«مستقبل وطن».. أمانة الشباب تناقش الملفات التنظيمية والحزبية مع قيادات المحافظات    تفاصيل حفل توزيع جوائز "صور القاهرة التي التقطها المصورون الأتراك" في السفارة التركية بالقاهرة    200 يوم.. قرار عاجل من التعليم لصرف مكافأة امتحانات صفوف النقل والشهادة الإعدادية 2025 (مستند)    سعر الذهب اليوم الإثنين 28 أبريل محليا وعالميا.. عيار 21 الآن بعد الانخفاض الأخير    فيتنام: زيارة رئيس الوزراء الياباني تفتح مرحلة جديدة في الشراكة الشاملة بين البلدين    محافظ الدقهلية في جولة ليلية:يتفقد مساكن الجلاء ويؤكد على الانتهاء من تشغيل المصاعد وتوصيل الغاز ومستوى النظافة    شارك صحافة من وإلى المواطن    رسميا بعد التحرك الجديد.. سعر الدولار اليوم مقابل الجنيه المصري اليوم الإثنين 28 أبريل 2025    لن نكشف تفاصيل ما فعلناه أو ما سنفعله، الجيش الأمريكي: ضرب 800 هدف حوثي منذ بدء العملية العسكرية    الإمارت ترحب بتوقيع إعلان المبادئ بين الكونغو الديمقراطية ورواندا    استشهاد 14 فلسطينيًا جراء قصف الاحتلال مقهى ومنزلًا وسط وجنوب قطاع غزة    رئيس الشاباك: إفادة نتنياهو المليئة بالمغالطات هدفها إخراج الأمور عن سياقها وتغيير الواقع    'الفجر' تنعى والد الزميلة يارا أحمد    خدم المدينة أكثر من الحكومة، مطالب بتدشين تمثال لمحمد صلاح في ليفربول    في أقل من 15 يومًا | "المتحدة للرياضة" تنجح في تنظيم افتتاح مبهر لبطولة أمم إفريقيا    وزير الرياضة وأبو ريدة يهنئان المنتخب الوطني تحت 20 عامًا بالفوز على جنوب أفريقيا    مواعيد أهم مباريات اليوم الإثنين 28- 4- 2025 في جميع البطولات والقنوات الناقلة    جوميز يرد على أنباء مفاوضات الأهلي: تركيزي بالكامل مع الفتح السعودي    «بدون إذن كولر».. إعلامي يكشف مفاجأة بشأن مشاركة أفشة أمام صن داونز    مأساة في كفر الشيخ| مريض نفسي يطعن والدته حتى الموت    اليوم| استكمال محاكمة نقيب المعلمين بتهمة تقاضي رشوة    بالصور| السيطرة على حريق مخلفات وحشائش بمحطة السكة الحديد بطنطا    بالصور.. السفير التركي يكرم الفائز بأجمل صورة لمعالم القاهرة بحضور 100 مصور تركي    بعد بلال سرور.. تامر حسين يعلن استقالته من جمعية المؤلفين والملحنين المصرية    حالة من الحساسية الزائدة والقلق.. حظ برج القوس اليوم 28 أبريل    امنح نفسك فرصة.. نصائح وحظ برج الدلو اليوم 28 أبريل    أول ظهور لبطل فيلم «الساحر» بعد اعتزاله منذ 2003.. تغير شكله تماما    حقيقة انتشار الجدري المائي بين تلاميذ المدارس.. مستشار الرئيس للصحة يكشف (فيديو)    نيابة أمن الدولة تخلي سبيل أحمد طنطاوي في قضيتي تحريض على التظاهر والإرهاب    إحالة أوراق متهم بقتل تاجر مسن بالشرقية إلى المفتي    إنقاذ طفلة من الغرق في مجرى مائي بالفيوم    إنفوجراف| أرقام استثنائية تزين مسيرة صلاح بعد لقب البريميرليج الثاني في ليفربول    رياضة ½ الليل| فوز فرعوني.. صلاح بطل.. صفقة للأهلي.. أزمة جديدة.. مرموش بالنهائي    دمار وهلع ونزوح كثيف ..