استدعي الملك رمسيس الثاني روكا الحرامي لتقديم تقرير عاجل عن حالة السوق .. قال روكا لجلالته : أوامر سيادتك اتنفذت بعصافيرها . قاطعه الشيخ غريب : قصدك بحذافيرها يا معلم ! قال روكا: تخش السوبر ماركت عينك ما تشوف الا البروتين . لو نفسك في قطعية من لغلوغ الدبيحة طلبك موجود . اللغلوغ يتشفا ويتقطع حتت ، وكل حتة تتلف في سلوفان وتتحط جنب اختها بحنية في علبة شكلها يرد الروح .. والخمسة كيلو علي بعض بخمس ورقات ، كل ورقة بمية . قال الشيخ : يا بلاش ! قال الملك : ولكن مائة جنيه للكيلو تثقل كاهل احفادي من ذوي الدخل المحدود واصحاب المعاشات . رد روكا وكأن حية لدغته في نن عينه: افتكرلنا النبي يا عم رمسيس . هو بتاع المحدود ماله لا مؤاخذة باللحمة . اذا شافها مش ح يعرفها . وإذا حد غششه ح يسأل بتتقشر ازاي . ده ما داقهاش وهي بتلاتة جنيه سيادتك .. ح ياكلها النهاردة ! قال الشيخ : مش زمن معجزات ! قال روكا: وبتوع المعاشات لازم يحطوا في حنكهم قالب طوب أحمر. لحمة إيه اللي عاوزين يطفحوها . لو شموا ريحتها الدم ح يجري في عروقهم ويصدعونا باسطوانة »المعاش مش مكفي الدوا« . بلاش سيرتهم الله لا يسيئك. أنا مؤمن وخايف علي صيامي . قال الشيخ : سلامة صيامك يا سيد المعلمين . قال روكا: ومن حيث المكسرات طبعا سيادتك ملك قديم وعارف ان المكسرات في رمضان زي المسلسلات . يعني رمضان من غيرها مايبقاش رمضان. وعشان كده نفذنا اوامر سيادتك بضوافرها . قاطعه الشيخ : قصدك بعصافيرها يا معلم ! واصل روكا حديثه : المكسرات في الدكاكين اكثر من الهم ع القلب . اللي ما يستلزش من التركي ياخد الايراني سيادتك . واللي ما بيستطعمش الاثنين قدامه السوري واللبناني. وبتراب الفلوس . مكسرات تكفي الخشاف والكنافة والقطايف والقزقزة جمعة بحالها .. بجوز بواكي وانت طالع . قال الشيخ : خللي الفقير ياكل ! قال روكا : ومن حيث الفاكهة ما تشيلش هم . بس سيادتك عارف ان الفاكهة البلدي مابقتش زي زمان ، ولاد الابالسة بينفخوها عشان توزن . لكن علي مين يا عم رمسيس ؟ التجار بتوع ربنا مصحصحين وعينهم في وسط رأسهم . استوردوا فاكهة الشهر المفترج من بلاد بره . الخوخة أد راس العيل الكيلو بتلاتين . والعنب اللي زي اللولي برضه بتلاتين . والتفاح عبي وشيل بخمسة وعشرين . والبرقوق حمار وحلاوة بثمانية وعشرين . والاناناس بالواحدة . تمنها بالكثير اربع ورقات بعشرة . واضاف روكا يقول للملك في زهو : حفيدك فرحان وبيغني من الهنا اللي هو فيه . يخش اجدعها سوبر ماركت يلاقي لحمته ومكسراته وفاكهته مرطرطة قدام عينيه . بس هو يشاور زي الباشا سيادتك ويقول للراجل بألاطة عبي من ده كيلو .. ومن ده اتنين.. ومن ده خمسة . قاطعه الشيخ : .. وعلقة تفوت ولا حد يموت !