التروسيكل ..»سيد الموقف« في بهتيم ! سيارات متهالكة..وسائل نقل غير آدمية.. مركبات تنقل الموت للمواطنين بدلا من ان تنقلهم.. الاف السيارات التي تنتشر في المحافظات والاحياء الشعبية بعيدا عن أعين الرقابة علي الطريق.. تنشر الفزع والخطر في كل مكان.. تجري بسرعة جنونية.. تفتقر الي ابسط «معاني الادمية».. الامان مفقود.. والخطر موجود.. علب سردين بشرية تتحرك علي 4 عجلات.. يتراص الركاب كأنهم شحنة يسارع السائق لتسليمها إلي المجهول.. حتي صارت الكثير من الطرق ملطخة بدماء الأبرياء بسبب تلك العربات التي لا يدري أحد كيف تستمر في جريمتها دون حساب، وكيف يتركها رجال المرور تعمل دون بتلك الصورة المزرية.. الغريب أن هذا المشهد صار مألوفا، ليس فقط في الأحياء الشعبية والفقيرة، بل غزا مختلف المحافظات، حتي صارت علب الموت المتحركة علي 4 عجلات جزءا من الحياة اليومية لملايين المصريين بتلك المحافظات.. «الأخبار» تستعرض في هذا الملف جانبا من المعاناة التي تشهدها المحافظات والاحياء الشعبية، نتيجة غياب منظومة حقيقية للنقل توفر وسائل المواصلات الادمية الواقع الذي يعيشه المواطنون مع وسائل المواصلات مأساوي ويؤكد غياب منظومة النقل «الادمي» في الاحياء والمناطق الشعبية وفي المحافظات ايضا.. في انتظار تحرك شامل لتغيير ذلك الواقع الصعب. بداية جولتنا كانت من بهتيم هناك كان الوضع صعبا.. المواطنون مضطرون الي استخدام عربات متهالكة باب الصعود الخاص بأحد الاتوبيسات التي وقفت في ميدان بهتيم لنقل الركاب أختفي، وسلالمه الثلاثة أختفي منها اثنان.. اثار الصدمات والاحتكاكات التي خاضها الاتوبيس أخفت لونه الأصلي وبدت مخلفات الحوادث التي مر بها ذلك الكائن الغريب الذي يشبه الاتوبيس كندوب واضحة تحكي مسيرته الخطرة لسنوات طويلة.. وفي ظل هذه الحالة لا تسأل عن كشافات الاضاءة أو وسائل الأمان، فهذا السؤال قد يكون ضربا من العبث!! الكراسي علي قلتها داخل الاتوبيس لا توجد بها مساند وبعضها يصلح للجلوس والبعض الاخر ضاع نصفه ليجد الركاب أنفسهم بلا ظهر يحميهم من مغامرات السائق الذي يقود ذلك الكائن الخرافي برعونة معرضا حياة مئات المواطنين للخطر الداهم دون مراعاة لأي قانون او اعتبار إنساني وهذا هو حال كافة «اوتوبيسات الرحلات» التي تستخدم في النقل الداخلي دون الخضوع لأي ترخيص او رقابة. وفي بهتيم من الداخل يتغير شكل وسيلة المواصلات غير الادمية المتمثلة في اوتوبيس «الخرافي» الي تروسيكل يمثل كارثة بكل المقاييس تسير علي 3 عجلات ولا يحمل لوحات معدنية ويحدد سائقه الاجرة حسب طول المسافة.. ابناء بهيتم يعانون اشد المعاناة مع هذه المواصلات غير الادمية، وليس امامهم اي خيار اخر سوي هذه المواصلات لقضاء مصالحهم والذهاب الي اعمالهم وفي منطقة اسفل الطريق الدائري ببهتيم كون عدد من السائقين موقفا عشوائيا للعشرات من الميكروباصات والتروسيكل لاستقطاب الزبائن الذين غالبا ما يقرأون الفاتحة علي أرواحهم قبل الصعود لأي عربة من العربات التي اصطفت في الموقف.