قصف صهيونى عنيف على الضاحية الجنوبية لبيروت    نتنياهو يواصل عدوانه على غزة: إقامة دولة فلسطينية هي فكرة "عبثية"    أهم أخبار العالم والعرب حتى منتصف الليل.. غارات أمريكية تستهدف مديرية بصنعاء وأخرى بعمران.. استشهاد 9 فلسطينيين في قصف للاحتلال على خان يونس ومدينة غزة.. نتنياهو: 7 أكتوبر أعظم فشل استخباراتى فى تاريخ إسرائيل    29 مايو، موعد عرض فيلم ريستارت بجميع دور العرض داخل مصر وخارجها    الملحن مدين يشارك ليلى أحمد زاهر وهشام جمال فرحتهما بحفل زفافهما    خبير لإكسترا نيوز: صندوق النقد الدولى خفّض توقعاته لنمو الاقتصاد الأمريكى    «عبث فكري يهدد العقول».. سعاد صالح ترد على سعد الدين الهلالي بسبب المواريث (فيديو)    اليوم| جنايات الزقازيق تستكمل محاكمة المتهم بقتل شقيقه ونجليه بالشرقية    نائب «القومي للمرأة» تستعرض المحاور الاستراتيجية لتمكين المرأة المصرية 2023    محافظ القليوبية يبحث مع رئيس شركة جنوب الدلتا للكهرباء دعم وتطوير البنية التحتية    خطوات استخراج رقم جلوس الثانوية العامة 2025 من مواقع الوزارة بالتفصيل    البترول: 3 فئات لتكلفة توصيل الغاز الطبيعي للمنازل.. وإحداها تُدفَع كاملة    نجاح فريق طبي في استئصال طحال متضخم يزن 2 كجم من مريضة بمستشفى أسيوط العام    حقوق عين شمس تستضيف مؤتمر "صياغة العقود وآثارها على التحكيم" مايو المقبل    "بيت الزكاة والصدقات": وصول حملة دعم حفظة القرآن الكريم للقرى الأكثر احتياجًا بأسوان    علي جمعة: تعظيم النبي صلى الله عليه وسلم أمرٌ إلهي.. وما عظّمنا محمدًا إلا بأمر من الله    تكريم وقسم وكلمة الخريجين.. «طب بنها» تحتفل بتخريج الدفعة السابعة والثلاثين (صور)    صحة الدقهلية تناقش بروتوكول التحويل للحالات الطارئة بين مستشفيات المحافظة    الإفتاء تحسم الجدل حول مسألة سفر المرأة للحج بدون محرم    ماذا يحدث للجسم عند تناول تفاحة خضراء يوميًا؟    هيئة كبار العلماء السعودية: من حج بدون تصريح «آثم»    كارثة صحية أم توفير.. معايير إعادة استخدام زيت الطهي    سعر الحديد اليوم الأحد 27 -4-2025.. الطن ب40 ألف جنيه    خلال جلسة اليوم .. المحكمة التأديبية تقرر وقف طبيبة كفر الدوار عن العمل 6 أشهر وخصم نصف المرتب    البابا تواضروس يصلي قداس «أحد توما» في كنيسة أبو سيفين ببولندا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



النقل الداخلي .. أزمة الأقاليم
نشر في المساء يوم 04 - 01 - 2013

معظم المحافظات لا يوجد فيها مرفق نقل داخلي. وإذا وجد فسياراته متهالكة سواء كانت برية أو نهرية. أما تلك التي تعتمد في تنقلاتها علي الميكروباص والسيارات نصف النقل فحدث عنها ولا حرج. فهي غير آدمية. ويتحكم سائقو الميكروباص في الأجرة.
علي مزاج السائق .. في المنيا
المنيا مهاب المناهري :
يوجد بمدينة المنيا مشروع للنقل الجماعي تابع للمحافظة ويضم أكثر من 50 اتوبيساً ويقوم بنقل الركاب بين المراكز التسعة بجانب التعاقد مع بعض المصالح الحكومية في نقل الموظفين. وفي داخل المدينة يوجد أكثر من 220 "سرفيس خاص" ملك للأهالي يعمل في 9 خطوط متفرقة تبدأ في احياء "الشرطة العسكرية الحبشي الاخصاص دماريس فاباس شارع مضرب الأرز كدواني أبو هلال ماقوسة النقابات وتنتهي بمحطة الجامعة" إلا أن بعض الخطوط لا تعمل منها ماقوسة وكدواني وفاباس شارع مضرب الأرز في حين تم اصدار ترخيص لخطوط السير لهم إلا انهم يعملون في خطوط سير أخري.
يقول المهندس نيازي مصطفي بإدارة التخطيط العمراني بالمحافظة بأن المشكلة الرئيسية تكمن في عدم احترام سائقي السرفيس لآداب وقواعد وارشادات المرور بجانب الكثافة المرورية التي تشهدها المحافظة وشبكة الطرق. مؤكداً بأن وجود سرفيس للنقل الداخلي يحتاج العديد من الضوابط والرقابة الصارمة حتي يجد المواطن الخدمة الجيدة.
