم 7 جنود بريطانيين للمحاكمة وحكم كالعادة ببراءة 6 منهم والسجن عاما علي السابع فهل هذا الحكم يوازي الجريمة التي ارتكبت؟ قدمت وزارة الدفاع اعتذاراً عن سوء معاملة المعتقلين ودفعت ما يوازي 5 ملايين دولار للضحايا وهناك مئات القضايا المشابهة والتي تم فضحها في وسائل الاعلام.وعادة ما كان يحصل الجنود السفاحون علي احكام لا تتجاوز السجن شهورا قليلة سواء في امريكا او بريطانيا. فهل هذه عدالتهم؟