عندما وصل روكا الحرامي إلي مقر إقامة الملك رمسيس الثاني بصحراء الهرم ، لمح الغضب في عيني جلالته ، وقبل أن يسأل عن السبب بادره الملك قائلا في حدة : أنت أفاق ومخادع . أخفيت عني قصة الرشوة التي تلقاها مسئول من أحفادي من شركة مرسيدس . أتعرف عقوبة من يخفي المعلومات عن الملك ؟ قال روكا لجلالته : خضيتني يا عم رمسيس. أنا افتكرت ان سيادتك زعلان مني عشان حرامي ولا فخر . وع العموم الموضوع ما فيهوش رشوة ولا حاجة . الناس قدموا للراجل هدية وحلفوا عليه. قالو له يا رب تعدمنا لو ما قبلتهاش . وسيادتك ملك قديم وعارف ان الواحد لما يرفض الهدية كأنه بيشتم صاحبها . الهدية بتحبب الناس في بعضهم يا سيادة الملك .. وربنا يديم المعروف. قال الملك : لقد أقروا بأنهم دفعوا رشوة بالمخالفة لقوانين بلادهم . قال روكا : أصل اللغة العربي غير الألماني سيادتك . هُمَّه يقولوا رشوة واحنا نقول هدية. وكل واحد حر في اللغة بتاعته. ويمكن الحاجات دي عندهم عيب عشان معقدين ومحبكينها وبيعملوا من الحبة قبة. وكمان قلبهم أسود ومليان حقد . بيكرهوا الخير لخلق الله . وبيكرهونا عشان إحنا حلوين زي ما سيادتك بتسمع وبتشوف . إحنا برقبتهم يا عم رمسيس . لما واحد مننا بياخد ويدفس في جيوبه بنقول ربنا يبارك له النهارده ويرزقنا بكره . ومالناش دعوة بياخد إزاي . من فوق الترابيزة .. من تحت الترابيزة . ياخد زي ما ياخد وحلال عليه . قال الشيخ: وعليك يا سيد المعلمين ! قال روكا للملك : ياما حبايبنا خدوا هدايا. ڤلل وشاليهات وأراضي وعربيات ، وأرانب تتعبي في زكايب . مافيش مسئول من بلدنا شاور علي حد من صحابه الحلوين وقال بياخد ، عشان بيحبوا بعض ، وكل حي مسيره في يوم ياخد .. الناس لبعضيها يا عم رمسيس . قال الشيخ : مين قدم السبت يلقي الحد قدامه ! قال روكا للملك : هو كان ضربهم علي إيدهم وقال لهم هاتوا المرسيدس ؟ هُمَّه اللي اتكسفوا من أدبه وأخلاقه العالية لما خلَّص لهم مصالحهم لوجه الله تعالي . باعولنا البضاعة بتاعتهم بالتمن اللي عاوزينه من غير ما حد يلغوص في البيعة ويقول غالية الطاق طاقين . أخدوا فلوسهم وعليها بوسة بعيد عن تلاكيك الموظفين إياهم إللي بيوقفوا المراكب السايرة . بيطلَّعوا القطط الفاطسة في البيعة ويقولوا ريحتها وحشة . ويفضل الورق يلف كعب داير وفلوس الناس نايمة ما بتشتغلش .. وسيادتك سيد العارفين وفاقس شغل البروتين . قال الشيخ : قصدك الروتين يا معلم ! قال روكا للملك : اطمن علي حفيدك بتاع المرسيدس . شرفه وسمعته أمانة في رقبتي . إحنا ناس كُمَّل وبنضلل علي بعضينا . وساعة الجد تلاقينا إيد واحدة في قفص واحد . أحفادك زي الفل يا سيادة الملك وبينضرب بيهم المثل في المحارة . قال الشيخ : قصدك في الطهارة يا معلم ! ثم التفت روكا للشيخ غريب وسأله : حَد عنده الجَراءة يعوم في ذمة حبايبنا إياهم يا مولانا ؟ أجاب الشيخ : ح يغرق يا معلم !