طالب بضرورة دراسة شبكة الطرق جيداً ومدي استيعابها للكثافة المرورية والسيارات التي تسير عليها.
سامح محمد رشدي "طالب بجامعة المنيا" أكد أن السائقين لا يلتزمون بخطوط السير نهائياً. فأثناء ذهابي إلي الجامعة فوجئ بسائق السرفيس يخبر الركاب بأنه سيقوم بالعودة إلي خط الحبشي وانزلتهم من السيارة بعدما تقاضي الاجرة عند بنك الاسكان والتعمير حتي يركب الموظفون.
اضاف باسم وجيه "صاحب مطبعة" بأنه لا يوجد اماكن لانتظار سيارات السرفيس بل اصبح هناك عشوائية تحت كوبري الحبشي والبقاء للأقوي. فلا توجد السيولة المرورية الكافية للحركة في الشوارع والميادين لاستيعاب السيارات.
اضاف محمد فؤاد "مدرس" أن غياب عنصر الأمن والأمان والمتانة بالمركبة يعرض الركاب للخطر فتجد السرفيس بدون طفاية حريق وزجاج والأرضية مفتوحة ناهيك عن الكاوتش تحت أرجل الركاب ولايستخدمون الاشارات بل انه يشبه الثعبان الملتوي علي الطريق.
عزت حسين "صاحب محل" أوضح بأن الصبية يقودون السرفيس ولا توجد رقابة مرورية نهائياً كما قام السائقون برفع تسعيرة الركوب من 15 قرشاً إلي 25 قرشاً وبعد الثورة اصبحت 50 قرشاً ولا توجد رقابة نهائياً من الجهات المعنية فالسائقون لا يملكون رخص قيادة لهم أو رخصة تسيير للمركبة ناهيك عن الألفاظ الخادشة للحياء العام.
أحمد . م . ع "سائق سرفيس" قال: تسعيرة الركوب كانت 25 قرشاً ونظراً للزيادة المفرطة في قطع الغيار وعدم توفر السولار قمنا بالاتفاق فيما بيننا برفعها إلي 50 قرشاً حتي نستطيع تسديد اقساط السيارة والكاوتش والبطارية.
اضاف: انه يقوم بدفع كارتة لإدارة تشغيل المواقف حسب عدد ركاب السيارة وتبدأ الكارتة الشهرية من 30 جنيهاً إلي 35 و40 و45 جنيهاً للسرفيس الكبير الذي يسع 28 راكباً. في حين لم يروا الموظفين إلا اثناء تجديد الرخصة وأحياناً يدفعون الكارتة سنوياً أو شهرياً حسب السيولة.
قال: نعم أحياناً اقوم بتنزيل الركاب في نصف الطريق إذا وحدت ركاب ناحية المدارس أو مديرية التربية والتعليم واني احترم الركاب واقوم بتركيبهم في سيرفيس آخر نظراً لأني تقاضيت الأجرة منهم لأني ارغب أن احقق أكبر قدر من الدخل بالوردية "صباحياً أو مسائياً" لصاحب السيارة.
أكد علي أن سائقي السرفيس يعانون من نقص السولار وأحياناً نلجأ لشرائه من السوق السوداء بسعر الصفيحة ال 20 لتراً ب 40 جنيهاً من بعض القري.
غير آدمي .. في بني سويف
بني سويف أسامة مصطفي :
تعتمد محافظة بني سويف في النقل الداخلي الذي يربط عاصمة المحافظة بمدنها وقراها علي سيارات الأجرة "الميكروباص" وأحياناً "الربع نقل" وذلك بعد عزوف شركات النقل الجماعي من المحافظة الأمر الذي أدي إلي استغلال سائقي الأجرة للركاب بزيادة تعريفة الركوب المقررة بنسبة تصل إلي 100%.
قال عبدالحميد متولي حسان "موظف" استقل سيارات الأجرة يومياً من قريتي منيل موسي التابعة لمركز ببا إلي مقر عملي بمدينة بني سويف في الذهاب والعودة مما يكبدني مشقة وضياع 3 ساعات وأكثر في المواصلات.
أكد عزت عبدالمجيد "بالمعاش" أن سائقي سيارات الأجرة يرفعون تعريفة الركوب المقررة بنسبة 100% بحجة شراء السولار من السوق السوداء.
قال رمضان عاصم محمد متولي "ليسانس آداب" قمت بإعداد بحث عن مشكلة المواصلات والمرور بمدينة ببا وانتهت إلي عدة حلول وهي ضرورة وجود رقابة فعالة من إدارة المرور والمواقف علي تعريفة الركوب. التي زادت من 85 قرشاً إلي 150 قرشاً في الأوقات العادية. وبعد المغرب ترتفع إلي جنيهين بجانب إلزام سيارات الأجرة بالوقوف بالموقف المحدد بدلاً من شغل الطريق العام وكذلك إلزام سيارات النقل الثقيل والسيارات المتجهة إلي الوجه القبلي بالطريق الدائري بدلاً من الطريق الداخلي الذي يمر وسط المدينة.
أكد خالد عباس "معلم" أن سائقي السيارات الربع نقل يقومون بنقل الركاب من قري مركز الفشن إلي مدينمة الفشن بطريقة غير آدمية بالإنسان والحيوان جنباً إلي جنب في الربع نقل وتساءل متي يعود بمساكن المرور الذين ذهبوا بعد الثورة ولم يعودوا.
أما أميرة فرحات جابر "طالبة جامعية" فقالت أسافر يومياً من مدينة سمسطا إلي مدينة بني سويف الجديدة. حيث مقر الجامعة وأعاني وزملائي أشد المعاناة في المواصلات سواء في الذهاب أو العودة. علاوة علي قيام سائقي الأجرة برفع تعريفة الركوب من 150 قرشاً إلي 250 قرشاً وغالباً لا نجد المواصلات. أضافت أنه بعد لقاء أتوبيسات النقل الجماعي أصبحنا تحت سطوة سائقي الميكروباص.
قال "محمد السيد" مدير مشروع المواقف بالمحافظة أنه لدينا شركة نقل جماعي واحدة فقط تعمل علي الخطوط الطوالي وهي شرم الشيخ والغردقة والمنيا وذلك بعد عزوف حوالي 6 شركات للنقل الجماعي عن العمل في بني سويف علي مدار السنوات القليلة الماضية.
إلا أن نظراً لضعف إيرادات مشروع المواقف بعد وقف تحصيل الكارتة المجمعة وتأجيلها أصبحت المحافظة غير قادرة علي دعم الشركة فاضطرت أن تترك بني سويف منذ 18 شهراً.
وحول تطبيق قرار المحافظ بتطبيق غرامة قدرها 500 جنيه علي السيارات المخالفة أوضح مدير المشروع أنها إذا تلقينا أي شكوي من المواطنين أو شاهدنا مخالفة فعند تطبيق الغرامة يقوم السائقون بالإضراب عن العمل في ظل الانفلات الأمني والأخلاقي الذي نعيشه وعندما نتحدث مع السائق عن رفع الأجرة يشكو لك حالة ارتفاع أسعار قطع الغيار واطارات الكاوتشوك والسولار والبنزين وخلافه.
من جانبه أكد المحافظ المستشار ماهر بيبرس أنه تم إلغاء العقد المبرم مع الشركة الهندسية للنقل الجماعي نظراً لأن العقد كان يلزم المحافظة بدفع 40 ألف جنيه شهرياً كدعم لها وتعويضها عن الخسائر التي تتكبدها رغم أن الأتوبيسات الخاصة بالشركة متهالكة ولا تؤدي الغرص المخصص لها. لذلك تم الغاء العقد حفاظاً علي المال العام.
أضاف المحافظ أن شركة أتوبيس الوجه طلبت من المحافظ توفير باكية في موقف محيي الدين فأبدينا استعدادنا شريطة توفير أتوبيسات للعمل علي الخطوط الداخلية كبديل للنقل الجماعي بجانب أتوبيساتها التي ستعمل علي الخطوط الطوالي وسوف ترد الشركة علي هذا الاقتراح الأسبوع القادم.
يحتضر .. في كفر الشيخ
كفر الشيخ عبدالقادر الشوادفي :
بالرغم من ولادته قوياً داخل المحافظة منذ عام ..1976 واستطاع حل أغلبية مشاكل المواصلات بالمدن والقري. إلا أن هذا المشروع العملاق بدأ الآن يموت رويداً رويداً ببطء شديد بسبب عدم التحمس له في الوقت الحالي من المسئولين بالوحدات المحلية. بالإضافة إلي أعمال البلطجة والتهديدات المستمرة التي يواجهها العاملون بالمشروع الذي يضم 56 أتوبيساً وسيارات سيرفيس إلي جانب 120 سائقاً ومحصلاً وميكانيكياً وإدارياً و9 من أعضاء مجلس الإدارة.
يقول الحاج محمد الشاذلي رئيس مجلس إدارة جمعية نقل الركاب بكفر الشيخ استطاعت جمعيتنا تقديم خدمات ملموسة لأبناء المحافظة من خلال هذا المشروع الذي كان يخدم أغلبية مدن وقري المحافظة من أقصاها إلي أقصاها. والآن تغير الوضع وقامت الوحدة المحلية في عهد المحافظ السابق أحمد زكي عابدين واللواء حسين الطاهر رئيس المدينة السابق بنقلنا بالقوة من مكاننا بقلب مدينة كفر الشيخ إلي مكان متطرف خلف حي الزهور بالمدينة. واضطررنا مرغمين لإنشاء مبني جديد لنا كلفنا ما يقرب من مليون جنيه.. وفوجئنا بإحدي الجمعيات الأهلية تقوم منذ عام بحفر قطعة الأرض المجاورة والمخصصة لها لإنشاء مبني مخصص لها وتركت الحفر العميق بجوارنا مما يهدد المبني الجديد الخاص بنا ولا أحد يتحرك وشكونا إلي المحافظ ورئيس المدينة الجديد لانقاذنا. لكن بدونو جدوي.. ونعاني الآن من عدم وجود جراج أو أرض فضاء للأتوبيسات وسيارات السرفيس الخاص بنا ونتركهم في العراء وفي أماكن متناثرة لحين توفير جراج أو أرض فضاء.
أضاف فتحي عبدالفتاح فايد مدير الجمعية نمتلك 28 أتوبيساً و28 سيارة سيرفيس ونتعرض دائماً لأعمال البلطجة والتهديدات من أصحاب التكاتك إذا ذهبنا إلي منطقة غرب مدينة كفر الشيخ ونطالب بحمايتنا من هؤلاء حتي نقدم خدماتنا للمواطنين علي أكمل وجه بمناطق كفر الشيخ المختلفة. ونعاني في الوقت الحالي من ضرورة توفير 50 ألف جنيه رواتب شهرية و16 ألف جنيه سولار و10 آلاف جنيه زيوت ولا نستطيع شراء أتوبيسات جديدة أو اصلاح وصيانة الموجود بسبب قلة امكانياتنا المادية.. ونطالب بتفعيل القانون الذي ينص علي تحصيل جمعيات نقل الركاب نسبة 25% من صافي مشروع مواقف سيارات الأجرة. خاصة أننا حصلنا علي أحكام قضائية بذلك.
سرقة وتحرش .. بأسيوط
أسيوط محمود وجدي :
تعد مشكلة النقل الداخلي في أسيوط من أهم أطراف معاناة المواطن الأسيوطي في حياته اليومية سواء علي المستوي الداخلي في المراكز والقري أو علي مستوي التنقل بين المدن المختلفة. وأما علي مستوي مدينة أسيوط فحدث ولا حرج حيث إن نسبة الزحام تشكل عبئاً كبيراً علي المواطن خلاف الأسلوب غير الأخلاقي. بالإضافة إلي حوادث النشل والسرقة التي يتعرضون لها بسبب ذلك الزحام. ولا سيما أن مدينة أسيوط بها 4 مواقف رئيسية هي نزلة عبدالله. وجامعة الأزهر. وأمام المستشفي الجامعي والأربعين وهي مقسمة ما بين النقل الداخلي والنقل الخارجي سواء بمدن المحافظة أو المحافظات المجاورة وهو ما يؤدي إلي وجود نسبة عالية من الزحام علي تلك المواصلات ومنها تحدث الكثير من المشاكل التي يعانيها المواطن في هذا القطاع الهام.
في البداية يقول سيد عبدالحافظ من قرية أولاد الياس إن مشاكلنا مع النقل الداخلي سواء في انتقالي من القرية إلي مدينة صدفا وأبو تيج. أو إلي مدينة أسيوط هي تلك المعاناة التي تسببها المركبات المتهالكة والتي ينتج عنها الكثير من الحوادث بسبب عدم كفاءتها وهو مايجعلنا نطالب بضرورة عودة الأتوبيسات للربط بين المدن المختلفة.
ويعبر حمدي حسين من الغنايم عن شعوره بالأسي من حال المواصلات. موضحاً أن مدينة الغنايم تقع في الجنوب الغربي للمحافظة بمسافة 40 كيلو متراً تقريباً علي الحدود الشمالية لمحافظة سوهاج وتبعد عن الطريق الزراعي والسكة الحديد بحوالي 16 كيلو متراً تقريباً وهو ماجعل معاناة أهلها مركبة لأنهم مجبرون علي استقلال تلك العربات الخاصة التي تشعر الإنسان بالمهانة والمذلة من جراء المعاملة السيئة من جانب سائقيها.
ويعرب خالد عبدالناصر من أبناء مدينة الغنايم عن أسفه الشديد لما آل إليه حال قطاع النقل الداخلي بعد أن أصبح امتلاك السيارة لأصحاب الأخلاق المتدنية الذين يعاملون المواطنين كأنهم قطعان من الماشية بعد حشرهم داخلها حشراً إذا كانت سيارة ميكروباص. أما إن كانت سيارة "ربع نقل" فيحملون المواطنين بها مع البضائع والماشية بشكل غير إنساني الأمر الذي يصيب الإنسان بالحسرة والألم بعد فقدان آدميته.
ويقول عوض محمد من قرية بني شعران مركز منفلوط إن سيارات النقل الداخلي أصبحت وسيلة لتعذيب المواطن وليس وسيلة لنقله من مكان لآخر بعدما أصبح التحكم في المواطن من قبل قائد المركبة أمراً شائعاً ولا يستطيع أحد مخالفته سواء في فرض أجرة معينة وزيادتها أو تركيب ركاب بالزيادة عن الحمولة المقررة وهو ما يقبل به المواطن صاغراً دون مناقشة. ولا سيما إذا كان مرتبطاً بمواعيد عمل أو دراسة أو طبيب وغيره ولذلك نطالب بتشديد الرقابة المرورية علي هذه السيارات.
ويطالب الحاج عبده عبدالعال من قرية الزرابي بمركز أبو تيج بضرورة عودة أتوبيسات النقل العام للعمل من جديد في المرفق الداخلي سواء بين المدن وبعضها البعض. أو بين المدن والقري. ولا سيما البعيد منها والتي يحتاج فيها المواطن إلي وسيلة مواصلات مريحة بدلاً من هؤلاء الذين يعبثون بكرامة المواطن وأمنه وسلامته.
ويضيف ابراهيم اسامة ابراهيم طالب بكلية التربية بجامعة أسيوط من مركز طما قائلاً إنني استقل يومياً سيارة الميكروباص من القرية إلي المدينة ثم من طما إلي أسيوط بموقف عبدالله الذي نستقل منه الميني باص الخاص بجمعية النقل بأسيوط إلي الجامعة والذي يكون أشبه بعلبة السردين. والذي يعاني داخله الراكب كل أنواع الإذلال والسرقات وهو ماتتولد عنه المشاجرات بين الركاب أو قائدي المركبة والمحصل وهذا الأمر يتكرر بصفة يومية.
توضح "مني . أ" موظفة بالجامعة أن ركوب المواصلات العامة في أسيوط أصبح قطعة من العذاب التي تتعرض فيها إلي التحرش من جراء الزحام الشديد والنشل بالإضافة إلي سماع الألفاظ السيئة والقبيحة التي يعف اللسان عن ذكرها والتي تخدش الحياء سواء من قائدي السيارات أو الصبية أو من يستقلونها لبعضهم البعض دون مراعاة لحقوق الآخرين.
أما الحاجة "صفية . م" ربة منزل تصف المشهد داخل سيارات النقل الداخلي بأسيوط بأنه أشبه بالسويقة التي تعج بكل الموبقات التي في الدنيا. بداية من عدم الشهامة حيث يرفض الشباب السماح لكبار السن بالجلوس. ونهاية بانعدام الأخلاق كلية والتي تستبيح حرمات الآخرين سواء كانت بالأقوال أو الأفعال وهذا يصف ما وصل إليه مجتمعنا من حالة التدني الأخلاقي.
كثيرة الأعطال .. في قنا
قنا عبدالمنعم منصور :
يقول نصر الناظر "رجل أعمال" بحكم عملي في التجارة فأنا كثير التنقل بين مراكز المحافظة وقراها. وآخر مرة ركبت فيها أوتوبيس النقل العام كانت منذ 10 سنوات. ففي السنوات الأخيرة ظهرت سيارات الميكروباص الأسرع والأكثر رفاهية وهدوءاً بعكس الأتوبيس الذي كان صوت محركاته مزعجاً. بالإضافة لوقوفه المتكرر مما يضاعف الوقت الذي تستغرقه الرحلة.
أضاف محمود زيدان صاحب مقهي بجوار موقف الأتوبيس القديم بمدينة قنا وهو يتذكر الزحام الذيل كان يشهده الموقف ووقوف مئات الركاب في انتظار الأتوبيس للذهاب إلي مراكز المحافظة المختلفة أن الأتوبيسات كانت هي الوسيلة المفضلة للتنقل بين مراكز المحافظة لمسافة 240 كيلو متراً من إسنا جنوباً إلي أبو تشت شمالاً وكانت منتظمة في مواعيدها سواء في المغادرة أو العودة حتي أنه لم تكن للأتوبيسات أرقام بل كانت تعرف بمواعيد قيامها من الموقف. إلا أن هذا الأمر اختلف الآن. فقد أصبح الموقف مهجوراً وتحول إلي مقلب للقمامة والكلاب الضالة حتي قامت المحافظة بإنشاء سور حوله.
أوضح عبدالرحيم سلامة "موظف" أنه مازال هناك بعض الأتوبيسات التي تعمل بين المركز. لكنها غالباً خالية من الركاب إلا قليلاً بعد أن أصبحت بطيئة للغاية وكثيرة الأعطال وحدث منذ شهرين أن الرحلة من قنا إلي نقادة استغرقت أكثر من ساعة ونصف رغم أنها لا تزيد علي 40 كيلو متراً. حيث كان الأتوبيس يقف في كل مداخل القري. بل أنه يقف لأي مواطن علي الطريق يشير له بالوقوف. لذلك فإن الأهالي أصبحوا يفضلون سيارات الميكروباص أو حتي عربات "الكبوت" للتنقل بين القري والمدن لأنها أكثر سرعة من الأتوبيسات التي أصبح وجودها نادراً وليست لها مواعيد محددة ولا تعمل بانتظام.
وقال المهندس حسني المغربي عضو حزب البناء والتنمية إن مشكلة أتوبيسات النقل العام هي مشكلة القطاع العام بأكمله وهي عدم التطور مع متطلبات العصر. فمازالت تصر علي الأتوبيسات كبيرة الحجم التي تتسع لأكثر من 40 راكباً ولا يمكنها السير بسهولة في الشوارع المزدحمة بالمدن. كما أن الأتوبيسات التي تعمل بين المراكز مضي علي صنعها أكثر من 30 عاماً وافتقدت الجودة والسرعة وهي ماينشده المواطن في وسيلة المواصلات خاصة في محافظة قنا التي تمتد طولياً لمسافة 140 كيلو متراً.
أضاف أن احدي الشركات الخاصة قامت بإنشاء مشروع للنقل الداخلي بين مراكز المحافظة منذ 8 سنوات وفشل المشروع تماماً رغم أن الأتوبيسات كانت حديثة ومكيفة وبأسعار أقل من السيارات الأجرة ولكن مشكلتها كانت في الوقوف المتكرر في كل القري لتحميل الركاب وهو ما يؤدي إلي تأخير وصول الموظفين والطلاب إلي أعمالهم فانصرف الناس عنها وفشل المشروع سريعاً.
وقال محمد عابدين ناشط سياسي إن تجربة المحافظ اللواء عادل لبيب في تسيير 12 أتوبيساً من المحافظة وجامعة جنوب الوادي ومعهد الخدمة الاجتماعية وشركة النقل العام للعمل في النقل الداخلي بمدينة قنا وبتعريفة 50 قرشاً ساهمت إلي حد كبير في تخفيف حدة الزحام في أماكن انتظار السرفيس خاصة في فترة الذروة أثناء خروج الموظفين وتلاميذ المدارس. بل وساهمت في التزام سائقي السرفيس بخطوط السير وتعريفة الركوب. إلا أنه لم ينجح في جذب الركاب نظراً لبطء سير الأتوبيسات في شوارع المدينة المزدحمة وعدم اهتمام السائقين بتحميل الركاب. لأنهم موظفون يحصلون علي رواتبهم في كل الأحوال. إلا أن هذا المشروع يمثل بذرة يجب معالجة سلبياتها لتساهم في القضاء علي مافيا السرفيس والتاكسي التي تحاول استغلال كل مشكلة لمضاعفة التعريفة.
من جانبه أكد العقيد محمود علي رئيس قطاع جنوب الصعيد بشركة الأتوبيس أن الشركة تقوم بأعمال لا يتحملها إلا قطاع حكومي يهدف إلي تقديم خدمة دون النظر للعائد حيث يتم تسيير أتوبيسات للقري والمناطق النائية لخدمة المواطنين البسطاء بأقل تكلفة. مشيراً إلي أن الشركة تقوم بتجديد أسطول السيارات بصفة دورية ولا صحة اطلاقاً لوجود سيارات متهالكة تتسبب في حوادث حيث يقودها سائقون ذوو مهارة عالية. بالإضافة لوجود طواقم للصيانة علي أعلي مستوي مهني ويعملون في أصعب الظروف وخلال العام الماضي لم تتسبب أتوبيسات النقل العام بقنا في وقوع أي حوادث.
وقال المهندس حمدي عبدالحميد مدير عام فرع قنا انه يتم تسيير رحلات إلي مدن نجع حمادي ونقاده وفرشوط وأبو تشت بالتعاون مع فرع شمال قنا. بالإضافة لتسيير 4 أتوبيسات للعمل داخل مدينة قنا لخدمة طلاب الجامعة ومنطقة الشئون والمساكن شرق المدينة بتعريفة 50 قرشاً وتسيير خط من مدينة قنا لقرية أولاد عمرو لخدمة أهالي 12 قرية. مشيراً إلي أنه من الطبيعي أن يقف الأتوبيس في مداخل القري لتحميل الركاب أو نزولهم. لأن الخدمة في الأصل مقدمة للمواطنين محدودي الدخل بتعريفة أقل من نصف أجرة السيارات الأجرة.
وردية واحدة بسبب البلطجية .. بالبحيرة
البحيرة كارم قنطوش :
مشروع النقل الداخلي بمحافظة البحيرة الذي تم تشغيله في ثمانينات القرن الماضي وحمل آنذاك اسم "مشروع النقل والسياحة" كان واحداً من المشروعات الخدمية لأهالي المحافظة خاصة من البسطاء ومحدودي الدخل بالمدن والقري. وكان هذا المشروع يضم سيارات أتوبيس كبيرة لنقل الركاب من القري والمدن إلي دمنهور عاصمة المحافظة ذهاباً وإياباً وكانت كل وحدة محلية بالمدن أو القري تمتلك سيارة علي الأقل وتقوم بتشغيلها مقابل تعريفة ركوب اقتصادية لا تتجاوز نصف تعريفة الركوب لسيارات الأجرة.
والحقيقة لم يكن المشروع يدر أرباحاً تذكر بقدر ما كان يقدمه للأهالي وطلاب المدارس الذين يتنقلون من قراهم يومياً للمدن للحاق بمدارسهم وكلياتهم. فضلاً عن أنه أثري نشاط الرحلات المدرسية للمواقع السياحية داخل الجمهورية بأجور مخفضة.
ومع بداية هذا القرن تلاشي المشروع واختفت سياراته مع الوجود تماماً بعد تكهينها وبيعها وخلت جميع الخطوط التي تربط عاصمة المحافظة بالمدن والقري التابعة لها من سيارات المشروع وأصبح مجال نقل الركاب قاصراً علي سيارات الأجرة من الميكروباص. واقتصر مشروع النقل الداخلي علي مدينة دمنهور التي تعمل بها 69 سيارة أتوبيس. تبلغ سعة الواحدة من 31 إلي 33 راكباً تعمل جميعها علي أربعة خطوط تبدأ من مجمع مواقف دمنهور وهي: الطريق الزراعي السريع والمستشفي التعليمي وإفلاقه وزاوية غزال. سيارات المشروع تقل يومياً أكثر من 100 ألف راكب معظمهم من أهالي مدن وقري المحافظة الوافدين لدمنهور والسواد الأعظم منهم لطلاب كليات جامعة دمنهور التسع ومدارس التعليم الثانوي العام والفني. ويتجاوز عددهم خمسة آلاف طالب وطالبة يحصل كل منهم علي خصم 50% من تذكرة الركوب مساهمة من المحافظة في التخفيف عنهم.
يذكر أن المشروع ليس من المشروعات التي تحقق أرباحاً طائلة. لكن الثابت أنه يتحمل مسئولية نفسه ولايكبد المحافظة أي أعباء. وبقيام ثورة 25 يناير بدأت المشاكل تتسلل إلي المشروع منها قيام البلطجية باحتلال الأكشاك والتاندات الخاصة بالمشروع بميدان المحطة وتحميل الركاب في سيارات السيرفيس التي تعمل بالمخالفة علي خطوط المشروع وقيام هؤلاء البلطجية بترويع العاملين علي سيارات المشروع من سائقين ومحصلين والاعتداء عليهم في بعض الأحيان ومع استفحال هذه الظاهرة السيئة في ظل الانفلات الأمني تقلص العمل بالمشروع إلي وردية واحدة.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.